يشهد دارفور الاقليم الواقع غرب السودان، منذ فبراير 2003 حربا اهلية بين الحكومة السودانية ومجموعات متمردة تطالب بتقاسم افضل للثروات وحكما ذاتيا اوسع لمنطقتهم التي يرون انها "مهمشة". وتفيد تقديرات منظمات دولية ان النزاع اسفر عن سقوط اكثر من مائتي الف قتيل وتسبب في نزوح مليوني شخص وهي ارقام تنفيها الخرطوم. وبدأت حركة/جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة في 2003 حركة التمرد. ومنذ ذلك الحين، شهدت الحركتان انشقاقات نشأ عنها حوالي عشر مجموعات متمردة. وتدور المواجهات بين هؤلاء المتمردين والجنود الحكوميين المدعومين من ميليشيا الجنجويد العربية المتهمة بتجاوزات وممارسات عدة (منها القتل والاغتصاب والنهب) ضد المزارعين من اصول افريقية. ووقع اتفاق سلام في مايو 2006، ولكن من قبل مجموعة تمرد واحدة فقط، وما زالت اعمال العنف والازمة الانسانية مستمرتين. واقليم دارفور الذي تبلغ مساحته حوالي 500 الف كيلومتر مربع منطقة واسعة تغطي الصحراء جزءا منها وتقع علي الحدود بين تشاد وليبيا وجمهورية افريقيا الوسطي. وهي تشمل ثلاثة اقاليم غرب وشمال وجنوب دارفور. وتشكل تربية الماشية احد المصادر الرئيسية للدخل بينما يضم الاقليم ثروات باطنية مهمة من بينها النفط واليورانيوم والنحاس. وكانت المنطقة سلطنة مستقلة قبل الحاقها بالسودان في 1917 وقد جاء اسم المنطقة التي يبلغ عدد سكانها حوالي ستة ملايين نسمة، من الفور، واحدة من كبريات القبائل الافريقية فيها. وليس لهذا النزاع اي ابعاد دينية بما ان معظم السكان (الفور والمساليت والزغاوة...) مسلمون وناطقون بالعربية ومن قبائل عربية وافريقية عدة. وتقطن قبائل الفور، ومعظمها من المزارعين، في المنطقة الوسطي ومن بينها سفوح جبل مره، بينما تسكن قبائل افريقية اخري من المزارعين الحضر، بينهم المساليت، في المنطقة ايضا في حين تقطن الزغاوة ذات الاصول الافريقية شمال دارفور. ويتوقع ان تحل قريبا قوة مختلطة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي تضم 26 الف رجل محل قوة حفظ السلام التابعة لبعثة الاتحاد الافريقي التي تعد سبعة الاف رجل.