دراما الطفل واحدة من اصعب الاعمال الدرامية لكونها تخاطب عقلية الطفل خصوصا وهو في مرحلة الطفولة حتي سن السادسة الا ان المسئؤلين عن انتاج اعمال للطفل خصوصا في شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات المنوط بها انتاج مثل هذه الاعمال باتوا في حاجة لوضع خطة علمية بدلا من فتح الباب علي مصراعيه بهذه الصورة التي اصبح كل من ليس له عمل يتوجه للشركة ليقدم عملا للطفل سواء كان مخرجا او سيناريست او حتي ممثلا.. وفي الكثير من الاحيان يتحول مخرجو برامج المنوعات الي اخراج اعمال للطفل ليتحول الطفل الي مصدر "للسبوبة" ولا تستثني من هذا جهة الانتاج نفسها دون مراعاة الطفل وعقليته وخطورة ما يقدم عليه وكانت النتيجة ان ذهبت مئات الاعمال التي تنتج للطفل الي المكتبة ولا يعلم احد او حتي الطفل نفسه عنها شيئا.. الامر الذي يجعل مجرد إنتاجها اهدارا للمال العام خاصة ان الساعة الانتاجية فيها لاتقل عن 90 الف جنيه بمعدل عمل 5 ساعات او 6 ساعات احيانا لتصبح التكلفة ما بين 450 و540 الف جنيه وهي ارقام تصلح كميزانية لاعمال درامية او سباعيات تسهم في تشغيل العديد من الطاقات الفنية المعطلة ويتم اذاعتها وتسويقها بشكل افضل بدلا من اعمال تنتج باسم الطفل في استديوهات ديكورها ثابت احيانا.. لان المهم هو ملء ساعات والسلام.. دون مراعاة لمضمون العمل ذاته او كيفية الاهتمام بالطفل مقارنة بالدول العربية وليست الغربية التي بدأت تهتم بدراما الطفل وتحرص علي انتاج اعمال تحظي باهتمام الطفل.. فاذا رصدنا الاعمال التي تم انتاجها بصوت القاهرة مؤخرا نجد علي سبيل المثال لا الحصر "رحلة الاصدقاء"- جرافيك لا يعرف الطفل عنه شيئا و"حكايات برقوق" و"حكم عيال" و"مغامرات الشاطر همام" و"السابقون الاولون" و"الزمن الجميل: صلاح الدين" و"غنوة وحدوتة" للمطربة المعتزلة حنان الذي حصل علي جائزة من مهرجان الاذاعة والتليفزيون الثاني عشر ولا يدري احد المصير الذي انتهي اليه وكأنها دراما تنتج فقط لتدخل المهرجانات بالاضافة لاعمال "مستر انترنت"، "البغبغان الفصيح"، "حدث في جزيرة الورد" و"اطفال حكموا العالم".. والغريب ان يتعرض عمل كهذا لمشكلة تخفيض التكلفة الانتاجية علي اعتبار انه عمل للاطفال وبدلا من 90 الف جنيه في الساعة وصل الي 85 الفا ومسلسل "ايام من التاريخ" مدته 6 ساعات وهو اخر ماتم انتاجه في شركة للاطفال وكلها اعمال لم نسمع عنها شيئا وبمجرد انتاجها تظل حبيسة العلب باستثناء الاعمال التي يساهم المنتج المشارك في انتاجها فيعمل علي اظهارها للنور خاصة اذا كان فيها نجوم مثل "عائلة الاستاذ امين" وهو عمل كارتون بصوت سمير غانم واسرته دلال عبدالعزيز ودينا وايمي ومن المقرر ان يذاع قريبا لانه انتج لحساب شركة د. مني ابوالنصر كمنتج مشارك مع صوت القاهرة بالاضافة لمسلسل الاطفال "توتو بيجامه" وكان ايضا "منتج مشارك" لعادل مكين مع صوت القاهرة وتم عرضه في رمضان وفيما عدا وجود المنتج المشارك لا تنال تلك الاعمال اي اهتمام بل مجرد مسلسلات لحفظ ماء الوجه في الشركة التي اشتهرت بانتاج اعمال للاطفال بغض النظر عن مصير هذه الاعمال. تساؤلات واجهنا بها رئيس الشركة ابراهيم العقباوي فقال: مسلسلات الاطفال معظمها يذاع علي قنوات مختلفة مثل قناة الاسرة والطفل ولا يوجد مسلسل لدينا "مركون"! والكل يذاع بالفعل لكننا بصدد تطوير اعمال الطفل في الفترة القادمة بحيث نقوم بانتاج افلام للطفل بدلا من المسلسلات. وما الداعي لانتاج افلام والغاء المسلسلات بينما كان من الممكن الاهتمام بها بشكل اكبر؟ - لانهم قبل ان اتولي الشركة كانوا يسيرون بمعدلات غير ثابتة في انتاج تلك الاعمال، فهناك مسلسل مدته 5 ساعات واخر 7 ساعات او حتي 9 ساعات وكان طبيعيا في ظل هذا الوضع ان تصل مدة مسلسلات الي ثلاث ساعات ونصف يجعلنا غير قادرين علي وضعها علي الخريطة البرامجية نظرا لاختلاف عدد الحلقات باختلاف معدل الساعات فنجد مثلا ان مسلسلا يصل الي 18 حلقة واخر عدد حلقاته 23 وبالتالي لا توجد اي مقارنة بين تلك الاعمال والدراما التي تنتج للكبار وتصل حلقاتها الي 30 حلقة لهذا قررنا تطوير اعمال الطفل وانتاج افلام لهم من خلال انتاج افلام مدتها نصف ساعة، ووقتها سنقوم بتشغيل العديد من الطاقات الفنية والمواهب المدفونة سواء ممثلين او مخرجين او حتي فنيين في الديكور او الاضاءة لكن هذا لا يعني مطلقا ان اعمالنا تمثل اهدارا للمال العام لانها تهتم بالطفل وتنتج من اجله وهذايكفي!