علي سطح منزله أعد مكانا خاصا ليناسب معيشة معشوقاته هذه، هكذا يحب صلاح عبد الباسط أن يصف هذه المجموعة من الحمام التي يقول إنها من سلالات نادرة لا يعرفها المصريون من غير الهواة وهم كثر. لا يقبل صلاح أن يدخل أحد غيره هو أو أولاده بيت معشوقاته، داخل هذا المكان أخذ يتغزل فيما يملك: "هذا النوع اسمه الروماني انظر إلي شكل منقاره الانسيابي الجميل، انظر إلي شكل الريشات وأعدادها في الجناح، جميل أن تراه وهو يمشي يتهادي كالطاووس، بل انظر إلي هذا الذكر وهو يتودد إلي الأنثي في غزل رقيق، في هذا المكان أنسي الدنيا وما فيها". ويقول تقرير لسمير الشيخ مراسل بي بي سي في القاهرة نشره علي موقع هيئة الاذاعة البريطانية: أخذ الرجل يصف المكان وساكنيه من دون توقف حتي بادرته بسؤال عن مشكلاته مع أنفلونزا الطيور وحملات القضاء علي مثل هذه الأماكن لاحتواء العدوي، هنا تنهد قليلا وتذكر كيف كان يضطر إلي "تهريب" الحمام في حجرة نومه حتي لا تطالها يد أحد. تحركت رابطة مربي الحمام من أجل استثناء الحمام من حملات القضاء علي عشش تربية الطيور المنزلية باعتبار أن الحمام لا ينقل عدوي أنفلونزا الطيور، إلا بشكل ميكانيكي أي من خلال أرجله أو أجنحته أما هو فلا ينقل العدوي داخل جسمه حسب المعلومات البيطرية، ووافقت الجهات التنفيذية المختلفة علي طلب اتحاد مربي الحمام وانتهت المشكلة. قال حامد سليم كبير الهواة في مصر- هكذا يصفه أصدقاؤه - إن أنواع الحمام الذي يربي للهواية أكثر من أن تحصي أشهرها الزاجل والروماني وحمام الزينة والوزار، أما قيمته المادية فلا تقدر بثمن مضيفا أن هناك أنواعا تصل إلي عشرات الآلاف من الجنيهات. ويضيف الشيخ في سياق التقرير نفسه : عندما التقيت محمد العباسي رئيس اتحاد مسابقات الحمام هنأته في البداية علي استثناء الحمام من حملات احتواء أنفلونزا الطيور لكن رده علي المجاملة لمست فيه أيضا إحساسا بالحزن لعدم الاهتمام بهذه الهواية في مصر، وعقب أن الدول الأجنبية تهتم بمسابقات الحمام التي تكون لها فرق، وبإمكان هذه المسابقات أن تأتي بأموال كثيرة تصب في خزانة الدولة مثلها مثل لعبة كرة القدم أو غيرها من الرياضات المشهورة، لكن هناك جهلا بقيمة وأهمية هذه الرياضة، هكذا استرسل العباسي مضيفا أن الشباب قد يستطيع أن يملأ وقت فراغه وجيوبه أيضا إذا ما اهتمت الجهات المعنية ووسائل الإعلام بتوضيح قيمة هذه الهواية.