كان طبيعيا ان تجذب شخصية أحمد مكي، التي قدمها لاول مرة في حلقات "تامر وشوقية" انظار المعجبين ثم المنتجين خصوصا في شكلها وطريقة نظمها ونطقها للعبارات والحوارات بما يوحي انها شخصية شاب في عصر "الانترنت" والسماوات المفتوحة، فكانت الالتفاتة الاولي للشخصية في فيلم "مرجان احمد مرجان" الذي استثمرها ودفع بها الي المقدمة وبعدها حفظ الناس ورددوا عبارة "روق الدماغ وكبر الجمجمة". واليوم يكتمل استثمار الشخصية وصاحبها احمد مكي، في فيلم جديد كان عنوانه في البداية "الدبور" قبل ان تختار له الشركة المنتجة اسم "إتش" الذي نرجح انه مؤقت ايضا. وكما اكد هشام سليمان ومعتز ولي الدين اللذان يمثلان المنتج المشارك مع الشركة العربية للانتاج والتوزيع- اسعاد يونس- فإن ميزانية الفيلم تقترب من الثمانية ملايين ونصف المليون من الجنيهات، دفعت الشركة العربية 75% منها فيما تكفل المنتج المشارك بنسبة 25% وقد تحدد للانتهاء من تصوير الفيلم سبعة اسابيع بعد تحديد اماكن التصوير بين استديو مصر وحي المعادي والقلعة. وكالعادة تم ذبح عجل مع اول ايام التصوير، تيمنا وتفاؤلا لكن المنتج المشارك هشام سليمان نفي وجود اية نية لاستثمار شخصية "الدبور"؛ التي سبق لأحمد مكي تجسيدها في "تامر وشوقية" واشار الي ان الشعر "الكانيش" ليس مقصورا علي احمد مكي وحده، بدليل ان احمد الفيشاوي ظهر به من قبل في مسلسل "العمة نور" ثم "مكي" في "مرجان". المخرج احمد الجندي نفي ايضا وجود اي تشابه بين شخصية احمد مكي في الفيلم وشخصية "هيثم" في "تامر وشوقية" وبسخرية قال احمد مكي: "لا استطيع الدخول في تفاصيل شخصية "دبور" في الفيلم الا بعد الرجوع للمحامي.. والشركة المنتجة"! وعن الرؤية التي حركت المخرج احمد الجندي لاختيار ابطاله، والتي جاءت مغايرة بدليل الوجوه الجديدة التي رشحها للبطولة قال: باستثناء احمد مكي صاحب الشخصية، والتي يصعب تقديمها من دونه، فإن السيناريو هو الذي اختار الممثلين وانجي وجدان تحديدا مناسبة للشخصية جدا علي الرغم من اختلافها عنها شكلا ومضمونا ومن المهم هنا ان نتوقف عند تجربتها مع احمد مكي في "تامر وشوقية" لانهما شكلا "دويتو" رائعا، اما الفنان حسن حسني ولطفي لبيب ود. محمد عبدالمعطي فلم اكن احلم بالتعاون معهم وسعيد بنجاحي في تجميعهم في فيلم واحد ويبدو ان الشعور نفسه تملك حسن حسني ولطفي لبيب حيث اعلنا موافقتهما فورا بمجرد ان علما بأن الفيلم سيجمعهما معا. تدور احداث الفيلم حول "دبور" ابن الطبقة الارستقراطية الذي تضطره الظروف للنزول الي الناس والتعرف علي عائلة تنتمي للطبقة المتوسطة فيكون اللقاء سببا في ان يغير مفاهيمه وقيمه ونظرته للواقع والناس، كالفتاة البسيطة ابنة الحارة الجدعة التي يعجب بها والبلطجي سامح حسين الذي يصبح صديقه"!" ولا تتوقف المفارقات الكوميدية الناتجة عن سوء فهم وتباين بين عقلية الطبقتين المتناقضتين.