ذكرت مصادر مطلعة أن حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وقعتا على اتفاق في إطار المبادرة اليمنية للمصالحة الوطنية الفلسطينية. وأكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أن الحركتين وقعتا الاتفاق الذي ينص على الدخول في حوار مباشر على أساس مبادرة المصالحة اليمنية. وينص اتفاق إعلان صنعاء الذي وقعت عليه الحركتان برعاية الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على تأكيد وحدة الوطن الفلسطيني أرضا وشعبا وسلطة. كما نص إعلان صنعاء على استئناف الحوار بين الحركتين بشأن العودة بالأوضاع في قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل الاقتتال بين الجانبين في يونيو وانتهت باستيلاء حماس على القطاع. وقد استأنف الطرفان صباح اليوم مباحثاتهما بشكل مباشر لأول مرة صباح اليوم حيث التقى مفاوض حماس موسى أبو مرزوق والمسئول في فتح عزام الأحمد. وجاء ذلك بعد أن التقى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالرجلين بشكل منفصل كما التقى بهما معا. ومن بين النقاط الواردة في الخطة اليمنية إجراء انتخابات فلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية أخرى وإعادة بناء قوات الأمن الفلسطينية على أساس وطني لا على أساس فصائلي. ملامح تفاهم ويشار إلى أن هناك ملامح تفاهم على التوصل لصيغة توافقية تمهد لإجراء حوار مباشر بين حركتي حماس وفتح يجري في صنعاء، تكون مرجعيته المبادرة اليمنية، على أن ينطلق في الخامس من الشهر المقبل. ونقل عن السفير الفلسطيني في صنعاء أحمد الديك أن منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح لا يوجد لديهما مانع في إجراء حوار مباشر مع حماس. وحذر الديك من أن تواصل الانقسام سيؤدي بالقضية الفلسطينية إلى الهاوية، داعيا لبدء حوار جدي بين كل الأطراف في الساحة الفلسطينية للاتفاق على برنامج عمل وطني شامل، يوحد الشعب الفلسطيني في مجابهة العدوان الإسرائيلي المتصاعد. تعديل بنود المبادرة وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد طالبت بتعديل البند الأول الذي يدعو لعودة الأوضاع في غزة إلى ما قبل 13 يونيو 2007. وجاء هذا بعد يوم من إعلان السلطة الفلسطينية فشل المبادرة اليمنية لإعادة الوفاق الفلسطيني- الفلسطيني. فقد نفت صنعاء فشل وساطتها، وقال وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي إن حركتي المقاومة الإسلامية «حماس» والتحرير الفلسطيني «فتح» قبلتا المبادرة اليمنية دون شروط، وأبدتا استعدادهما للحوار علي أساسها، علي حد قوله، موضحا أن المحادثات ستستأنف بين وفدي الحركتين بعد أن كان قد أعلن اعتزام وفد منظمة التحرير مغادرة صنعاء دون اتفاق مع حماس. في غضون ذلك، شككت حركة حماس علي لسان أيمن طه، المتحدث باسم الحركة في قطاع غزة، في نجاح تلك المبادرة، رغم موافقة الوفدين في صنعاء عقد جلسة محادثات ثانية اليوم، بناء علي دعوة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أملا في التوصل إلي انفراجة. وقد كشف منير سعيد عضو وفد حماس المشارك بمحادثات صنعاء أن الحركة تطالب بتضمين البند الأول من المبادرة نصا يدعو لإعادة الأوضاع في الضفة إلى ما قبل 13 يونيو الماضي، كما هو النص بشأن غزة. وأوضح أن حماس ترى ضرورة أن يشمل الحوار مع حركة فتح كل ما جرى ويجري في الضفة وغزة منذ أحداث يونيو الماضي، مشددا على أن حماس أعلنت منذ البداية موافقتها على المبادرة اليمنية باعتبارها بنودا للحوار لا شروطا على الحوار. طرح يمني وبدوره أكد السفير الفلسطيني بصنعاء أحمد الديك وجود تعديل على البند الأول من المبادرة طرحه الوسطاء اليمنيون للخروج من مأزق الخلاف بين الوفدين، الذي حال دون التوقيع على المبادرة. ويبدو أن ثمة تفاهما على التوصل إلى صيغة توافقية تمهد لإجراء حوار مباشر بين حركتي حماس وفتح يجري في صنعاء، تكون مرجعيته المبادرة اليمنية، على أن ينطلق في الخامس من الشهر المقبل. وحسب الديك فإن منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح لا يوجد لديهما مانع في إجراء حوار مباشر مع حماس. وحذر الديك من أن تواصل الانقسام سيؤدي بالقضية الفلسطينية إلى الهاوية، ورأى ضرورة البدء بحوار جدي بين كل الأطراف في الساحة الفلسطينية للاتفاق على برنامج عمل وطني شامل، يوحد الشعب الفلسطيني في مجابهة العدوان الصهيوني المتصاعد. من جانبه لفت عضو وفد حماس منير سعيد إلى أن مباحثاتهم اليوم الأحد مع القيادة اليمنية ستتواصل لإيجاد معالجات لانطلاق الحوار مع فتح، وقال هدفنا هو الحوار، ولا بد أن نجلس مع الإخوة في حركة فتح، ونتباحث حول كل النقاط الخلافية، والحوار هو من أجل تصفية الأمور العالقة والمشاكل الموجودة. وبشأن البند الذي ينص على تقيد حماس بالتزامات منظمة التحرير، التي قد يكون من ضمنها الاعتراف بإسرائيل، قال نحن لدينا موقف واضح سبق الحوار بشأنه في اتفاق مكةالمكرمة، ونحن قلنا إن ما تم التوافق عليه في اتفاق مكة نحن ملتزمون به، أما أن نبدي التزاما بشكل مطلق تجاه التزامات منظمة التحرير فهذا لن يكون. مبادرة روسية من ناحية أخري، أعاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي يقوم حاليا بزيارة شرق أوسطية، طرح المشروع الروسي لعقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو، وصرح في ختام لقائه ونظيرته الصهيونية تسيبي ليفني بأنه يتم حاليا التفاوض مع مختلف الأطراف لعقد هذا اللقاء، وأشار إلي أن بلاده لا تزال في مرحلة طرح الفكرة ولم توجه أي دعوات رسمية حتى الآن. وفي أول رد فعل، أكد مسئول صهيوني كبير- طلب عدم الكشف عن هويته- أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد في هذا الشأن.