اشعل ادباء ومثقفون عراقيون يوم الجمعة الماضية النار في كتب علمية وأدبية في شارع المتنبي التاريخي الشهير بمكتباته في قلب بغداد احتجاجا علي فرض حظر التجوال في هذا اليوم الذي يشهد فيه الشارع بورصة ثقافية. واطلق المحتجون عبارة "حرائق المتنبي" علي تجمعهم الاحتجاجي مطالبين الحكومة العراقية برفع حظر التجوال المفروض علي العاصمة كل جمعة والذي تسبب في شل الحياة الثقافية التي كان يشهدها الشارع في العطلة الأسبوعية. وقال نعيم الشطري صاحب أقدم مكتبة في هذا الشارع من حق المثقفين العراقيين أن يطالبوا برفع الحظر في هذا اليوم لأن الحياة الثقافية تموت ويصبح المكان شارعا للأشباح وليس للثقافة وملتقي المثقفين. واضاف الشطري أحد مؤسسي "جمعة المتنبي" أن هذا الشارع هو الغذاء الفكري لكل مثقف عراقي وعربي والرافد الوحيد لهذه الشريحة المهمة لكن حظر التجوال هذا "...." حرم العديد من العراقيين من الحضور إلي الشارع في هذا اليوم. وكان هذا الشارع الذي يعود إلي اواخر العصر العباسي، يعرف أولا بأسم "درب زاخا" وقد اشتهر منذ ذلك الحين بازدهار مكتباته واحتضن اعرق المؤسسات الثقافية منها مدرسة الأمير سعادة الرسائلي ورباط ارجوان تكية دينية. وقد اطلق عليه اسم المتنبي في 1932 في عهد الملك فيصل الأول تيمنا بشاعر الحكمة والشجاعة أبو الطيب المتنبي، وكان يعرف ايضا بأسم "شارع الأكمك خانة" أي المخبز العسكري. وكان من اشهر رواد هذا الشارع المستشرقان الفرنسيان لوي ماسينيون "1883 - 1962" وجاك بيرك "1910 - 1995" والأديب المصري زكي مبارك "1891 - 1952" الذي كان يسكن في 1938 في منطقة الحيدر خانة القريبة من لاشارع والشاعر السوداني محمد الفيتوري. ومن الشعراء العراقيين الذين كانوا من رواد شارع المتنبي، محمد مهدي الجواهري "1899 - 1997" وبدر شاكر السياب "1926 - 1964" وعبد الوهاب البياتي "1926 - 1999"، وقبل 15 عاما وفي ظل الحظر الدولي الذي فرض علي العراق وافقر أهله، تحول هذا الشارع إلي "بورصة ثقافية" تنظم كل جمعة وتعرض خلالها اشهر الكتب والمصادر