قال مصدر سوري مطلع إن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك لن يحضرا القمة العربية المزمعة في دمشق السبت المقبل، فيما أعلن مصدر دبلوماسي في الرياض أن مندوب المملكة في جامعة الدول العربية سيرأس وفد بلاده. وأبلغ المصدر السوري الصحافيين أمس الاثنين إن الملك السعودي والرئيس المصري لن يحضرا القمة، في حين أن 14 رئيساً وملكاً عربياً ثبتوا حضورهم إلي القمة والعدد قد يزداد، بما يعني نجاح انعقاد القمة في الوقت المحدد لها . وأكد مصدر رسمي سعودي إن المستوي المنخفض لمشاركة المملكة في القمة العربية التي ستستضيفها دمشق يومي السبت والأحد القادمين، يعكس التدهور الحالي الذي تشهده العلاقات بين الرياضودمشق واستياء السعودية من عدم تجاوب سورية مع المساعي العربية لحل الأزمة اللبنانية وفق مبادرة الجامعة العربية . وقال أحمد بن عبد العزيز قطان للصحافيين بعد اجتماع لممثلي الجامعة العربية في العاصمة السورية أنا سأرأس وفد السعودية إلي القمة . وأبلغ قطان الاجتماع نجتمع اليوم من دون رئيس للبنان من جراء التأجيلات المستمرة وغير المبررة للاستحقاق. نتطلع إلي دور سوري فاعل لتحقيق وفاق وطني لبناني . توتر العلاقات يذكر أن السعودية قامت في مطلع الشهر الجاري بسحب سفيرها في دمشق احمد القحطاني دون أي إعلان رسمي وعينته سفيرا لدي قطر. وكانت السعودية ودول خليجية أخري اشترطت دعوة لبنان للقمة العربية لحضور القمة وهذا ما جري. وهي المرة الأولي التي تحضر فيها السعودية قمة عربية علي هذا المستوي المنخفض، وفي العادة يمثل السعودية في مؤتمرات القمة العربية والإسلامية وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل حين يتغيب الملك أو ولي عهده. وكان الأمير سعود الفيصل قد مثل بلاده في القمة الإسلامية الأخيرة في السنغال التي عقدت في 13 و14 آذار (مارس) الحالي. وبدأ التوتر في العلاقات السعودية السورية حين قام وزير الدولة السوري لشؤون الهلال الأحمر بشار الشعار بتسليم السعودية الدعوة السورية لحضور القمة قبل أسبوعين في حين قام وزير الخارجية وليد المعلم بتسليم الدعوة في عواصم عربية أخري. وعلق مصدر دبلوماسي عربي علي ذلك لا شك أن هذا أثار استياء سعوديا آخر من دمشق . وأضاف المصدر رغم أن الأمير سعود الفيصل أعرب عن أمل بلاده في أن تبحث القمة العربية الوضع في لبنان في تصريحات أدلي بها في الجزائر الأربعاء الماضي، إلا أن الاتصالات المصرية التي جرت مع دمشق خلال الأيام القليلة الماضية أظهرت أن السلطات السورية ما زالت عند موقفها بشأن الموضوع اللبناني . وتابع وهذا ما جعل الرياض تشعر بان سورية متشددة بموقفها من هذا الموضوع رغم كل الوساطات التي طلبتها السعودية من دول لها تأثير علي سورية ومنها محاولة روسية قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي زار دمشق الأسبوع الماضي وطرح الموضوع مع كبار المسئولين السوريين وابلغ الرياض انه لا تغيير في الموقف السوري . من جهته قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس انه يخشى من ضعف مشاركة الدول العربية في القمة بعد التأجيل الجديد لجلسة برلمانية لاختيار رئيس في لبنان. وسيعني هذا التأجيل عدم وجود رئيس لبناني لحضور القمة. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن أبو الغيط قوله إذا دخلنا القمة ولبنان غير موجود في مقعده أو موجود بتمثيل صغير للغاية ولا يوجد رئيس لبناني أعتقد أن هناك قوي عربية ربما لن تكون سعيدة بهذا . وعندما سئل عن أثر هذا التأجيل علي القمة أجاب أبو الغيط أعتقد أنه ستكون هناك مشاركة ضعيفة واخشي أن القضية اللبنانية ستنعكس بالسلب علي نجاحات القمة . وتحمل حليفتا الولاياتالمتحدة السعودية ومصر سورية مسؤولية عرقلة إجراء انتخابات رئاسية في لبنان. وتقول سورية إن حل هذه الأزمة يصب في مصلحتها الوطنية. ومن المنتظر مشاركة أمراء الكويت وقطر والإمارات ورؤساء اليمن والسلطة الفلسطينية والجزائر والسودان وليبيا وموريتانيا وتونس والعراق، ومن المتوقع غياب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ومشاركة الأردن برئيس وزرائها. وتشهد الساحة الأردنية جدلا حول مستوي المشاركة أسباب كاذبة ورأي مصدر سوري أن الأسباب التي أعلنت من بعض الدول لعدم حضور القمة في إشارة إلي عدم انتخاب رئيس للبنان ليست صحيحة ولو كان هناك مشكلة فيجب أن نجتمع من أجل وضع حل للمشاكل خصوصاً أن القمة العربية تعقد من أجل وضع تصور حل للمشاكل . واعتبر المصدر السوري أن قمة دمشق هي من أكثر القمم العربية دقة، نظراً لأن المرحلة مفصلية والقمة لا يمكن أن تكون حلاً لكل المشاكل التي تواجه الدول العربية ولكن علي الأقل تستطيع أن تفتح الباب وتقرب وجهات النظر العربية لذلك فمطلوب من الدول العربية أن توحد الرؤيا والقراءة للأحداث خصوصاً في ظل وجود قراءات مختلفة ومتباينة للأوضاع التي تمر فيها المنطقة العربية . وأضاف أن القمة العربية تأتي لتقول للعرب بأن مصلحتنا واحدة وأن الانقسامات هي في صالح الأعداء ، الذين لم يحددهم. وأكد أن سورية لا تستطيع أن تعيّن رئيساً للبنان ، مشدداً علي أن الوضع اللبناني هو في قائمة المشاكل الشائكة علي مستوي المنطقة وقد لا يوجد في الأفق حل سريع لها وأشار إلي أن بلاده لا يمكنها الضغط علي أصدقائها في لبنان (المعارضة) لفعل ما لا يقتنعون به . وأضاف أن دمشق مع العمل العربي المشترك ولن تسمح لأحد باستفزازها ولا بابتزازها .