"النجاح له ألف أب.. والفشل له أب واحد".. مقولة تنطبق إلي حد كبير علي فيلم "قص ولزق"، الذي اختير لتمثيل مصر في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وقوبل بتجاوب واستحسان كبيرين عقب عرضه لأول مرة في المهرجان، ولم تمض سوي أيام وبعدها فجر الصحفي هشام أبو المكارم مفاجأة مدوية باتهامه مخرجة الفيلم هالة خليل باقتباس فيلمها "قص ولزق" من سيناريو كتبه بعنوان "مصر هي أمي"، وقدمه لها لتقرأه وتبدي رأيها فيه تمهيدا لإخراجه فما كان منها سوي أن طالبته بتغيير اسمه إلي "القاهرة 2000" ووعدت بتنفيذه في غضون عام ، كما قال في صحيفة الدعوي! الصحفي "أبو المكارم" تجاوز مرحلة الاتهام إلي رفع دعوي قضائية أمام محكمة القاهرة للأمور المستعجلة يطالب فيها بوقف عرض الفيلم، كما اختصم في الدعوي منتج الفيلم محمد زين وعلي أبو شادي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية ومنيب شافعي رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة السينما. وأشار في صحيفة الدعوي إلي أن المخرجة هالة خليل أجرت علي السيناريو الذي كتبه بعنوان "مصر هي أمي" وعدله إلي "القاهرة 2000" ما يسميه النقاد بعملية الفك وإعادة التركيب لتتهرب من المسئولية القانونية، وأوضح وجهة نظره في هذا السياق بقوله: أمتلك حق تأليف قصة وسيناريو وحوار لفيلم سينمائي بعنوان "مصر هي أمي" يحمل رقم توثيق 1183 بتاريخ 26/6/2004 بمكتب توثيق ملوي بمحافظة المنيا، وبتاريخ 3/12 نما إلي علمي أن فيلما بعنوان "قص ولزق" من تأليف وإخراج هالة خليل وإنتاج محمد زين يشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثلاثين، ومن خلال الأخبار التي نشرتها الصحف وبثتها القنوات الفضائية والتليفزيون المصري، وتقارير الصحفيين والنقاد الذين حضروا العرض الخاص للفيلم، تبين لي أن فيلم "قص ولزق" ما هو إلا صورة معدلة من السيناريو الذي أمتلكه بعنوان "مصر هي أمي"، والذي طلبت من هالة خليل أن تقرأه وتبدي رأيها فيه تمهيدا لقيامها بإخراجه وتنفيذه، ووافقت علي هذا فما كان مني سوي أن أرسلته إليها بالبريد السريع بتاريخ 21/11/2004 بموجب إيصال رقم 895465 صادر عن مكتب بريد الأهرام، وقامت بقراءة السيناريو بالفعل، وحددت موعدا للقائي؛ حيث أبدت إعجابها بالسيناريو كعمل فني متميز، واقترحت إجراء بعض التعديلات الفنية مع تغيير عنوانه إلي "القاهرة 2005"، وهو ما قمت به بالفعل اقتناعا مني بها كمخرجة متمرسة، ومرة أخري عدت لإرسال السيناريو بعد التعديل إلي المخرجة التي أبدت اقتناعها التام بالسيناريو في صورته المعدلة، بدليل طلبها ألا يتم إرساله إلي أي مخرج سينمائي آخر، لأنها ستقوم بتنفيذه في غضون عام 2006 لانشغالها بإخراج وتنفيذ فيلم آخر تقوم بتأليفه. "أبو المكارم" أكد في صحيفة الدعوي أنه التزم باتفاقه مع المخرجة، ولم يبادر بإرسال السيناريو إلي مخرجين آخرين مكتفيا بتقديمه إلي عدد من شركات الإنتاج السينمائي، مشترطا في حال موافقتها علي تمويل الفيلم أن تتولي هالة خليل مهمة إخراجه سينمائيا كنوع من الالتزام باتفاقه معها، ومن بين هذه الجهات الإنتاجية تقدم بالسيناريو إلي جهاز السينما التابع لمدينة الإنتاج الإعلامي الذي عرض السيناريو علي لجنة من النقاد، فأعدوا تقريرا يؤكد أنه سيناريو جيد جدا. صحيفة الدعوي تضمنت، أيضا، مواطن التشابه بين السيناريو الذي كتبه "أبو المكارم" والفيلم الذي أخرجته هالة خليل، وتحديدا حالة الشجن والاغتراب عن الوطن، وبأكثر تفصيلا حدد هذه النقاط في: 1 تحويل شخصية "علاء" في السيناريو إلي "جميلة" في الفيلم. 2 الهم المشترك بين ملامح شخصيتي "علاء" و"يوسف" الذي أداها شريف منير في الفيلم. 3 تحويل شخصية "أبو نهلة" إلي "أم جميلة". 4 التقاط ملامح شخصية "عنتر" في السيناريو وتحويلها إلي رتوش تعمق من شخصية "جميلة" وشقيق البطل "يوسف"، ولم تستثن من هذا المهنة نفسها. 5 العزف علي وتر الاغتراب داخل الوطن، وأن اللصوص الفقراء هم الذين يتلقون الضرب المبرح. من هنا، وبناء علي ما جاء في صحيفة الدعوي، وصف "أبو المكارم" الفيلم بأنه "يستحق فعلا تسميته "قص ولزق" بعدما قامت مخرجته بقص الأحداث والشخصيات والحالة الشعورية والفكرة من فيلم "القاهرة 2000" ولصقتها في الفيلم المنسوب إليها علي حد قوله ولهذا طالب في الدعوي المستعجلة بإيقاف عرض الفيلم، وإلزام المخرجة والمنتج بتقديم نسخة من السيناريو المكتوب والشريط السينمائي حتي يتسني للمحكمة الفصل في الدعوي مع إلزام رئيس الرقابة ورئيس غرفة صناعة السينما بوقف عرض الفيلم تجاريا في دور العرض السينمائية. وقد تحدد لنظر الدعوي التي تحمل رقم 4217 جلسة 25 ديسمبر الجاري في محكمة القاهرة للأمور المستعجلة. المفاجأة الأخيرة أن صاحب الدعوي أقر واعترف بأنه لم يشاهد الفيلم حتي الآن!