تبددت المخاوف والشكوك.. ونجحت باقتدار تجربة نقل "دوبلير" تمثال رمسيس الثاني من ميدان التحرير الي ارضه الجديدة في المتحف المصري الكبير. في الساعة الثانية بعد منتصف ليل الخميس ووسط حضور جماهيري ضخم وغير متوقع تحرك موكب التمثال المزيف لواحد من اعظم الملوك والقادة العسكريين في مصر والعالم ببطء يليق بالملوك، وهيبة تليق بالاسطورة التي صنعها الرجل والتمثال معا، واقفا منتصبا حتي هتف احد الحاضرين من الجماهير "رمسيس اتحرك يا جدعان"، وقال ثان "معقولة.. الملك ماشي وسطينا". بارتفاعه الذي يصل الي نحو 12 مترا، كان تمثال الملك المصنوع من الخرسانة يتحرك فوق كاسحتين ضخمتين كانتا تبدوان كحذاءين ملكيين صنعا خصيصا للملك وبين لحظة واخري كان ضوء كاميرات التصوير يلمع علي جسده الخرافي. كان المشوار طويلا وتوقف الموكب اكثر من مرة قام خلالها المشرفون علي مشروع النقل باجراء قياسات مساحية علي الانفاق والكباري التي يمر بها التمثال واكثر التوقعات طولا كان عند سور مجري العيون لمدة نصف ساعة لضبط حركة المرور والاطمئنان علي ديناميكية كوبري المنيب وكان هناك توقف اخر قبل دخول شارع ترعة المنصورية بسبب كثرة الاشغالات والاشجار الكثيفة التي كانت تعوق حركة التمثال، ومن قبلها توقف اخر عند ترعة المريوطية لانزال اسلاك الضغط العالي. لم تحدث اي مشكلة باستثناء المشادة التي وقعت علي الطريق الدائري بين عبدالحميد قطب مدير مكتب الامين العام للمجلس الاعلي للاثار- الذي غاب دون مبرر- واللواء فاروق نديم رئيس الشركة المشرفة علي النقل بسبب الخلاف علي سرعة الشاحنتين، فقد كان نديم يفكر في زيادة السرعة الي 15 كيلو مترا في الساعة وهو ما رفضه قطب بشكل قاطع حتي لا تتسبب السرعة في سقوط التمثال مشيرا الي ان اقصي سرعة مسموح بها هي 12 كيلو مترا في الساعة. ووصل دوبلير التمثال بعد رحلته المرهقة الي المقر المحدد للملك رمسيس امام المتحف المصري الكبير في بشارة لنجاح عملية النقل الفعلي للتمثال الاصلي يوم 25 اغسطس القادم وتعليقا علي ذلك يقول المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس ادارة شركة المقاولون العرب ان التجربة نجحت باقتدار بعد الجهد الكبير الذي بذله المشتغلون بالمشروع والذين يبلغ عددهم 500 خبير ومهندس واستشاري وفني من شركة المقاولون العرب ومراكز البحوث والاثار والجامعات المصرية. واشار محلب الي ان نجاح التجربة يمثل نقلة نوعية لعلم الهندسة المصرية التي اثبتت قدرتها علي خوض التحديات دون تدخل من الخبرات الاجنبية التي اعتدنا الاستعانة بها في مثل هذه الظروف. اللواء علي هلال رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الاعلي للاثار قال ان د. زاهي حواس كان يطمئن تليفونيا علي سير التجربة لحظة بلحظة ولم تعد هناك معوقات للتنفيذ الفعلي سوي ازالة بعض الارصفة والاشجار المرتفعة التي عطلت الموكب اكثر من مرة.. السائق احمد الغرباوي الذي تولي قيادة الموكب قال ان الامر لم يكن يمثل له اي صعوبة واضاف اثناء توقف الموكب في فم الخليج لاكثر من نصف ساعة كانت مشكلته الوحيدة في الاشجار العالية وتزاحم المواطنين للفرجة علي الجانبين.. اما عبدالحميد قطب مدير مكتب زاهي حواس فقد طالب بضرورة ازالة الاشجار العالية في طريق الموكب وازالة رصيف شارع قصر العيني ورصيف شارع كورنيش النيل لتوسيع الطريق امام الملك