في رأي الفنان يوسف شعبان انه صاحب رسالة فنية من خلال معظم اعماله التي قدمها وان الفن لديه ينحصر هدفه في نشر الخير في المجتمع ويؤكد ان احترام الجمهور لفنه اهم من ملايين الجنيهات التي يجنيها فن مبتذل لذا يحرص علي انتقاء ادواره رغم ان معظمها في الفترة الاخيرة يدور في فلك رجل الاعمال وهو ما دعاه مؤخرا لتقديم شخصية هولاكو في مسلسل "علي باب مصر".. عن هذه القضايا وما كان يتردد من قبل عن استغلاله لمنصبه كنقيب للممثلين في فرض نفسه علي الاعمال الفنية تحدث معنا بصراحة. ما الذي دفعك لتجسيد شخصية "هولاكو" التي سبق تناولها في الكثير من الاعمال؟ - لقد سبق تقديم هذه الشخصية بوصفه سفاحا لكن التناول هذه المرة مختلف حيث اعجبني في سيناريو جلال عبدالقوي انه دخل في اعماق وجذور الشخصية نفسها واظهر نواحي الضعف فيها. معني هذا انك وقعت في غرام هولاكو؟ - طبعا لا.. فانا لم اتعاطف معه لكن العمل يظهره كشخصية ضعيفة ويعكس ان تفكك الدول العربية هو السبب وراء سيطرة العدو واملاء شروطه لذلك احببت الشخصية والعمل لانه يحمل اسقاطا علي ما يحدث الان فمن ينكر ان حالة العرب الان هي نفسها ايام هولاكو لذا اردت ان افكرهم بالعدو المتمثل في شارون او اي عدو يهدد الامة العربية ويعمل علي تشتيتها وهذا ما يمثله هولاكو لان ضعف وخوف الدول العربية ساعدته علي ان يقوي ويطغي. لكن تكرر في الفترة الاخيرة تجسيدك لصورة رجل الاعمال في اكثر من عمل؟ - هذا امر ليس مقصودا بالطبع فاختياري لهذه الادوار نابع من كونها تمثل نماذج واقعية وجدت لنفسها مكانا علي السطح في الفترة الاخيرة بشكل كبير باختلاف تنوعها، فمن خلال مسلسل "القرار" اجسد شخصية رجل الاعمال الطموح الذي يتنازل عن كل شيء في سبيل تحقيق ما يريده وعندما يصاب بمرض سيقضي عليه يقرر فعل الخير وسرعان ما يعود عن قراره بعد ان يعلم انه سيعيش وهذا حقيقي فالانسان من طبعه النسيان. لكنك من خلال مسلسل "غريب الدار" تناولت صورة رجل الاعمال بشكل كوميدي؟ - احببت ان ادعو الناس الي ان تبتسم وانا سعيد جدا بهذا العمل لانني قدمته في اطار كوميدي لرجل اعمال كان اصله بمبوطي من بورسعيد وينادي علي المراكب لذلك تأثر صوته بالبحر و"تحشرج" وهو رجل اعمال "هليب واونطجي" وهو عمل جميل اخرجه يوسف شرف الدين. يقال انك كنت تحصل علي اجر اعلي وادوار اكثر وقت كنت نقيبا للممثلين؟ - هذا باطل لان منصب النقيب لم يضف لي او ينقص مني شيئا واعمالي مازالت كما هي بدليل انني اشارك في اكثر من عمل الان بخلاف ما انتهيت من تصويره ومازالت في مرحلة المونتاج حاليا وهما مسلسلا "خيوط في مسرح العرائس" و"غريب الدار" كما انني الان احصل علي اعلي اجر بعد تركي للنقابة واعمالي تشهد علي ذلك لانني يوسف شعبان الفنان وانا الذي اضفت للمنصب وليس العكس. وما الذي اضفته لمنصب النقيب؟ - لن يستطيع التاريخ ان يمحو انجازاتي فقد تسلمت النقابة "مديونة" وتركتها وفي خزينتها 5،4 مليون جنيه وعملت لهم ناديا كما استطعت ان اضيف للفنان المصري قدرا كبيرا من الاحترام خارج مصر من خلال المؤتمرات التي كنت اتواجد فيها. هل تريد القول انك طوال ممارستك للعمل النقابي لم تستفد علي المستوي الشخصي؟ - حدث هذا بعدما فهمت المشاكل التي كان يتعرض لها الزملاء علي المستوي الانساني واستفدت منها كثيرا لانني اكتشفت ان هناك كثيرا من المظاهر التي تخفي وراءها حقيقة مختلفة. وما رأيك فيما يثار دائما عقب ارتداء اي فنانة للحجاب؟ - الحجاب حرية شخصية طالما اقتنعن به حسب مفهومهن، وذات مرة سألت الشيخ متولي الشعراوي عنه ووقتها كان يشاهد لي مسرحية "دماء علي ستار الكعبة" مع الفنانة سميحة ايوب فقال لي انا اصفق لك لان هذا هو الفن لكن لما تيجي واحدة متأرجحة ولن تستطيع ان تكون فنانة حقيقية فانصحها بان تتجه لربها، لان الفن مثل السكينة يمكن ان يستعمل في تحضير الطعام للناس ويمكن ان يستعمل في القتل و لماذا تحققت نجوميتك من خلال التليفزيون علي الرغم من بداياتك السينمائية؟ - لقد عملت في السينما عندما كانت سينما.. اما الان فليست سوي شغل اراجوزات ولا اعرف اعمل معها لانني استدر ضحكات الناس ولانه ليس الهدف الذي تعلمته ودرست التمثيل من اجله فقد ومررت بتجارب عديدة ليس لاضحك الناس بل لالقي الضوء علي خطورة ما تتعرض له البلد او مشكلة وهذه هي مهمة الفنان. ما رأيك في حال السينما الان؟ - في رأيي ان تأميم صناعة السينما كان اول مسمار دق في نعش السينما وهذا كان خطأ بدليل اننا الان نبيع كل شيء وهذا معناه ان التأميم كان خطأ كبيرا ندفع ثمنه حتي يومنا هذا. عندما تنظر الان لتاريخك الفني عبر 38 عاما هل تنظر اليه نظرة رضاء؟ - عندما اعود بذاكرتي الي تاريخي كله اجد ان نسبة كبيرة من الاعمال ترضيني لان هدفي منذ بداياتي لم يكن جمع المال وهدفي الحقيقي هو انتزاع