مهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الطريق لمنح باكستان مساعدات بمئات الملايين من الدولارات خلال العام الجاري من اجل مكافحة ما وصفه بالإرهاب، مؤكدا انه سيواصل تعاونا وصفه بأنه حاسم مع الحكومة الجديدة. ففي مذكرة وجهها إلى وزيرة الخارجية وتحمل تاريخ الاثنين، قرر بوش إعفاء باكستان من القيود التي يفرضها القانون الأمريكي لمنح مساعدات إلى أي بلد يتم إسقاط رئيس حكومته المنتخب بشكل قانوني، في انقلاب عسكري أو بمرسوم وهو ما ينطبق على باكستان. وقال متحدث باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو إن الحكومة الأمريكية ما زالت قلقة من المساس بالحريات في باكستان لكن باكستان حليف أساسي في الحرب على الإرهاب. وأضاف أن الرئيس الأمريكي رأى أن الإعفاء من القيود المفروضة مهم لتصدي الأمريكيين لأعمال الإرهاب الدولي وجهود ردع مثل هذه الأعمال ومكافحتها، موضحا أن بوش اعتبر أيضا أن ذلك سيسهل الانتقال إلى حكومة ديموقراطية في باكستان. وتزعم الولاياتالمتحدة أن المساعدة الأمريكية إلى مكافحة الإرهاب وتسهيل إحلال الديموقراطية. وقال البيت الأبيض إن الإدارة الأمريكية طلبت من الكونغرس للعام 2008 ميزانية تبلغ نحو 300 مليون دولار للمساعدة على إرساء الأمن في باكستان. وأضاف أن بوش مارس الصلاحيات التي تسمح له برفع القيود عن مساعدة كهذه، كما فعل كل سنة منذ 2003. وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري في 1999. غير أن بوش أعلن قراره هذا العام في اليوم ذاته الذي أدى فيه يوسف جيلاني رئيس الوزراء الجديد منافس مشرف، اليمين الدستورية بينما تسود شكوك في استمرار التعاون بين البلدين. وأعرب زعيما الحزبين الفائزين في الانتخابات الباكستانية عن الرغبة في إعادة النظر في استراتيجية مكافحة الإرهاب وبدء حوار مع المقاتلين الإسلاميين الأمر الذي قد يثير قلق الحكومة الأمريكية. والتقى أحدهما رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أطاح به مشرف في 1999، الثلاثاء مساعدي وزيرة الخارجية الأمريكية جون نيغروبونتي الرجل الثاني في الخارجية وريتشارد باوتشر المكلف شؤون جنوب آسيا. وقال شريف انه أبلغهما أن الحكومة الجديدة التي يدعمها ستدرس وتعيد النظر في استراتيجية مكافحة الإرهاب. من جهة أخرى، ذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي شدد خلال اتصال هاتفي الثلاثاء مع رئيس الوزراء الباكستاني الجديد على أهمية مكافحة الإرهاب ورغبته في التعاون معه. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو ان بوش كرر التأكيد على أن باكستان بلد حليف ومهم. وأضافت أن المسئولين اتفقا على القول انه من مصلحة كل منهما مكافحة الإرهاب. واتصل بوش برئيس الوزراء الباكستاني الجديد مهنئا، وأكد له انه ينتظر بفارغ الصبر كي يعمل معه ومع الحكومة الباكستانيةالجديدة. وترى الحكومة الأمريكية في باكستان المجاورة لأفغانستان وحيث يتمركز عناصر تنظيم القاعدة وحركة طالبان في المناطق الحدودية، حليفا أساسيا في مكافحة ما ماعتبروه إرهاباً. وقد دعمت بشدة مشرف الذي انضم إلى الحرب الأمريكية على القاعدة. ويسمح القانون الأمريكي برفع القيود التي تفرض على مساعدات لأي بلد إذا تحققت بعض المعايير. وقال جوندرو ما زلنا نشعر بالقلق على احترام الحقوق المدنية والسياسية الأساسية في باكستان. وأشار خصوصا إلى فرض حالة الطوارئ في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وتعديل الدستور وفرض قيود أخرى على الحريات. لكنه أضاف إن مشرف وفى بوعده بالتخلي عن قيادة القوات المسلحة والتحول إلى رئيس مدني ورفع حالة الطوارئ. كما أشار إلى تنظيم انتخابات تعددية ناجحة. وقال جوندرو نقيم حاليا تأثير الانتخابات على قرار استثناء باكستان من القيود المفروضة على المساعدات.