غزة وكالات الأنباء: كما كان متوقعا ووسط صمت دولي مريب واصلت اسرائيل ارتكاب جرائم الابادة وجرائم الحرب في غزة في اشرس واكبر هجوم من نوعه منذ انسحابها منه اواخر العام الماضي.. وخلفت الغارات الجوية الوحشية والقصف البري والبحري دمارا هائلا فيم التزمت غالبية عواصم العالم الصمت فيما اعرب البعض منها علي قلقه وطالب الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بضبط النفس وقصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية غزة امس واشعلت النار في مكاتب وزارة الداخلية للحكومة الفلسطينية التي تتزعمها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في توسيع للعمليات العسكرية الرامية الي تأمين الافراج عن جندي مخطوف. لكن بينما أجلت اسرائيل شن هجوم بري في شمال غزة لاعطاء الوساطة المصرية وقتا لا يوجد أي مؤشر علي ان اسرائيل ستوافق علي مطالب الناشطين الذين يريدون من اسرائيل ان تفرج عن سجناء فلسطينيين محتجزين. وحلقت طائرات اسرائيلية فوق غزة في ظلام الليل ووجهت ضربات الي أكثر من 20 هدفا. وأصاب صاروخ مكتب وزير الداخلية في حكومة حماس سعيد صيام واشعل النار في المبني. ولم يكن صيام في المبني وقت الهجوم. وقال الجيش ان هذا المبني استخدم في التخطيط لشن هجمات علي اسرائيل. كما ضربت الطائرات الاسرائيلية احد المكاتب التابعة لحرة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهاجمت طرقا ومناطق مفتوحة يستخدمها النشطاء في اطلاق صواريخ علي اسرائيل. وقتل مسلح من حركة الجهاد الاسلامي ليصبح أول ناشط يقتل في الهجوم الاسرائيلي. واعلنت ثلاث منظمات بينها الجناح العسكري لحركة حماس المسؤولية عن الهجوم علي اسرائيل الذي خطف خلاله الجندي الاسرائيلي يوم الاحد الماضي. وقال تساحي هانيجبي العضو البارز في حزب كديما الذي يتزعمه ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي ان "اسرائيل لن تستسلم للابتزاز الارهابي ولن تدخل في مفاوضات للافراج عن قتلة في السجون الاسرائيلية." وقالت اسرائيل انها تحمل حماس مسؤولية عودة شليط بأمان واعتقلت يوم الخميس أكثر من 60 عضوا من الحركة الاسلامية بينهم وزراء في الضفة الغربية. وتوعدت اسرائيل بمحاكمتهم بتهم التورط في اعمال "ارهابية". وقالت انها لن تستخدمهم كأوراق للمساومة. ودخلت القوات والدبابات الاسرائيلية شمال غزة يوم الاربعاء في أكبر هجوم علي القطاع منذ ان سحبت اسرائيل الجنود والمستوطنين في الصيف الماضي. كما احتشدت المدرعات والقوات الاسرائيلية بالقرب من وسط وشمال غزة الذي أطلق منه الناشطون عشرات الصواريخ علي اسرائيل. وأطلقت نيران المدفعية علي المنطقة في وقت مبكر امس. لكن مصادر دبلوماسية رفيعة قالت ان اسرائيل أجلت شن هجوم واسع النطاق علي غزة للسماح للدبلوماسية المصرية بمحاولة تأمين الافراج عن الجندي. ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مصادر امنية بارزة قولها ان الهجوم علي شمال غزة تأجل لان رئيس الوزراء ايهود اولمرت اراد ان يخطط الجيش لهجوم أكثر شمولا. وامتنع الجيش عن التعقيب علي احتمالات شن هذا الهجوم. وكان أعضاء حماس أكثر تحديا في تصريحاتهم العلنية. وقال مشير المصري عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وأحد زعماء حماس بينما كانت الطائرات الحربية الاسرائيلية تحلق في سماء غزة ان الحركة لن تعترف أبدا باسرائيل. واقسم المصري بالله امام الاف من انصار حماس في مدينة غزة بعدم الاعتراف باسرائيل وعدم التخلي عن الحقوق الفلسطينية حتي لو "سحقنا جميعا حتي الموت". وقطعت الولاياتالمتحدة وقوي عالمية اخري المساعدات المباشرة عن السلطة الفلسطينية منذ ان فازت حماس في الانتخابات البرلمانية التي جرت في يناير كانون الثاني الماضي وطالبت بنزع سلاح حماس والاعتراف بالدولة اليهودية واتفاقات السلام المؤقتة معها. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزراء الخارجية الاخرين في مجموعة الدول الصناعية الكبري الثماني انهم يشعرون بالقلق بشأن الاعتقالات في الضفة الغربية وحثوا اسرائيل علي اظهار ضبط النفس في غزة. ودمرت الهجمات الجوية والمدفعية الاسرائيلية في الايام الاخيرة الجسور وشبكات المياه ومحول الكهرباء الرئيسي مما تسبب في اظلام معظم قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 1.4 مليون فلسطيني. وقال يان ايجيلاند منسق الاممالمتحدة للمساعدات الطارئة ان أمام غزة ثلاثة أيام قبل الوقوع في ازمة انسانية مدمرة اذا لم تعد اسرائيل فورا الوقود والكهرباء الي القطاع الكثيف السكان بعد هجومها لاطلاق سراح جندي مخطوف. وقال ايجيلاند الذي حث ايضا الفلسطينيين علي اطلاق سراح الجندي وكبح جماح النشطين الذين يطلقون صواريخ علي اسرائيل "انهم في طريقهم نحو الهاوية مالم يتم اعادة الكهرباء والوقود." واردف قائلا لمجموعة صغيرة من الصحفيين "انني واثق انه لا أحد من الجانبين يريد رؤية زيادة كبيرة في عدد الوفيات في غزة" حيث يشكل الاطفال ما يصل الي نصف سكان المنطق