وأضافت أن هذه التوقعات جاءت علي لسان أكثر من مسئول لبناني يمثلون أطرافا مختلفة من القوي السياسية اللبنانية وكذلك من خلال تصريحات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي والتي أعرب فيها عن تمنياته بأن تشهد القمة العربية حلا للأزمة اللبنانية وبالتالي فإن الجلسة المقرر عقدها بعد غد لن تشهد حلحلة. وفي نفس السياق جاءت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير التي عبر فيها عن عدم توقعه إجراء الانتخابات اللبنانية في جلسة بعد غد وبالتالي فكل المؤشرات قبل أيام من عقد جلسة مجلس النواب اللبناني لا تفيد بأنه سيكون هناك جديد علي صعيد انتخاب رئيس الجمهورية اللبناني. ومع ذلك فإن هناك ترقبا لهذا الموعد نتيجة أن مجلس الوزراء اللبناني برئاسة فؤاد السنيورة انتظر اتخاذ أي قرار بشأن مشاركة لبنان في القمة العربية إلي بعد غد ليتحدد نتيجة ما الذي سيحدث في الانتخابات اللبنانية وعلي ضوء ذلك سيتحدد شكل مشاركة لبنان من عدمه في قمة دمشق نهاية الشهر الجاري نتيجة أن انتخاب الرئيس سيحل إشكال مشاركة الرئيس اللبناني المنتخب في القمة العربية في حال انتخابه في الموعد المقرر. يأتي ذلك في وقت وصلت فيه الأزمة السياسية في لبنان الي الحائط المسدود رغم الامال البسيطة المعلقة علي القمة العربية المقبلة في دمشق، حيث لوحت الاكثرية النيابية باحتمال "ترميم" الحكومة الحالية وربما قبول استقالات الوزراء الشيعة، ما دفع "حزب الله" الي التحذير من "الدفع الجنوني نحو الهاوية". فقد شدد رئيس الجمهورية السابق امين الجميل وأحد اقطاب قوي 14 مارس المناهضة لسوريا علي ضرورة اعطاء الاولوية لانتخاب رئيس جديد "في اسرع وقت ممكن"، الا انه يمكن النظر في "حلول اخري" في حال فشلت هذه المحاولة. وردا علي سؤال حول احتمال تعيين وزراء جدد قال الجميل في حديث الي تليفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال "الاولوية يجب ان تكون لانتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن وكل من يعرقل هذا الاستحقاق يتحمل مسئولية تجاه التاريخ". واضاف "اما اذا لم يحصل انتخاب رئيس للجمهورية فعندها سنضطر للدخول في حلول اخري مثل توسيع الحكومة لتأمين استمرارية الدولة، كما يمكن ان ننظر في حلول اخري سنبحثها في الوقت المناسب" من دون ان يدلي بتفاصيل اضافية. بدوره، قال رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" (اكثرية) سمير جعجع الذي يقوم حاليا بزيارة للولايات المتحدة في حديث الي صحيفة "النهار" اللبنانية من نيويورك ان "امام الاكثرية حلين: اما انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد واما ترميم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، الامر الذي ترفضه المعارضة لانها لا تريد قيام حكومة فعلية". واضاف "اذا اضطرت الاكثرية الي انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد فستختار بالطبع احد مرشحيها الرئيسيين (النائب) بطرس حرب او (النائب السابق) نسيب لحود". وكانت الغالبية شددت علي حقها الدستوري في انتخاب رئيس باكثرية النصف زائد واحد من اعضاء مجلس النواب، الا انها تخلت عن هذا الخيار لما لقيه من اعتراضات محلية وحتي اقليمية، واعلنت تأييدها لقائد الجيش العماد ميشال سليمان كمرشح رئاسي توافقي. ووافقت المعارضة علي هذا الترشيح، لكنها اشترطت ان يأتي في اطار سلة متكاملة تنص خصوصا علي انتخابه رئيسا وتشكيل حكومة اتحاد وطني والاتفاق علي قانون جديد للانتخاب. والموعد المقبل المحدد للمجلس النيابي لانتخاب رئيس جمهورية جديد هو الخامس والعشرين من الشهر الحالي، الا ان غالبية الافرقاء يستبعدون ان يتم التوصل الي انتخاب رئيس في هذه الجلسة، علما انها السابعة عشرة علي التوالي.