انتهت المغامرة الإسرائيلية الفاشلة في لبنان بانسحاب إسرائيل وعاد الحديث عن جهود سلام جديدة، لعقد مؤتمر دولي للسلام - مدريد - وعاد الحديث عن امكانية استئناف المفاوضات علي المسار السوري - الإسرائيلي في وقت ازدادات فيه الأسئلة حول امكانية تحرير الجولان بالقوة علي غرار ما حدث في جنوب لبنان من مواجهات وحرب تحرير قامت بها المقاومة ونستطلع في هذا الاستطلاع آراء ساسة وخبراء وكتاب حول كيفية تحرير الجولان سلما وحربا السفير محمد شكري: الأسلوب الدبلوماسي هو الأمثل لتحرير الجولان سوف يتحرك موضوع الجولان قريبا في المفاوضات حيث ان الظروف كلها تحتم ذلك لان الاستراتيجية الأمريكية الآن بدأت تتغير عن السابق عندما كانت تعتبر ان موضوع الأمن الأمريكي يرتبط أساسا بتصفية الإرهاب بأسلوب العنف، فالتوجه الحالي في تقديري بعد اخفاق أمريكا في افغانستان وفي العراق ثم الأهم من ذلك كله ما قام به حزب الله في لبنان فكل المحلليين السياسيين الأمريكيين أوضحوا ان الاستراتيجية الأمريكية سوف تنحو نحوا مختلفا عن السابق بمعني أنها سوف تسعي إلي ان يكون هناك خط سلمي يسيطر علي مجريات الأمور في المناطق الحساسة مع احتمالات تحرك الأوضاع بسوريا ثم بعد ذلك في فلسطين حيث يمكن القول بان الموضوع السوري هو الذي سيكون الأكثر تحركاً العدة اعتبارات.. الاعتبار الأول ان إيران في هذه المرحلة تأخذ مجال القيادة في تحريك الأوضاع في منطقة المشرق العربي تحديدا، وانها مسيطرة حاليا علي الفصيل الأكبر في العراق وكذلك فانها في تحالف استراتيجي بينها وبين سوريا، وانها من الممكن جدا ان تسعي لاحتواء سوريا إذا ما وجدت ان سوريا سوف تسقط في الطريق. الاعتبار الثاني هو ان الاسلوب الذي يتبع في لبنان حاليا يوضح لسوريا وان هناك نوعا من أنواع الحصار يفرض عليها بسبب وجود قوات من الأممالمتحدة ما بين سوريا ولبنان وهو ما يجعل سوريا تشعر ان لبنان ليس هو العمق الاستراتيجي لها وانما لبنان هو خط حدود مع دولة معادية. فاتصور ان التوقيت مناسب جدا بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية حتي تفتح ملف الجولان مرة أخري، كما ان من مصلحة إسرائيل في هذه المرحلة بان تفتح ملف لبنان حتي تخفف فيها الضغط فيما يتعلق بالملف الفلسطيني. أولا لا اتصور ان ما طبق من خلال حزب الله يمكن تطبيقه في سوريا لان سوريا لن تحارب حرب عصابات، وانما من الممكن ان تقوم سوريا بعمل آخر من خلال اطلاق فصيل من قوات المقاومة الشعبية داخل الجولان، ولكن يمكنني القول ان الجولان من الصعب كثيرا ان يتم تسريب أسلحة فيها أو انها تعمل شيئا بهذا الشكل لان السيطرة الإسرائيلية عليها سيطرة مطلقة وأنا لا أجد أمامي في هذه المرحلة سوي الطريق الدبلوماسي للوصول إلي اتفاق، يدعم من هذا ان سوريا من قبل كادت ان توشك علي ان تحقق سلاما مع إسرائيل في محادثات سابقة والتي قد تمت بين فاروق الشرع باعتباره ممثلا شخصيا للرئيس حافظ الأسد وما بين ايهود باراك عندما كان رئيسا للوزراء الإسرائيلي السابق وكان هناك الكثير من الأمور التي تم التفاهم عليها ولم يكن هناك مشكلة حادة أو محتدمة بالنسبة للتوصل إلي حل إلا ان ايهود باراك كانت لديه ضغوط داخلية هي التي منعته من ان يوقع مع سوريا، فالمناخ الآن داخل إسرائيل وداخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وحتي في سوريا يسمح بالتوصل إلي تفاهم وعن متي يتم تحرير الجولان فلن تتحرر الجولان إلا باتفاق سوريا وإسرائيل علي الوصول لحل بالاسلوب الدبلوماسي. اللواء طلعت مسلم: الأوضاع الحالية غير مواتية الجولان تحتاج للكثير حتي تتحرر فأهميتها كبيرة وبالتالي فلن يتم تحرير الجولان ببساطة فالدول العربية متفرقة وبالتالي ليس هناك قوي كافية لاستعادتها وبالتالي فهي محتاجة للتعاون العربي وتحتاج كذلك إلي اعداد لمقاومة واعداد سياسي وعسكري فعلي المستوي السياسي تحتاج تأييدا دوليا وبالتالي تأييد عربي من الدرجة الأولي وتعاون سوري - لبناني يعني ذلك ان العناصر الأساسية المطلوبة من الصعب توافرها ولكن إذا تحققت يمكن ان يحدث شيء ايجابي ولكن في الأوضاع الحالية لا يمكن ان تكون هناك أي نتيجة ايجابية فيمكن من خلال الطرق العسكرية ان يتم تحرير الجولان إذا كان هناك تفوق جوي وتفوق بحري علي القوات الإسرائيلية الموجودة في الجولان وكذلك إذا استطعنا مواجهة ردود الفعل السياسية التي ستنجم عن الحرب، فالقوات السورية وحدها لا تكفي لتحرير الجولان. السيد عليوة: الخروج من هيمنة القطب الواحد سوف يتم تحرير الجولان وكذلك باقي الأراضي العربية سواء في لبنان وفلسطين والعراق والصومال والسودان عندما تتوافر الظروف الداخلية في كل بلد من هذه البلدان من حيث تطور نظام الحكم وبناء الديمقراطية والمحافظة علي حقوق الإنسان والحريات العامة، وعندما تحدث نهضة داخلية وبناء وطني علي مستوي الصراع العربي - الإسرائيلي من خلال الصراع الحضاري والثقافي والاستراتيجي، وعندما تتعدل موازين القوي الاقليمية والخروج من الخلل في التوازن الاقليمي والذي هو قائم لمصلحة إسرائيل وكذلك تغير موازين القوي الدولية وان يخرج العالم من هيمنة القطب الواحد المتمثل في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإذا حدث ذلك سيؤدي لمتغيرات ستسود المستوي الداخلي والاقليمي الدولي ولكن الحل يكمن في الجبهة الداخلية. والسؤال الذي يفرض نفسه هو هل اتخذت سوريا الأسس الدولية في الديمقراطية والحريات والتعليم والاقتصاد بما يسمح لها بالصدام الحضاري في عصر العولمة؟ وهل دخلت كل البلاد التي تعاني من الاحتلال والهيمنة الأجنبية في هذه المعايير؟ سوف تتحرر الجولان عندما يتم تنسيق الجهود العربية والإسلامية فهي معركة شاملة في الحضارة والثقافة والاستراتيجية، فبداية الطريق هي الديمقراطية والتعليم.