أحسست وأنا أقرأ الصفحة الأولي من جريدة حزب الأحرار المصرية يوم 15/7/2003م أن رأسي قد وقع مني.. والاهم كرامتي كمواطن مصري وكاتب ليس إلا، قد سقطت في الوحل.. وأن آدميتي كإنسان له حقوق مشروعة قد أهدرت تماما.. فمن يُعيد لي رأسي وكرامتي وآدميتي كمصري له حقوق كاملة كأي انسان آخر محترم في العالم؟! هل هذا معقول ؟! بل الاهم هل هذا مقبول سياسيا وفق العرف الدبلوماسي الامثل؟! فالخبر المؤلم المثير كان يعرض لرسالة ارسلتها السيدة الموقرة وزيرة الشئون الخارجية، إلي السيد الموقر وزير الزراعة.. ترجوه فيها أن يعيد النظر في قرار حظر استيراد منتجات اللحوم الحلال (كذا) من الولاياتالمتحدةالامريكية بلد المنشأ.. جاء في الخطاب المنشور صورته (إزالة القيود الصحية والعوائق علي الواردات من المنتجات الزراعية الامريكية واتخاذ الإجراءات نحو حل الامور المتعلقة بقضايا اللحم الحلال)!! ومعني ذلك أن يرفع السيد الوزير القيود عن استيرادها، وتسهيل دخولها إلي مصر، لكي يأكلها الشعب المصري المسكين بالهنا والشفا!! كأنما لم يكفهم مصيبة استيراد الكيماويات والمبيدات التي تنتج منتجات زراعية مسرطنة!! لكي يهنأ الشعب المصري البطل، ويعيش سعيدا مع الامراض!! والقضية لا زالت منظورة امام المحاكم.. إذن فقد توسطت السيدة الوزيرة لصالح المنتجات الامريكية من اللحوم وغيرها، مهما كانت غير صالحة للاستهلاك الآدمي!! وذلك لأن الجانب الأمريكي قد طلب ذلك وينتظر الرد. والسيدة الوزيرة الموقرة في انتظار رد السيد الوزير الموقر وزير الزراعة.. لكي تطمئن الجانب الأمريكي المعزز المكرم. والسؤال الآن: هل اصبحنا علي هذا القدر والمستوي امام طلبات الأمريكان حتي ولو كان فيها الضرر كل الضرر للانسان المصري؟! والسؤال المنطقي التالي: إذا كان الحظر له اسبابه فكيف نمنعه؟! وإذا كان قيدا كيف نكسره لصالح المنتجات الامريكية الفاسدة؟! إذن لمصلحة من تعمل السيدة الوزيرة؟! وهي التي اقسمت علي رعاية مصالح الشعب المصري.. فهل اصبح من رعاية مصالح الشعب أن نستورد له الفاسد والخطر من الأطعمة، حتي لو كان فيها كل العفن والسموم التي في الدنيا؟! والعجيب في الامر أنهم هناك في أمريكا يحرصون حرصا تاما علي مصالح الشعب وصحة المواطن الأمريكي خاصة في قضيتي الطعام والدواء. إذن .. لماذا نحن؟!.. هل اصبحنا (الحيطة المايلة) التي وجدت فيها أمريكا سوقا رائحة لمنتجاتها الزراعية الفاسدة وغيرها من اللحوم والأدوية لكي توزع في السوق المصري؟!هل نحن حقا حقل تجارب؟! أم من المستهلكين الذين لا قيمة لهم؟!إذن من يدافع عن الناس؟! الاهم في الموضوع هل ستسمح وزارة الزراعة باستيراد المنتجات الزراعية واللحوم الضارة وغير الصالحة، وترفع عنها كل قيود الحظر والدخول إلي الأرض المصرية؟! إن الامر جد خطير.. ولما كان مجلس الشعب الموقر لا يعنيه الامر في شيء.. فهل نأمل من جمعيات حقوق الانسان أولا.. وجمعيات حماية المستهلك ثانيا.. أن يتصدوا لتلك الهجمة الشرسة علي الشعب المصري وصحته.. وهو المحاط بكل انواع التلوث تلوث في الهواء.. تلوث في الماء.. تلوث في الطعام والفاكهة.. وتلوث عقلي وفكري جعل الناس يسيرون كالنيام.. هل هذا معقول؟! بل الاهم هل هذا محتمل؟! .. إن الانسان المصري لم يعد يعاني فقط من ارتفاع الاسعار في فواتير الكهرباء والغاز والتليفونات.. بل الانكي أنه يعاني كذلك من التلوث في مأكله ومشربه.. وتجأر الحكومة بالشكوي من الانفاق علي علاج المصريين من امراض السرطان والكلي والكبد والسكر والضغط وغيرها من مجموعة الأمراض العظيمة التي سكنت و (لبدت) في بدن المصري المعذب طول الوقت.. حتي اصابه الغم والهم والنكد والكمد والاحباط واليأس من أي إصلاح، وأي بصيص من النور ينير له الطريق .. فقد أصبح الطريق مظلما .. وفي كل يوم يزداد الحصار حول المواطن المصري المسكين .. فماذا عساه أن يفعل؟! لا أعتقد أن في إمكان أي أنسان علي أرض مصر أن يفعل شيئا .. سوي الدعاء من الأعماق .. ومن صميم القلب المكلوم. الدعاء إلي الله تعالي أن ينتقم من كل ظالم ومن كل من خان الأمانة وخان الشعب المصري البطل.. وهذا هو أضعف الايمان.. ويبقي أن هناك من يظن أن الشعب المصري لا يستحق غير ما يقدم إليه، طالما أن معدته"تهضم الزلط"! وتلك فرية كبري شاعت عنه.. فهو بعون الله تعالي قادر علي أن يدافع عن نفسه جيدا.. إذا زاد حد الخطر عن حدود الاحتمال .. فمن ينتبه، ويحاول أن يصنع شيئا مذكورا يحترم الانسان المصري .. ويعامله كما يجب أن يُعامل كإنسان..حماية ورعاية من كل شر وسوء .. والحفاظ علي مصالحه. والانسان المصري صبور وقنوع.. كما قلنا مرارا.. ولكن يجب ألا نستهين بقدراته وقوته .. ثم كيف نقتل الانسان وهو عماد الوطن؟! ونطالبه بالعمل والانتاج .. وقد كنا سببا جوهريا وأساسيا في مرضه وآلامه وهزيمته نفسيا.. من يتقدم لينقذ المصريين من كل السموم القادمة من أمريكا وغيرها؟! أم أننا يجب أن نسكت ما دامت طلبات أمريكا أوامر!!؟