بقعة ضوء الشعر جواد جامح يحتاج إلي مروض!

ياسر أنور شاعر متميز استطاع في فترة قصيرة جدا أن يحصد ثلاث جوائز هامة في الشعر علي مستوي عالمنا العربي. فاز بجائزة شاعر مكة محمد حسن فقي والتي تنظمها مؤسسة اليماني الثقافية عن ديوانه "ورقة في بريد المتنبي". وجائزة الشاعر محمد التهامي من اتحاد الكتاب عن نفس الديوان مما يدلل علي مدي جدارته واستحقاقه لتلك الجوائز. وجائزة افضل قصيدة في المديح النبوي من مؤسسة البابطين.
هو من الاصوات الشعرية ذات الملمح الخاص والتجربة الثرية. يرهق نفسه كثيرا من أجل كتابة نص شعري مختلف عما هو سائد. يقدم رؤية جديدة معاصرة لكنها محملة بعبق التاريخ. تكاد تتنسم روائح التراث والاصالة تنبعث من بين سطور قصائده. يملك لغة ومفردات وآليات جمالية سواء علي مستوي الرمز والشكل والمضمون والتجديد والتجريب. صدر له خمسة دواوين وهي "ورقة في بريد المتنبي" اربعة مواسم للخريف. رقم الموت. هكذا غنيت وحدي. بردية افريقية. مرايا الطفولة ومؤلفات أخري منها ألام المسيح. معجزات قرآنية. سينمائية المشهد القرآني. وله تحت الطبع ديوان شعر بعنوان آخر اخبار ليلي العامرية كتب عنه د . حسام عقل في كتابه النقدي "مخاضات الخطاب الشعري المعاصر" ذلك الكتاب الذي أحدث حركا ودويا كبيرا في الاوساط الادبية بالمنطقة العربية. وقد استقبلته النخب العاملة في الحقل الادبي والنقدي بترحاب شديد لتميزه وللمجهود الكبير الذي بذل فيه. وهو مقاربات أسلوبية وقراءة في التقنيات والخرائط لمجموعة من الشعراء منهم كريم معتوق. عمر غراب . د.حسن فتح الباب. فولاذ عبدالله الانور. د كمال نشاءت. د.احمد درويش. عبدالله الشوربجي. احمد سويلم. ياسر انور.. يري أن المبدع في حاجة دائما الي تقدير معنوي يجعله يعرف أن مجهوده لم يذهب هباء. ورغم تكريمه خارج مصر. الا ان سعادته بجائزة اتحاد الكتاب لا توصف. لانها جائزة من بلده الحبيب. اضاءت له فضاءات رحبة. وبرهنت علي ان بعض الجوائز تذهب الي من يستحقها فعلا. ويري ان القصيدة ليست ترفا لغويا. بل هي تجربة انسانية من خلال لغة شعرية. وتاريخ الشعر العربي طويل وثري وحافل. يحمل الكثير من الاسماء الكبيرة التي استطاعت ان تضيف وتترك بصمة في عالم الشعر. وهي عملية شاقة تحتاج الي اخلاص للشعر. وهو يحاول ويسعي الي حفر المزيد من التجارب الانسانية التي تتسم بالصدق داخل قصائده ويقول: القصيدة العمودية هي مشروعي الشعري الذي لا يمكن ان اتخلي عنه. واتصور ان الرهان عليها هو الرهان الرابح. وهي قادرة علي التعبير عن التجارب اليومية والمألوفة لكنها تحتاج الي مروض ماهر فهي اشبه بالحصان الجامح.