الاهتمام بالطفل في مراحله الأولي يعتبر حجر الأساس الذي عليه نبني ونشكل فكره وتكوينه العقلي ولهذا كان لابد من الاهتمام بما نقدمه لأطفالنا من برامج ومسلسلات... لكن المطلع علي الخريطة الرمضانية هذا العام يجدها افتقرت للبرامج الموجهة للطفل خصيصا وأفتقدت أيضا للمسلسلات الدرامية التي تنفذ له في الوقت الذي نجد فيه كما هائلا من المسلسلات الدرامية المقدمة للكبار المليئة بالتكرار والمط والتطويل بدون النظر لتوجيه جزء من هذا الانتاج ناحية الطفل وحول ابتعاد التليفزيون عن إنتاج برامج ومسلسلات درامية موجهة للطفل كان لنا هذا التحقيق. في البداية يقول الدكتور مدحت الجيار مازال التعامل مع الأطفال اما بالكارتون أو العرائس أو الخدع السينمائية في الوقت الذي نحتاج فيه إلي المسرحية والبرامج والمسلسلات الدرامية التي تمثل للطفل... وبالطبع هذا يتطلب منا اكتشاف كتاب جدد لدراما الطفل يتعاملون مع الأطفال من خلال مؤلفاتهم علي أن وعيه لايقل عن وعي الكبير فما يقدم من أعمال درامية للأطفال دون المستوي وينصرف عنها بسرعة لأن وعيه أكبر مما يقدم له ومن هنا أناشد اتحاد الإذاعة والتليفزيون بضرورة عمل دورات تدريبية لكتاب الأطفال لأن معظمهم غير مؤهلين لهذا النوع من الكتاب ولا يعرف كيف يصطاد وعي الطفل. وعن المقدم للأطفال هذا العام قال الجيار أشعر أن ماقدم للأطفال هذا العام يحمل وعيا اكبر عن الأعوام السابقة... فلم نعد نتعامل مع الأطفال علي أنهم جهلاء أو يحملون عقولا صغيرة... وأصبحت المسلسلات الموجهة للطفل تناقش قضايا إنسانية ومن المؤكد هذا في صالح الطفل وهذا مانريده من التليفزيون المصري ضرورة احترام عقلية الطفل والتعامل معه علي أنه طفل كبير يدرك ويعي مايقدم له... وحمل الشاعر وكاتب الأطفال طاهر البرنبالي الجهات الانتاجية سبب تراجع أدب الأطفال وقال صوت القاهرة تراجع إنتاجها للأطفال في السنوات الأخيرة وبالتأكيد قلل هذا المعروض علي القنوات التليفزيونية بالإضافة لذلك يتعاملون مع أدب الأطفال علي أنه إبداع أدني ويظهر هذا من خلال أجور كتاب الأطفال مما يصرف المؤلفين عن الكتابة للطفل. وأضاف البرنبالي حتي ماينتج للطفل من أعمال لايعرض في أوقات مناسبة فلا يدري عنها شيئا... هذه العوامل تضافرت ونتج عنها تراجع مستوي المسلسل الدرامي الموجه للطفل... وتساءل البرنبالي أين الأغاني الفردية المصورة للطفل لقد صارت قليلة أو معدومة... ولماذا أصبحت الأعمال المطبوعة والمقروءة أكثر من الأعمال المرئية والمسموعة أعتقد من هنا بدأت المشكلة الرئيسية ولابد من العودة للتفكير في الطفل بشكل أوسع وأشمل. وتري كاتبة الأطفال أمل فرج أن التليفزيون مقصر جدا في حق الأطفال ونري هذا واضحا من خلال المساحة الزمنية القليلة جدا المخصصة له وحتي القناة الوحيدة المخصصة للطفل ليس لها دعاية كافية ليقبل عليها ويراها الأطفال... وأضافت فرج نحتاج إلي كتاب ومؤلفين يعودون بنا إلي الريادة في الكتابة للأطفال... وقالت لا أدري مالداعي لهذا الكم الهائل من المسلسلات الدرامية المتشابهة الموجهة للكبار فيما يمكن اختصارها إلي عدد قليل وجيد ثم توجيه جزء من هذا الإنتاج ناحية دراما الطفل فهم أولي الناس بمساحة أكبر من الإنتاج لتشكيل وعيهم والارتقاء بهم ولكن يبدو لأن الطفل صوته ضعيف كناقد يقل الاهتمام به بالرغم من أنه يجب أن يكون الاهتمام به سياسيا سياديا في الوقت ذاته. الكاتبة عزة أنور تحدد نوع المعروض للأطفال فتقول للأسف الشديد تسعون بالمائة مما يعرض للأطفال مترجم فهم يأتون بالأعمال الأجنبية ويدخلون عليها بعض التعديلات ليعربوها وبالنهاية هذه أعمال تحمل ثقافات أخري وفي الغالب غير صحيحة ولا تلائم أطفالنا... وأضافت أنور هناك بعض المواقع المخصصة للأطفال تعلمهم عادات غير صحيحة وللأسف أطفالنا يستسلمون لمثل هذه المواقع لأنه لايوجد لدينا بديل جيد للاهتمام بمشاكل أطفالنا ونغفل قضاياهم المهمة ونتركهم يأخذون معرفتهم من مثل هذه المواقع والكتب المترجمة ولهذا يخرج لنا جيل من الشباب فاقد الانتماء... الكتابة للأطفال لدينا ملء نواقص في المجلات والبرامج المخصصة للطفل وغير موظفة توظيفا جيدا وبالنهاية يدفع أطفالنا وحدهم ثمن هذا العبث. ويري السينارست محمد عبد الحافظ ناصف أن إنتاج التليفزيون المصري من مسلسلات الأطفال لايجد مساحة للعرض علي الشاشة رغم أن هذه المسلسلات توزع جيدا وتعرض في العالم العربي كله ومثل علي ذلك بمسلسل حارة الموناليزا قصته... وسيناريو فريد معوض وقال هذا المسلسل تم توزيعه علي إحدي عشرة دولة عربية ورغم هذا لم يعرض علي التليفزيون المصري وكذلك مسلسل رمضان أبو صيام الذي قمت بتأليفه وأنتجته شركة صوت القاهرة لم يعرض إلا مرة واحدة علي قناة الأسرة والطفل بينما أذيع علي قناة الmbc3 ثمان مرات في العام الماضي وقد حصل علي جائزتين من مهرجان الإعلام العربي... وقد كتبت الجزء الثاني منه ولكن شركة صوت القاهرة أصدرت قرارا بمنع إنتاج دراما للأطفال هذا العام رغم أن تسويق المسلسل مضمون... وتساءل ناصف هل سقطت دراما الطفل من دائرة اهتمام التليفزيون المصري وطالب ناصف الدولة بضرورة دعم كل المسلسلات ذات القيمة لأننا إذا لم نفعل ذلك سنضطر إلي الدبلجة أو الكرتون وهذه الأعمال كثيرا منها يحمل أفكارا لاتتناسب مع الطفل العربي.