صداع و"مغص" وقلق في كل بيت.. والامتحانات السبب خاصة إذا كانت الثانوية العامة أو عنق الزجاجة هي من تترقبها الأسرة وأثناء الامتحانات وعلي أبوابها يعاني العديد من الطلبة والطالبات أوجاعاً عضوية يكون مرجعها نفسياً. يقول د. صلاح سيف أستاذ الجهاز الهضمي جامعة عين شمس أنه من أشهر الأمراض خلال موسم الامتحانات متاعب القولون وذلك لارتباط هذا العضو بالعامل النفسي ومن هنا نجد أن أعراض "القولون العصبي" التوتري عند العديد من الطلبة خاصة في مرحلة الثانوية العامة مع قرب وبداية الامتحانات. أما عن أعراض القولون العصبي فيشير د. صلاح إلي أن الشعور بشد بأسفل البطن مع آلام شديدة ورغبة ملحة في التردد علي دورة المياه مع الإصابة بالانتفاخ، وهنا لابد من مراجعة الحالة للطبيب حتي لا يتطور الأمر لآلام وتقلصات شديدة بالمعدة وقئ مستمر مع رفض للطعام. هنا الطبيب يتدخل بالأدوية المهدئة لحركة المعدة مع ضرورة تناول طعام خفيف سهل الهضم يبعد عن الدسم. "لخبطة" البنات د. جمال سرور استشاري النساء والتوليد فيري أن الحالة النفسية السيئة والخوف الذي ينتاب بعض البنات قبل الامتحانات قادر علي "لخبطة" هرمونات الجسم بما فيها هرمونات الغدة النخامية والتي تتحكم في عمل المبيضين، ففي الأحوال الطبيعية تزداد هذه الهرمونات في وقت معين وتقل في وقت آخر، والذي يحدث في حالة التوتر أنها تختل خاصة لدي الفتيات في مرحلة الثانوي ونتيجة لهذا الخلل تزداد كمية الدورة الشهرية عند البعض وتقل عند البعض الآخر، أو تتأخر الدورة الشهرية عن موعدها لمدة أسبوع أو أكثر أو تأتي قبل موعدها، وفي بعض الحالات ونتيجة للقلق الزائد قد لا يحدث دورة شهرية في هذا الشهر، وكلها مظاهر نفسية لهذا الخلل الهرموني. الحساسية العصبية ويقول د. رفعت أمين استشاري الجلدية: الجلد أيضاً يتأثر بالتوتر حيث إن بعض الأشخاص يصابون بالارتيكاريا العصبية وهي نوع من أنواع الحساسية تظهر علي هيئة بقع حمراء مرتفعة عن سطح الجلد في أماكن مختلفة بدء من فروة الرأس حتي القدم مع الإصابة بالحكة الشديدة لدرجة حدوث جروح بالجلد. وقد يتطور الأمر لحالة من التورم بالجفون والشفتين وبعض أجزاء الجسم، أو الحساسية العصبية وهي نوع يظهر في أماكن مختلفة من الجسم خاصة عند الأطراف ويصاحبه أيضاً حكة شديدة وتكون النتيجة زيادة سمك الجلد ولونه ويصاب الجلد بالخشونة، وسواء تعلق الأمر بالارتيكاريا أو الحساسية العصبية لابد من الذهاب للطبيب لسرعة العلاج حتي لا تتفاقم الحالة. ويضيف د. رفعت أن حب الشباب يزداد خلال موسم الامتحانات فهو من أخصب المواسم لظهوره، إما لزيادة الدهون في الجسم خاصة في المرحلة الثانوية أو الجامعة أو نتيجة للحالة النفسية المضطربة ويكون عادة علي هيئة حبيبات حمراء أو صديد، ومن بين أعراض توتر الامتحانات أيضاً -كما يقول د. رفعت- تساقط الشعر والإصابة بمتاعب الجلد والتي تزداد بصورة كبيرة في هذه الفترة من العام ومردوده طبعاً للعامل النفسي والخوف وهنا لابد من الاهتمام بتناول الأطعمة المحتوية علي الحديد وتناول الفاكهة الطازجة والعصائر بشكل أكبر مع ضرورة أخذ قسط وافر من الراحة والنوم. قلة النوم وقلة النوم عامل أساسي في تشتت ذهن الطالب، لذا ينصح الأطباء بضرورة أن تكون ساعات النوم في هذه الفترة من 8 إلي 9 ساعات يومياً وأن يكون موعد النوم ليلاً ومتصلاً فالنوم العميق يساعد علي التركيز الشديد وتستقر المعلومات بشكل أفضل أما أثناء النهار فلابد من قطع ساعات المذاكرة بساعة مرح واسترخاء وسماع الموسيقي الهادئة دون الجلوس بعيداً عن التليفزيون أو الكمبيوتر. وينصح د. شريف صبري استاذ التغذية بجامعة المنوفية بضرورة البعد عن الوجبات الجاهزة لما لها من ضرر بالغ لتشبعها بالدهون ومنعدمة القيمة الغذائية مما تصيب الطالب "بالتخمة" والشعود بالخمول، بل لابد من تناول طعام بيتي يتسم بالصحة والقيمة الغذائية مع الحرص علي تناول الزبادي واللبن والجبن الأبيض والخضروات والفواكه الغذائية، أما الأسماك بكل أنواعها فالإكثار منها مفيد لما تمده للذهن من طاقة ونشاط.