من حق المجانين والمرضي النفسيين أن يطالبوا بنقابة خاصة بهم، فهم في أشد الحاجة لمن يمثلهم ويدافع عنهم ويوحدهم ويجمعهم تحت مظلة حماية قانونية تجنبهم كل ما يتعرضون له من ظلم، وتضمن لهم احترامهم بعدما واجهوا مخاطر تهددهم في كل مكان وزمان، فلم يكف المجتمع أن يعتبرهم من المنبوذين وإنما زاد علي ذلك آلاما أخري تقع عليهم، فحالهم أصبح يبكي بدلا من الدموع دما.. فهم أشبه إلي صيد وللأسف الصياد لا يرحم مستغلا كل أسباب ضعفهم. إذا عاشوا وسط الأهل والناس نالوا من الاستهزاء والسخرية ما لا تتحمله الجبال واستخدمهم بعض من لا يرحمون كوسيلة للضحك، وإذا ذهبوا للاستشفاء في مصحة واجهوا معاملة لا آدمية ولا طبية وفي بعض الروايات والله أعلم هناك من يستخدمهم بغير ضمير كحقول تجارب لأدوية وأمصال جديدة والأشد والأغرب أن الدولة التي من المفترض أنها مسئولة عنهم تعتبرهم سبة وحملا تبحث عن التخلص منه، فهي لا تلقي لهم بالا فحسب الأرقام الرسمية المعلنة من وزارة الصحة حسب ما يسمونها وصل عدد المرضي النفسيين لنحو 4 ملايين مريض وما يوجد في مصر من مصحات وأماكن استشفاء لا يكفي عشر العشر من هذا الرقم، وأسعار الخاص منها نار لا يقدر عليها أحد من غالبية هذا الشعب ممن ينتشر فيهم المرضي النفسيون خاصة الحالات الخطرة مثل المجانين والفصام فلم يعد أمامهم بسبب قلة المصحات وعدم قدرتهم علي البقاء بين أهلهم سوي الشوارع يعانون فيها كل أنواع العذاب. يحتقرهم المارة ويخشون الاقتراب منهم، ولا أحد يسأل فيهم إلا عندما ترتكب جريمة ولا يجدون لها حلا، فالمجنون والمختل عقليا ومريض الفصام، كل هؤلاء يصلحون لسد خانة الفراغ في الجريمة، فهم في حالة غياب وعي وليس في مقدورهم الدفاع عن أنفسهم فهم لم يعودوا مطلوبين لإدخالهم مصحات وإنما هم مطلوبون جنائيا فقط لتلبيسهم جرائم هم منها براء مثل براءة الذئب من دم ابن يعقوب.. أعذروني سأغير المثل وأقول "براءة محمد علي من دم ضحايا شمس الدين". تخيلوا معي أن كل المجانين والمرضي بالفصام اجتمعوا وقرروا الانتقام لأنفسهم من الظلم وأنا هنا لا أسخر وإنما أتحدث بكل جد فحسب أرقام وزارة الصحة هناك 4 ملايين لو أن كل منهم قررا ارتكاب جريمة وقتل واحدا فقط، فالضحايا أربعة ملايين. تخيلوا لو أن عدد الخطرين منهم فقط عشرة آلاف وهذا هو أضعف الإيمان فالضحايا عشرة آلاف وهذا غير المصابين، فلماذا تنتظر عليهم وزارة الصحة ولماذا لم تعلن حالة الطوارئ ضد المجانين ومرضي الفصام؟ ولماذا ينام وزير الصحة في فيللته بالسادس من أكتوبر وجاره رئيس الوزراء وكذلك وزير الداخلية وفي بطونهم شادر بطيخ صيفي.. إلا إذا كانوا علي يقين أن المرضي النفسيين لا خطر منهم وإن كان منهم خطر فلا يتعدي التعرض لمواطن يمر من أمامهم وبمجرد أن يروا منه العين الحمراء يفرون من أمامه، فالمجانين في الغالب وكما علمت من أطباء جبناء وقلوبهم خفيفة جدا.. بالمعني الأدق أطفال يخافون من أقل شيء ولا يجرؤ أحد منهم علي ارتكاب نصف جريمة شمس الدين أو ربع ما حدث في كنائس الإسكندرية فكلنا نمر ونعيش بل وربما نتعامل مع مرضي نفسيين كل يوم ولم نشعر منهم بالخطر. ولا أعلم لماذا تصمت منظمات المجتمع المدني والمجلس القومي لحقوق الإنسان عن هذا الخطر الذي يهدد أكثر من 4 ملايين مواطن، هل لأنهم لا تأثير لهم ولن يحققوا لهم "الشو" المطلوب من هذه المنظمات، أم لأنهم ليس وراءهم خير فلا الدول المانحة ستمنح فلوسل علي برامج للمختلين ولا الدولة سترحب بتدخلهم. انتظر ردا من هذه المنظمات التي تتحرك لأن السيد فلان تم احتجازه في المطار لنصف ساعة ولا تتحرك لأن مواطان مصريا مظلوما يلبس جريمة في ثانية لأنه مريض. هناك جمعيات لحماية الحيوانات والرأفة بها، لكن المرضي النفسيين ليس وراءهم من يحميهم من تجاهل الدولة واستغلالها لمرضهم فيما ينفعها فقط ومن سخرية الناس واحتقارهم. ألم أقل في البداية إنه من حقهم نقابة تحميهم وأنا مستعد لأن أساعدهم في ذلك بكل ما أملك أنا وزملائي لمن يبكيهم حال هؤلاء الغلابة لكن علي المجانين أن يتحركوا ويتحدوا.