إذا فكرت في ركوب أتوبيسات النقل العام داخل القاهرة أو أي محافظة أخري فأنت معرض إما لأن يطيربك الأتوبيس من فوق الكوبري، أو يصطدم بشاحنة أو يضربه قطار لدي مروره فوق مزلقان. وإذا كنت ممن يستقلون مترو الأنفاق، فأنت تخشي أن تنهار القشرة الأرضية فوق النفق بما فيه. إذا كنت ثرياً قليلاً وتستقل التاكسي أو لديك سيارة خاصة، ستكون تحت رحمة السائقين الآخرين المجانين الهائجين فوق أسفلت بلادنا. وإذا كنت من ركاب الميكروباص، فأنت أيضاً تحت رحمة الحالة العقلية "والمزاجية" للسائق. وإذا كنت من ركاب القطارات، ستجلس حذراً، تنظر بخوف للجالسين معك ربما يحمل أحدهم أنبوبة بوتاجاز قابلة للانفجار.. أو ربما يحترق القطار بسبب غامض لا يعلن عنه أبداً.. أو علي أهون تقدير قد يصطدم قطارك بآخر قادم في الاتجاه المعاكس أو قادم من الخلف.. لا فرق. وإذا كنت من راكبي السفن.. فأنت بالتأكيد مرعوب من برودة المياه الشديدة التي ستؤلمك إذا غرقت بك عبارة تسمي "السلام" أو حتي تسمي "الحرب". وإذا كنت ممن يسافرون بالطائرات فأنت بشكل بديهي مصاب بالرعب الفطري من الارتفاعات العالية ومن الأخطاء الفنية والأخطاء المجهولة والغامضة التي تصاحب كل حوادث الطيران والتي عجزت كل الصناديق السوداء عن فك شفراتها. وإذا كنت تركب دراجة.. فلن تضمن ما يمكن أن تفعله بك السيارات.. حتي لو كنت ممن يذهبون إلي مشاويرهم سيراً فلن تضمن ماذا يمكن أن تفعله بك الأتوبيسات والتاكسيات والسيارات الخاصة والميكروباصات والقطارات وعربات الكارو والحنطور. الموت إذن يحيط بك في كل حركة.. فهل تشعر بالأمان وأنت تركب أي وسيلة مواصلات. هذا هو السؤال الذي وجهناه إلي 52 مواطناً في استطلاع عاجل بعد حادثة قطاري قليوب. 84% من المشاركين قالوا إنهم يقرأون الفاتحة علي أرواحهم سراً قبل أن يستقلوا وسيلة مواصلات تحسباً للموت. فيما قال 16% فقط "إن العمر واحد والرب واحد" وأنهم يتوكلون علي الله دون خوف من قضائه.