كتب : حسين إسماعيل الحبروك كانت فكرة مترو الأنفاق بما فيها من نقلة حضارية للقضاء علي الزحام والتلوث الناجم عن عادم السيارات والاتوبيسات بالاضافة إلي القضاء علي الزحام فوق الأرض بالتأكيد هي الأسرع والأكثر أمانا خاصة. بعد ظاهره حوادث الميكروباصات التي لا يمر يوم إلا ويكون هناك أكثر من حادثة علي الطرق, ينتج عنها وفيات بالعشرات بخلاف المصابين. لكن بالرغم من تلك النقلة الحضارية لهذه الوسيلة إلا أنها ينقصها شيء مهم لكي تكتمل تلك الصورة الجميلة والحضارية لها, وهي قرب مواقف للسيارات الخاصة, أو علي الأقل أن تكون هناك مواقف لأصحاب السيارات الخاصة, بجوار محطات المترو. هنا يقول المهندس هاني خليف, وهو من رجال الأعمال: إن ظروف عملي تقتضي سفري إلي المانيا كثيرا, وهذا يدفعني إلي ركوب مترو الأنفاق هناك وأجد أن كثيرا من رجال الأعمال وأصحاب المهن المختلفة يتركون سياراتهم بجوار المحطات ويركبون المترو, والدولة هناك وفرت تلك المواقف الخاصة بالسيارات لكي تشجع المواطن علي ركوب المترو حتي لا تزدحم الشوارع بالسيارات. ويضيف أحمد الحرجاوي( محام) أن استعمال هذه الوسيلة قد وفر كثيرا من الوقت وشدة الأعصاب بالإضافة إلي أنها سمحت بإعداد أوراق القضايا خصوصا حينما أكون متوجها للمحكمة للمرافعة أو تسليم مستندات مما يجعلني أكثر هدوءا. ويؤكد أيمن هدايت أن كثيرا من أصدقائه الأجانب حينما يحضرون الي مصر يسعدون بهذه الوسيلة في التنقل من مكان لآخر خصوصا أنهم يصابون بالفزع من طريقة قيادة السيارات في مصر, وبالرغم من أنه لا يقود أحدهم السيارة بل بصحبة سائق إلا أنهم يكادون يصرخون وهم داخل السيارة, وأخبرني أحدهم أنه في كل دول العالم يكون احترام إشارة المرور من الاشياءالمقدسة ولا يمكن للسائق أن يكسر الاشارة وأن الألوان الثلاثة لإشارة المرور هي من أهم الاساليب الحضارية في القيادة, أما في مصر فلا علاقة لها بالإشارة إنما هي الصفارة التي يحملها عسكري المرور! أما السيدة مها حبيب( المديرة بأحد البنوك) فتقول إن محل عملي في وسط المدينة وكانت مشكلتي الكبري في إيجاد محل لركن السيارة, وكان هذا يكبدني إما التوجه إلي عملي قبل مواعيد العمل بأكثر من ساعة حتي أستطيع أن أجد مكانا لركن السيارة وإذا تأخرت قليلا لا أجد مكانا لركن السيارة, فلا حل أمامي إلا التوجه إلي أماكن لركن السيارة في أحد المواقف التي وفرتها الدولة في أماكن كثيرة ولكن المشكلة أن ركن السيارة لأكثر من عشر ساعات يوميا يفوق مرتين في تكلفته! وإما الركن في الممنوع وهي مخالفة تفوق دخلي تضيف محملا بأرباح البنوك حتي نصحني أحد الزملاء بتجربة مترو الانفاق, ولقد سعدت جدا بهذه المحاولة ولكن كنت أتمني أن توفر الدولة مواقف للسيارات بجوار محطات المترو حتي تكتمل الفرحة بهذه الوسيلة الحضارية خصوصا أنه ليس من المفترض أن يكون كل مواطن بجوار منزله محطة مترو, ولكن من الطبيعي أن يكون هناك موقف بالقرب من المحطة. وأخيرا وبعد كل هذه الآراء من المواطنين حول هذه الوسيلة الحضارية التي فكرت الدولة في انشائها ورصدت لها المليارات من الجنيهات لكن ألم نفكر في ان هذه الوسيلة الحضارية هي من اجل كل المواطنين من دافعي الضرائب وليست مقصورة علي محدودي الدخل, بل ايضا من حق اصحاب السيارات الخاصة ان يستعملوا هذه الوسيلة الحضارية حتي تكتمل الفرحة للجميع. فمتي نري مواقف للسيارات بالقرب من المحطات كي يكون المترو للجميع؟.