لم يعرف عنه أنه طرق باب أحد ليغنى كلماته ولهذا السبب تأخر اللقاء بينه وبين كوكب الشرق "الست" أم كلثوم حتي بداية الستينيات وقبلها كانا يلتقيان كثيراً، ويتبادلان الأحاديث بود تظلله روح الدعابة حتى بادرته ذات يوم متسائلة: لماذا لم تكتب لى حتى الآن؟! وأضاف: لقد أصبحت مرسى جميل عزيز ولن يستطيع أحد أن يقول أنك تكتب لأم كلثوم طمعاً فى الشهرة.. واقنتع لحظتها وكتب لها "سيرة الحب" التى غنتها فى يناير 1964 ثم "فات الميعاد" التى دفعت أم كلثوم فيها مبلغ ألف جنيه، واختارت بليغ حمدى لتلحينها وكان هذا المبلغ هو الأعلى الذى تقاضاه مؤلف غنائى فى تاريخ الأغنية العربية وقتها، أما الأغنية الثالثة والأخيرة بينهما فكانت وقتها "ألف ليلة وليلة" وهي الأغنية الأولى بعد الألف فى رصيده ولم يحدث أن اختلفا معاً على أغنية إلا فى "ألف ليلة وليلة"، فعندما عرفت أم كلثوم أن مرسى جميل عزيز أطلق هذا الاسم علي الأغنية خشيت أن يعتقد الناس أن موضوع الأغنية يتناول قصة من قصص ألف ليلة مثلما تفعل شهرزاد، لكن مرسى جميل عزيز دافع عن وجهة نظره فى اختياره للاسم وأكد لها أنه اسم لا يستهلك أبداً، فهو اسم خالد، فوافقت على الاسم.. وتعد هذه الأغنية أسرع أغنية تم تأليفها وتلحينها وكتب كلماتها قبل أن يكتب مطلعها، وربما جاء تشبثه بالاسم لأنها الأغنية رقم "1001" فى حياته بعدما أصبح الشاعر صاحب الألف أغنية إضافة إلى أنه كتبها لتغنيها كوكب الشرق فى العيد الألفى للقاهرة. وقد عرفت أم كلثوم قيمة ومكانة الشاعر الكبير مرسى جميل عزيز كشاعر عمودى له العديد من القصائد الشهيرة وكانت معجبة بقصيدة "ياضنين الأمس مرجو الغد" التى غناها عبدالحليم، وكانت تعتقد أنها من الشعر القديم، وعندما علمت أن مرسى جميل عزيز هو كاتبها طلبت منه كتابة قصيدة شعرية لها، ولكن القدر لم يملهمها لغنائها.