وجه المفكر السعودي عبدالله الغذامي انتقادات حادة إلي الانساق الشعرية العقلية التي أنتجت الديكتاتورية والطغاة في الشعر العربي أمثال المتنبي قديما وأدونيس حديثا مشيرا إلي أن المتنبي عطل بما كتبه من شعر بليغ قدراتنا علي إنشاء جملة نعبر عن مشاعرنا فأصبحنا نقتبس عنه بدلا من إنتاج جديد. وفي محاضرة له بعنوان "النقد الثقافي وتفكيك الانساق" القاها في المجمع الثقافي في أبوظبي قال إن الشعر صار ضحية الصورة ولم يعد قادرا علي تمثيل أي ثقافة علي مستوي العالم وليس العالم العربي فقط. ووصف الغذامي أدونيس بأنه مفكر أكثر منه شاعرا وهو مشروع يمثل الثقافة العربية بكل ما فيها من عيوب وحسنات مما يغري النقاد بأن يعتبروه نموذجا للحداثة في الشعر العربي برغم وجود أسماء حداثية أخري تشكل أطرافا متوازنة بالمقارنة مع أدونيس أمثال محمود درويش. وغيره من الشعراء الذين يعكسون حسنات الثقافة العربية وانحيازها للمهمشين، فهم في الهامش وليس المتن، بينما يمثل أدونيس النسق الفحولي الذي يعبر عن العصرنة وهو الرجعية بصيعة الحداثة. وأضاف أن أدونيس في العصر الحديث حل محل المتنبي وصار أبا لمجموعة من المريدين والأتباع الذين لا يقبلون بأي نقد يوجه إليه وهو نوع من العبودية و"التصنيم الثقافي" الذي ينتج في النهاية أشخاصا ديكتاتوريين وطغاة.