ما كان لإدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي ال 22 أن تتجاهل ما يجري من تدمير وقصف للبشر وللبنية الأساسية في لبنان الشقيق جنبا إلي جنب مع ما يحدث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة دون أن تؤكد دعمها الكامل للأشقاء اللبنانيين والفلسطينيين في حربهم العادلة ضد الآلة العسكرية الإسرائيلية البربرية، وتجلي هذا الدعم المعنوي، في اضعف الإيمان، في التظاهرة التي جري الإعلان عنها تحت عنوان"سينما المقاومة" التي يعرض من خلالها عشرة أفلام يعد كل واحد منها وثيقة ضد الممارسات الإسرائيلية المستمرة، والممتدة عبر عقود طويلة، منذ اغتصاب فلسطين عام 1948 واحتلال الأراضي العربية في الجولان عام 1967 وانتهاء باحتلال مزارع شبعا في الجنوب اللبناني. وكان اللواء محمد عبدالسلام المحجوب محافظ الإسكندرية قد اولي اهمية فائقة بأن تواكب الدورة القادمة لمهرجان الاسكندرية السينمائي التي تعقد في الفترة من 5 الي 10 سبتمبر القادم الاحداث الساخنة الجارية في المنطقة العربية، وطالب ممدوح الليثي في اجراء حوار بينهما مؤخرا بضرورة وضع هذا في الحسبان عند وضع برامج وتظاهرات المهرجان ومن هنا تقرر تنظيم مائدة مستديرة تعقد ثالث ايام المهرجان تشارك فيها المخرجة اللبنانية مي مصري والمخرج اللبناني جان شمعون، ونور الشريف ممثلا لمصر، والسوري رأفت شركس أمين عام مهرجان دمشق السينمائي والممثلة الايطالية ماريا تاوتشي بطلة فيلم "الخبز الحافي" والمخرج الصربي أولج فوفكوفيتش واليوناني جورجيوس بابليوس وعدد من الكتاب والنقاد ضيوف المهرجان، ويديره السيناريست د. رفيق الصبان. الافلام شاركت في انتاجها 9 دول هي: لبنان وفلسطين ومصر والمغرب وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وهولندا، وتشمل افلام "عرس الجليل" و"يد الهية" و"باب الشمس"، و"كفر قاسم"، و"ناجي العلي"، و"الجنة الآن"، و"حتي اشعار آخر"، وزنار النار"، و"المخدعون"، والفيلم الوثائقي "يوميات بيروت اخراج مي مصري الذي فاز مؤخرا بجائزة بينالي السينما العربية في باريس. اما فيلم "عرس الجليل" للمخرج الفلسطيني ميشيل خليفة "59 عاما" المولود في الناصرة فنال عنه جائزة العمل الاول من مهرجان قرطاج وهو انتاج بلجيكي - فرنسي - بريطاني - الماني واسم الفيلم يذكرنا بعرس الجليل المذكور في الانجيل، والذي حضره السيد المسيح في منطقة الجليل في قرية قانا.. وهي القرية التي شهدت المذبحة البشعة التي ارتكبتها اسرائيل منذ ايام ضد المدنيين كان من بينهم 38 طفلا وهي الجريمة البشعة التي اثارت العالم كله ولكن لم يتحرك احد لايقافها في حينها ويدور "عرس الجليل" حول حفل زفاف في قرية تحت الاحتلال الاسرائيلي، ويصر الحاكم الاسرائيلي علي حضور العرس؛ وخلال الحفل يظهر التناقض الحاد والقائم بين قوات الاحتلال، واهل القرية في التعامل مع الارض، والحيوان، والطعام والشراب وفي فيلم "كفر قاسم" اخراج وسيناريو برهان علوية تحكي الاحداث عن مجرزة كفر قاسم التي وقعت يوم 29 اكتوبر 1956 والتي هزت الضمير الانساني بينما تعاملت معها البرويجاندا العربية بغوغائية وابتذال.. ويؤكد فيلم كفر قاسم ان المجزرة متعمدة وذات اهداف سياسية محددة لارغام الفلسطينيين علي الهروب من بلادهم، ولا يجب ان ننظر اليها كنزوة اصابت قائدا ساديا مختلا كما يحاول البعض الآن فعل ذلك فيما يخص المجازر التي يقوم بها قادة اسرائيل والفيلم وثيقة حية سينمائية للممارسات الصهيونية ضد الفلسطينيين ونال الجائزة الكبري للايام السينمائية بقرطاج. اما فيلم "زنار النار" للمخرج اللبناني بهيج حجيج الذي كتب له السيناريو عن روايتين للكاتب اللبناني رضيد ضعيف هما "المستبد" و"فسحة مستهدفة بين النعاس والنوم"، فيصور الحرب التي دمرت لبنان، والمقصود بزنار النار هو حزام النارالذي التفت به بيروت من كثرة الحروب والدمار. وفي الفيلم الوثائقي "يوميات بيروت" الحقيقة والسراب للمخرجة مي مصري يتميز بالتقاط عبارة وروح شباب ساحة الشهداء الذين تجمعوا بحثا عن حرية وطنهم.. كما تظهر مدي نضج ووعي جيل ما بعد الحرب الاهلية. وفي فيلم "ناجي العلي" اخراج: عاطف الطيب.. يدين ناجي العلي التمزق والتشتت العربي بعدما جسد بقلمه ورسومه الكاريكاتورية، محنة طرد الفلسطينيين من ارضهم ووطنهم والعدوان المتكرر لاسرائيل علي لبنان، وما فعلته قوات الاحتلال الإسرائيلية في الجنوب اللبناني وبيروت. كان لناجي العلي قبل اغتياله بفترة كاريكاتير يصور دبابة كاملة مصنوعة من الأحجار أراد أن يقول بها ان الحجارة سلاح الشعب الفلسطيني ودبابته، ولم تكن انتفاضة الحجارة قد بدأت بعد. أما فيلم "يد إلهية" للمخرج إيليا سليمان (46 عاما) الذي نال قبل سنتين جائزة التحكيم في مهرجان كان بينما رفضت اكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية التي تمنح الأوسكار ترشيحه ضمن جوائزها لعام 2003 بحجة أن فلسطين دولة غير معترف بها!! فيتناول بمزيج من الاسلوب التراجيدي والكوميدي معاناة حبيبين فلسطينيين احدهما من القدس والآخر من رام الله تمنعهما حواجز قوات الاحتلال الإسرائيلي من الالتقاء والتواصل.