عندما أطلق الحكم النرويجي تيريجي صفارته معلنا بدءمباراة النهائي لبطولة دوري ابطال اوروبا علي استاد دي فراسن بالعاصمة الفرنسية باريس بين فريقي برشلونة الاسباني وارسنال الانجليزي كانت هناك اقدام 16 لاعبا من اجمالي 22 لاعبا داخل المستطيل الاخضر تستعد لخوض نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا.. وقبل ثلاثة اسابيع فقط علي انطلاق كأس العالم شهد استاد العاصمة الفرنسية اختبارا رائعا للعديد من النجوم الكبار المنتظر ان يستحوذوا علي الاهتمام الاكبر من الجماهير ووسائل الاعلام خلال بطولة كأس العالم بألمانيا. لكن ليس من السهل تقييم لاعب مثل الالماني الدولي ينز ليمان حارس مرمي ارسنال الذي يطرد بعد 18 دقيقة فقط من بداية المباراة.. ورغم تصديه لتسديدتين قويتين من الفرنسي لودوفيكي جيولي والبرتغالي ديكو نجمي برشلونة في بداية المباراة مما جعل الجميع يعتقدون بأن هذا الحارس اكتسب ثقة كبيرة من اختياره كحارس اول للمنتخب الالماني في مونديال 2006 وبالتالي قدم هذا المستوي الرائع في الدقائق الاولي.. ولكن ليمان لم يستمر طويلا في الملعب وطرد بعد عرقلة واضحة للكاميروني صامويل ايتو هداف برشلونة المفنرد به تماما. وعلي مدار فترات طويلة في المباراة بدا وكأن المهاجم الفرنسي الدولي تييري هنري نجم ارسنال وهدافه لن يجد الطريق الي الشباك بسبب الرقابة اللصيقة المفروضة عليه من المدافع الاسباني الدولي كارلوس بيويل والتي ظلت علي ما هي عليه الي منتصف الشوط الثاني تقريبا ولكن المهاجم الفرنسي الدولي المتألق نجح في التفوق علي بيويل في نهاية المباراة وتحرك في الملعب كما يحلو له.. ولكن قد يكون الارهاق بعد هذا الموسم الطويل والشاق هو السبب في تراجع مستوي بيويل في نهاية المباراة وبالتالي سيختلف الوضع في كأس العالم بعد حصول اللاعب علي نحو اسبوعين من الراحة خلال الفترة الحالية. علي الرغم من الفعالية التي يتميز بها المدافع المكسيكي الدولي رافييل ماركيز في التعامل مع الكرة الا انه عاني من مشاكل حقيقية في خط دفاع برشلونة بسبب تحركات هنري الدائبة وكاد يتسبب في مشكلة حقيقية في الدقيقة الثالثة ولكن حارس مرماه تصدي لتسديدة هنري وانقذ الموقف.. ومثلما كان الحال بالنسبة لبيويل اخطأ ماركيز عندما سمح للاعبي ارسنال بالسقوط خلفه كثيرا في الشوط الثاني مما هدد مرمي برشلونة. جيوفاني الهولندي ومع تميز الهولندي جيوفاني فان برونكهروست مدافع برشلونة في الهجمات المرتدة السريعة لم يعد هذا اللاعب مدافعا عاديا وإنما تظهر رغبته الدائمة في الهجوم حيث ينطلق دائما من موقعه في مركز الظهير الايسر ليلعب دورا هجوميا ولذلك سيكون هذا اللاعب مكسبا كبيرا للمنتخب الهولندي بقيادة المدير الفني ماركو فان باستن نظرا لانه سيكون دائب النشاط والحيوية طوال المباريات التي يخوضها مع المنتخب الهولندي في مونديال 2006. كذلك سيجد المنتخب الايفواري في اللاعب ايمانويل ايبوي واحدا من افضل اللاعبين في العالم في مركز الظهير الايمن حيث يتميز بالاصرار والتألق الخططي. وقد ترك هذا اللاعب انطباعا رائعا علي استاد دي فرانس بعد ان تألق مع ارسنال.. وسيشكل هذا اللاعب ثنائيا رائعا مع مواطنه وزميله في ارسنال كولو توريه الذي تألق ايضا في هذه المباراة ومن المنتظر ان يقدما عروضا رائعة مع افيال كوت ديفوار في مونديال ألمانيا نظرا للتفاهم الشديد بينهما والانسجام الواضح في الملعب وخارجه. كول واصابته واذا كان ارسنال قد نجح في الفوز بالمباراة واللقب فإن سول كامبل كان سيصبح الاكثر سعادة بل انه كان سيتحول الي بطل بعد ان سجل هدف ارسنال الوحيد في هذه المباراة بضربة رأس لدي تقدمه في احدي الكرات.. وعلي الرغم من ذلك سيكون اللاعب بحاجة الي بذل مزيد من الجهد ليقنع السويدي زفن جوران اريكسون المدير الفني للمنتخب الانجليزي باختياره في التشكيل الاساسي للفريق علي حساب احد قلبي الدفاع ريو فيرديناند وجون تيري. علي الرغم من الاصابات التي ابعدت اشلي كول نجم المنتخب الانجليزي وفريق ارسنال علي مدار فترات طويلة في الموسم المنقضي نجح اللاعب في استعادة رونقه وبريقه في هذا المباراة من خلال التمركز الجيد في الملعب والحد من انطلاقات جيولي في المباراة بالاضافة الي صراعه علي الكرة مع اي لاعب ينجح في خطف الكرة منه.. وكان الخطأ الوحيد منه هو ان ترك الفرصة امام بيليتي لتسجيل هدف الفوز في المباراة. وقد يكون البرازيلي ادميلسون نجم برشلونة قد لعب نصف المباراة فقط ولكنه ظهر بمستوي رائع خططيا ومهاريا علي مدار 45 دقيقة.. وبعد ان تحمل اللاعب موسما عصيبا في عام 2004 بسبب الاصابة في الركبة عاد اللاعب الي مستواه العالي. وقد تكون مصادفة ولكنها حقيقية.. وقع اللاعب الهولندي مارك فان بوميل في الخطأ كثيرا في هذه المباراة النهائية وكان عاملا مشتركا في أسوأ المواقف التي تعرض لها برشلونة في هذه المباراة ولم يكن مؤثرا في المباراة حتي خرج في الدقيقة 61 من المباراة.. ولكن من المنتظر ان يظهر اللاعب بشكل افضل مع منتخب هولندا الذي يلعب بطريقة 4-3-3 تحت قيادة فان باستن. ديكو ودوره المؤثر في المقابل لعب البرتغالي ديكو دورا مؤثرا وساهم في الهجوم الذي قاد فريق برشلونة للفوز ومن المنتظر ان يكون هذا اللاعب البرازيلي الاصل دافعا قويا للمنتخب البرتغالي "برازيل اوروبا" في مونديال المانيا. اما زميله الاسباني اندريس انييستا الذي حل مكان ادميلسون في الشوط الثاني فقد اضفي عنصر اللمسة الجميلة علي وسط الملعب وكان من العناصر المؤثرة في تحقيق الفوز ولذلك سيكون هذا اللاعب الشاب مصدر اطمئنان للمدرب لويس اراجونيس المدير الفني للفريق الاسباني في مونديال 2006. وتألق ايضا في المباراة النهائية لدوري الابطال اللاعب البرازيلي جيلبرتو سيلفا نجم خط الوسط المدافع بفريق ارسنال حيث خطف العديد من الكرات من لاعبي برشلونة واهداها لزملائه علي طبق من ذهب ولكنه بدا مجهدا في نهاية المباراة ويحتاج الي الراحة لاستعادة نشاطه قبل كأس العالم. من الصعب الحكم علي مستوي السويدي فريدريك ليونجبرج مثلما هو الحال بالنسبة لزميله حارس المرمي ليمان فقد ادي سحب الفرنسي روبير بيرس من الملعب لتغييره بحارس المرمي البديل لارسنال بعد طرد ليمان الي تغيير مكهام ليونجبرج في الملعب واختلاف موضع تمركزه وبالتالي يصعب الحكم عليه رغم تألقه في الهجمات المرتدة التي اعتمد عليها الفريق في الشوط الثاني بفضل سرعته. الوضع يختلف ومن بين اللاعبين الذين لم يظهروا بالمستوي المتوقع منهم في هذه المباراة كان الاسباني سيتش فابريجاس نجم ارسنال ولكن من المؤكد ان الوضع سيختلف بالنسبة له في الفترة المقبلة خاصة وانه يمثل عنصرا اساسيا يعتمد عليه اراجونيس مدرب منتخب اسبانيا في مونديال 2006 . ولا خلاف علي ان البرازيلي رونالدينيو وزميله السويدي هنريك لارسن الذي لعب لمدة نصف ساعة فقط قد لعبا دورا كبيرا في فوز الفريق الاسباني في نهاية المباراة وسيكونا عونا كبيرا لمنتخبي بلادهما في مونديال 2006. اما بالنسبة للمهاجم الفرنسي الدولي تييري هنري فقد ظهر كالعادة بمستوي رائع ولكنه في نفس الوقت اثار الخوف في نفوس الفرنسيين من امكانية تكرار مأساة مونديال 2002 التي لم يهز فيها شباك المنافسين ليخرج الديوك الفرنسية صفر اليدين من الشوط الاول.