أجمع محللون ومراقبون للشأن الفلسطيني علي صعوبة نجاح مبادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لجمع حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) علي مائدة الحوار لإنهاء الخلاف الدائر بينهما. واتفق مراقبون علي أن نجاح أي مبادرة يجب أن يعتمد بالدرجة الأولي علي تحرر الطرفين الفلسطينيين المتخاصمين من شروطهما المسبقة والبحث عن مخارج توفيقية لحل الأزمة بما يخدم المصالحة الوطنية. وفي هذا الصدد استبعد المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني طلال عوكل نجاح المبادرة، واعتبر أنها محاولة لإعادة صياغة المبادرات والمقترحات العربية التي قدمت سابقا. وفي هذا الاتجاه أيضا يقول عوكل إن محاور المبادرة لم تتضمن شيئا جديدا يختلف عن بقية المبادرات السابقة. كما اعتبر عوكل أن المشكلة تكمن في كل من حماس وفتح المتمسكين بشروطهما. وذكر أن المحاور التي تتضمنها المبادرة اليمنية التي تقضي برجوع حركة حماس، عن سيطرتها علي قطاع غزة وإجراء انتخابات فلسطينية والاعتراف بالشرعيات والاتفاقيات السابقة التي تتعارض مع وجهة حركة حماس لحل الأزمة. أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة الدكتور ناجي شراب فيذهب إلي أن نجاح المبادرة اليمنية يتوقف علي مدي ربط المبادرة المقترحة وتوافقها مع توجهات الدول العربية كافة، من أجل توحيد وتكثيف الضغوط علي الطرفين لإجبارهما علي التوصل إلي حلول لإنهاء الخلاف. ويتفق شراب مع سابقه علي عدم اختلاف المبادرة اليمنية عن غيرها من المبادرات العربية والفلسطينية السابقة من حيث مضمونها والأهداف التي تسعي لها. وأشار شراب إلي أن ترحيب الطرفين بالمبادرة اليمنية "جاء علي خلفية إدراكهما أن خياراتهما المطروحة وصلت إلي طريق مسدود". في المقابل يري أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية بنابلس عبد الستار قاسم أن المبادرة اليمنية لم تراع الحيادية بين الطرفين المتخاصمين، لما تحتويه برأيه من بنود قال إنها غير منصفة، "وانحيازها لصالح الرئيس الفلسطيني رغم تضمنها بند إعادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في القطاع علي أسس وطنية". واعتبر قاسم أن النجاح الفعلي لأي مبادرة يكون من خلال الجمع بين الطرفين.