العدوان الاسرائيلي علي لبنان يضعنا امام حقيقة مؤداها ان هناك جيشا نظاميا قويا يقاتل مقاومة تخوض ضده حرب عصابات وهذا بدوره يعرقل مهمة الجيش النظامي في اغلب الاحوال عكس حالة القتال والمواجهة بين جيشين كلاهما نظامي فهذا سينتهي الي طرف منتصر وآخر مهزوم بينما في حالة المقاومة اللبنانية يعتبر صمودها هو انتصارها الحقيقي. ومنذ البداية اخطأت اسرائيل حساباتها حينما توقعت ان حزب ا لله صيد سهل يمكن الحاق انكر الهزائم به ووأده الي الابد في معركة لا تتجاوز ايامها اصابع اليد الواحدة. كما ان اسرائيل تعتمد في حروبها علي ا سلوب نقل الحرب الي دولة الخصم بعيدا عن اراضيها ولكن باءت محاولاتها بالفشل امام نجاحات حزب الله الذي استطاع ان ينقل جزءا من مسرح العمليات الي داخل العمق الاسرائيلي. وبالخوض اكثر في تفاصيل الموقف يتراءي امامنا ان اسرائيل لم تحقق اي نصر عسكري حيث كان تخطيطها يعتمد في المقام الاول علي سلاح الجو لتدمير البنية التحتية في الجنوب بغرض تقويض حزب الله واخضاعه ولكن المفاجأة تمثلت في صلابة وشراسة المقاومة اللبنانية واستمرارها بكل قوة في مواجهة الآلة الاسرائيلية طوال فترة الحرب. وكل الشواهد بذلك تؤكد ان المقاومة لقنت اسرائيل المتغطرسة درسا قاسيا بصمودها وتصديها لرابع قوة عسكرية في العالم دون ان تنهار قواها بل تماسكت اليوم تلو الآخر وحتي اللحظة الاخيرة فقد استطاعت تدمير العديد من المركبات ودبابات ميركافا المتطورة فضلا عن مقتل العديد من الكوماندوز الاسرائيليين وجرح عدد كبير مما كبد اسرائيل خسائر كبيرة وكل هذه الحسابات رجحت كفة الفشل بالنسبة للآلة العسكرية الاسرائيلية. من جهة اخري تفوقت المقاومة في استخدام كل وسائلها التسليحية حيث قامت باطلاق ما يقرب من 4000 صاروخ هزت شمال اسرائيل. مما أكد فشلها في التصدي لتلك الضربات التي امطرت سماء اسرائيل وارضها طوال فترة الحرب مما أثار الهلع والفزع في نفوس المدنيين وذلك يعد برهانا ودليلا قاطعا علي انهيار نظرية الامن القومي الاسرائيلي بعدما اخترقت صواريخ حزب الله العمق الاسرائيلي.