في تمام الثامنة وخمس دقائق من صباح امس الاربعاء، توقفت حركة الزمن مع توقف الانفاس الاخيرة للاديب العالمي نجيب محفوظ في مستشفي الشرطة بالعجوزة، ليعلن الفريق الطبي المعالج وفاته عن عمر يناهز 95 عاما بعد صراع دام نحو 40 يوما منذ دخوله المستشفي علي اثر اصابته في رأسه. وبالرغم من ان تلك اللحظة الحزينة كانت منتظرة في ظل التقارير المتضاربة عن حالته الصحية في الاسبوعين الاخيرين فإن الخبر آثار صدمة في الاوساط الشعبية والادبية المصرية والعربية والعالمية.. كانت اللحظات الحرجة قد بدأت في الساعة السابعة من مساء اول امس الثلاثاء عندما توقف قلب محفوظ، وبذل الاطباء جهودا جبارة لتنشيط القلب من جديد، ونجحوا في ذلك بالفعل، لكن القلب توقف من جديد في السابعة من صباح امس وفشلت جميع محاولات اعادته للحياة بسبب كبر سنه. وقال د. حسام موافي رئيس الفريق الطبي المعالج بمستشفي الشرطة ان محفوظ رغم معاناته الشديدة ظل محتفظا بتماسكه حتي اللحظة الاخيرة، وقبل ان يتوقف قلبه للمرة الاولي مساء الثلاثاء دخلت عليه احدي بناته فتحدث معها بالاشارات. وفي لحظة وفاته لم يكن بجواره سوي زوجته عطية الله وابنتاه ام كلثوم وفاطمة. ومن المقرر ان يتم اليوم تشييع جنازة عملاق الادب المصري والعالمي في جنازة عسكرية تنطلق من مسجد آل رشدان في مدينة نصر عقب صلاة الظهر، بحضور حشد هائل من كبار رجال الدولة والمثقفين وسفراء الدول العربية والاجنبية والفنانين وعشاق الاديب الكبير. جثمان الاديب ستحمله عربة من عربات المدافع، وسيكون ملفوفا بعلم مصر الذي ظل يرفعه عاليا طيلة مشواره الادبي وسيتحرك الموكب حتي مدافن اسرته في طريق الفيوم. واكد نقاد ومثقفون بارزون ان الحركة الادبية المصرية فقدت برحيل محفوظ جوهرة التاج ومركز الثقل الاساسي فقد كان محفوظ بمثابة الاب الروحي للادب المصري الحديث، وبرحيله يكون جيل العمالقة قد انتهي تماما بعد ان سبقه يوسف ادريس وصلاح عبد الصبور وإحسان عبد القدوس ويحيي حقي. ولد نجيب محفوظ عبد العزيز احمد ابراهيم الباشا يوم الاثنين الموافق 11 ديسمبر العام 1911 بميدان بيت القاضي في حي الجمالية بالقاهرة وله اربعة اخوات هو اصغرهم. وتنحدر اسرة نجيب محفوظ من مدينة رشيد وكان جده قد نزح الي القاهرة ولقب (بالسبيلجي) لانه يملك سبيلا يشرب منه عابرو السبيل. حصل علي ليسانس أداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة (فؤاد الأول) عام 1934، وعمل في بداية حياته العملية كاتبا بادارة الجامعة 1934 ثم سكرتيرا برلمانيا لوزير الاوقاف عام 1939 ثم مدير مكتب بمصلحة الفنون عام 1955 ثم مدير عام الرقابة علي المصنفات الفنية عام 1959. وتولي رئاسة مجلس ادارة مؤسسة السينما عام 1966 ثم عمل مستشارا لوزير الثقافة عام 1968. وهو عضو بالمجلس الأعلي للثقافة وبنادي القصة وجمعية الأدباء، وهو أول كاتب مصري وعربي يحصل علي جائزة نوبل في الأدب نوفمبر عام 1988.. وبوفاة الاديب الكبير نجيب محفوظ تفقد مصر والأمة العربية علما من أعلام الأدب العربي ورائدا من رواد الرواية العربية المعاصرة الذي أثراها بفكرة وثقافتة علي امتداد أكثر من 70 عاما من العطاء.