عدد شهداء غزة يرتفع إلى 414.. وصواريخ المقاومة تصل إلى «بئر سبع»

استقبل سكان قطاع غزة أمس الساعات الأولى من العام الجديد على أصوات الغارات الإسرائيلية المدوية، التى استمرت فى قصف أهداف حكومية ومدنية على السواء، لليوم السادس على التوالى ليرتفع عدد ضحايا عملية «الرصاص المصبوب» - الذين تم إحصاؤهم - حتى عصر أمس إلى ما لا يقل عن 400 شهيد،
قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن 180 منهم من المدنيين بينما أكدت وكالة «الأونروا» أن ربعهم فقط من المدنيين، فى حين تزايد عدد الجرحى ليصل إلى نحو 2000 جريح، منهم 300 فى حالة خطرة،
وعلى الجانب الإسرائيلى، اعتبرت الحكومة فى اجتماع أن الظروف لاتزال غير مواتية للهدنة، رغم تأكيد الاستخبارات العسكرية أن الهجمات أسفرت عن تدمير ثلث ترسانة الصواريخ الخاصة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأعلنت مصادر طبية وصول جثة مسنة فلسطينية، إثر استشهادها فى غارة جوية استهدفت منزلها فى بلدة جباليا، كما استشهد فلسطينيان آخران فى غارة جوية على مدينة رفح، جنوبا، وجاءت تداعيات الحصار الاقتصادى لتزيد من تفاقم الوضع المأساوى فى القطاع إذ صرح بسام نعيم، وزير الصحة فى الحكومة المقالة، بأن نصف سيارات الإسعاف بات الآن لا يعمل نتيجة نقص البنزين.
وقالت مصادر إنه تم استقبال عدد من الجثث التى عثر عليها تحت أنقاض المنازل، مشيرة إلى أن عدد القتلى مازال مرشحاً للزيادة فى ظل استمرار الغارات الجوية المكثفة، التى تعززت أمس الأول بقصف للبوارج البحرية المرابضة بالقرب من شواطئ غزة، إضافة إلى استمرار عمليات البحث والتنقيب عن ضحايا تحت ركام المبانى التى تم تدميرها.
وواصلت الطائرات الحربية قصف مواقع جديدة وأخرى تم تدميرها جزئياً، لتتضرر كل من مقار المجلس التشريعى - الذى تم تدميره كلياً - ووزارات العدل والتربية والتعليم، ومحال صرافة ومصنع للألومونيوم وورش صناعية للحدادة ومرفأ الصيادين، علاوة على منازل سكنية.
واستشهد فلسطينى من بلدة نعلين، بالقرب من رام الله، فى الضفة الغربية، متأثراً بجروج أصيب بها خلال اشتباكات وقعت قبل يومين بين قوات الاحتلال الإسرائيلية ومتظاهرين كانوا ينددون بالعملية العسكرية فى قطاع غزة.
وعلى صعيد متصل، واصلت جميع فصائل المقاومة المسلحة إمطار المناطق الإسرائيلية بعشرات الصواريخ، من بينها «جراد» الروسية، والتى وصل مدى بعضها إلى مدينة «بئر سبع»، وتمثل هذه الهجمات أبعد قصف صاروخى فى العمق الإسرائيلى، وأسفرت منذ اندلاع المعارك عن مقتل 4 إسرائيليين، كما أصاب أحدها مدرسة ثانوية خالية.
ووسط توقعات بهجوم برى وشيك بعد رفض إسرائيل للمقترحات الدولية للهدنة، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن جيش الاحتلال أوصى مجدداً بشن هجوم برى كبير، لكن لفترة قصيره نسبياً،
بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت فى تصريحات للصحفيين أمس إن «إسرائيل لا تريد توسيع الجبهة ولا تريد حربا طويلة»، خلافاً لاستطلاعات الرأى التى أشارت إلى أن غالبية (71%) من إسرائيليين شملهم الاستطلاع يؤيدون استمرار الهجمات، كما أيد 20% منهم توسيع العمليات.
ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر سياسية قولها إن أولمرت حدد 4 شروط أساسية للموافقة على وقف إطلاق النار، هى «وقف الصواريخ» و«تشديد الرقابة على الأنفاق المفخخة» و«وقف تهريب السلاح» و«إنشاء نظام مراقبة للتأكد من تطبيق حماس لهذه الشروط»، وعلى صعيد متصل، أكد مسؤول عسكرى أن القصف على طول حدود غزة مع مصر سيستمر بهدف تدمير أنفاق التهريب.
وأكد فيه يوفال ديسكين، مدير جهاز الأمن الداخلى (شين بيت) أن الهجوم الجوى الإسرائيلى الراهن أدى إلى أضرار غير مسبوقة للبنية التحتية والأفراد بالقطاع، مشيراً إلى أن «حماس» لم تتلق ضربة بمثل تلك القوة من قبل، وأوضح أنه بحسب تقييم الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فإن الهجمات أسفرت حتى الآن عن تدمير ثلث ترسانة صواريخ «حماس».
وفى أول ظهور منذ اندلاع المعارك، أكد رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية فى خطاب تلفزيونى أن «النصر قريب»، وقال موجهاً حديثه للفلسطينيين وفى نبرة متحدية إن «حماس ستفوز حتما فى المعركة مع إسرائيل فى غزة وفى كل مكان»، راهناً قبول الهدنة ووقف إطلاق الصواريخ بوقف «حرب الإبادة المجنونة» وإنهاء الحصار وفتح المعابر.