السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الأستاذ محمود سلطان..قرأت مقالكم المكتوب بعنوان تكبير الصغراء حول مقالكم السابق عن أدونيس.. وأنا أتفق معك حقيقة في رأيك في أدونيس "الظاهرة أو الشخص" كما اتفقت معك أيضا فيما أثرته عن "عقدة نقص المثقفين العرب" في مقالك السابق.. ولكن اسمح لي سيدي الفاضل أن أختلف معك حول انطباعك عن رأي أدونيس في المتنبي وأبو نواس وأبو تمام وسواهم من الشعراء الكبار..فأنا لم أرى في كلامه (وبعد مراجعة اللقاء على موقع العربية) أي محاولة انتقاص للمتنبي أو غير المتنبي في معرض حديثه.. نعم..أنا أتفق معك في أن كل ما قاله لا يصنف إلا تحت بند (السفسطة) لكنه أشاد بالمتنبي "إحقاقا للحق" عندما قال عنه أنه "كان طاغية شعرية احتضن التراث بأكمله، والتهمه وسار به كأنه عاصفة تغير وتدمر كل شيء، لكن ضمن المعايير والمقاييس والمفاهيم القائمة لعصره، ومن هنا فهو ليس بشاعر حداثي" هذا يعني ببساطة أنه لايصنف المتنبي ضمن المدرسة الحداثية وإن كان طاغية شعرية..وكما تفضلتم فهذا هو في الحقيقة مدح له..في حين أنه بمقاييس أدونيس ليس مدحا ولا ذما وإنما مجرد تصنيف! فالرجل لم ينتقص من قدر المتنبي كشاعر "ولا أظن أن شاعرا في عصرنا يمكنه أن يملك من الصلف ما يكفي ليفعل!" وهو أيضا لم ينتقص من قدر أبي العلاء ولا غيره وإنما صنفهم في مدارس لا أكثر..تماما كما فعل مع سارتر ودريدا عندما طبق تعريف "الفليسوف" كما يعرفه فوجدهما مفكرين لا فلاسفة.. بالمناسبة أنا أتفق معك مرة أخرى في رأيك حول ظاهرة أدونيس..وأستأذنك أيضا في إيراد رابط لمقالك في مدونتي.. http://working-brain.blogspot.com/ لكم جزيل الشكر.. والسلام عليكم ورحمة الله.. أبو دجانة عياش