لا أعلم من أين أتي..؟ ومن يقف خلفه.. ومن يعبئه.. ويحركه.. بأفكار عنيفة مجنونة.. سرعان ما تنفجر مخلفة ضحاياها من الأبرياء..؟ وأقصد هنا.. المختل المحترف.. "والذي يستحق لقب المختل الخارق" حيث نراه.. دائما بطلا لفصل عبثي.. من مسرح اللامعقول.. ولأكثر من عملية اعتداء عنيفة شاذة في آن واحد.. وغالبا ما يقصد بها إخواني المصريين في الوطن.. وبلا تفرقة..!! مسلسل قميء.. ومحاولات متكررة.. لتدمير أواصر المودة والمحبة.. وإثارة الفتن بين إخوة عاشوا معا في هذا الوطن علي السراء والضراء منذ أكثر من 14 قرنا من الزمان..!! فكم من آيات كريمة توجه الخطاب للناس جميعا وليس لفئة بذاتها: (.. يا أيها الناس..) وردت أكثر من مائتي مرة في القرآن الكريم.. مؤكدة علي الروابط الإنسانية.. بين بني البشر.. والتي ترتب علينا واجبات وحقوقا نجدها مفصلة في كتب الشريعة والفقه والأخلاق. ولم يكتف المولي سبحانه وتعالي بهذا.. بل جاء الخطاب أيضا بلفظ (القوم) والذي ورد أكثر من ثلاثمائة مرة.. بالقرآن.. والمقصود بالقوم جموع الناس التي تربطهم علاقات التعايش في مكان واحد ولغة واحدة.. ومصالح مشتركة مع التأكيد علي لفظ الأخوة. فيقول عز وجل: (إنما المؤمنون إخوة).. وهي تشمل الجميع.. وهكذا فنحن إخوة.. طالما أنه لا يوجد ما يتعارض مع أمر الله وشريعته.. ونحن نلتقي مع كل الديانات السماوية علي كلمة سواء.. وهي التوحيد.. وقد أكدتها مواقف تاريخية.. منذ الهجرة الأولي لصحابة رسول الله إلي الحبشة.. وموقف النجاشي.. وحمايته لهم بحكم أنهم إخوة في الله.. ومرورا بمواقف تاريخية كثيرة من حماية المسلمين لإخوانهم المسيحيين.. في كل بقاع الأرض وليس في مصر فقط.. ويحضرني حديث لسماحة مفتي الديار السورية.. عن احتفال إقامة المسلمين في الجامع الأموي ضد الاستعمار الفرنسي.. وقف فارس الخوري خطيبا ليعلن علي الملأ.. "إن مبرر وجود فرنسا في سوريا هو حماية النصاري، وأنا نائب النصاري فارس خوري أطلب الحماية منكم أيها المسلمون، وأرفضها من فرنسا". وفي الأمس وقف إخواني المسيحيون معي في مواجهة من تطاولوا علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. برسوم مسيئة..!! والآن وقد وصلنا إلي مرحلة الوعي الإنساني.. والذي يصدم ويصطدم من لهم مصالح في تفتيت الأمم.. وهدفهم أن يظل العالم دائما ملتهبا.. وعلي صفيح ساخن..!! وحتي يمكن وقف هذا المسلسل الأخرق.. والذي لو ترك فسيكون دمارا علينا جميعا. لابد من وقفة من الجميع.. اليوم.. اليوم.. وليس غدا. لا أحد يختلف علي أن السلوك العام وصل إلي مرحلة من السلبية والتردي.. تستوجب علينا المكاشفة.. والمصارحة.. لأن في النفس شيئا.. ما!! فلا وقت للمجاملة.. وتناسي الواقع.. لنصحو للحظات علي أحداث مريرة متكررة.. وسرعان ما نعود إلي ثباتنا..!! وأعتقد أنه آن الأوان لكي يقوم المجتمع المدني بدوره.. بالعمل علي نشر الوعي وترسيخ القيم والتربية الصحيحة بين أفراد المجتمع.. وعلي الإعلام والمؤسسات الفكرية.. مراجعة أساليب التناول لأي مشاكل تواجه المجتمع ووضع الحلول التربوية والشفافة.. وبلا تزيد أو أهواء فالمسئولية قومية.. وفي حاجة ملحة.. لاستحضار وتنشيط كل حس وطني. وعلي أولي الأمر إعادة النظر في أساليب وطرق التعليم من الطفولة.. وضرورة مراجعة الخطاب الديني.. ووضع ضوابط لكل شيء في حياتنا والقوانين التي تحاسب وتعاقب كل من تسول له نفسه الخروج عن الضوابط.. فالخطر محدق بنا من جميع الاتجاهات خارجيا وداخليا.. فنحن مستهدفون وأمامنا أمثلة كثيرة علي الساحة.. فلننظر علي ما يحدث في العراق من مذابح بين أصحاب الدين الواحد.. حتي وصل الأمر إلي تأويل حديث من يتمني الصلاح للأمة.. وهو حديث الرئيس حسني مبارك لقناة العربية عن الشيعة..!! فعندما تصل الأمور إلي الهاوية فلن تجد أي ضوابط أو معايير..!! وهناك ما يحدث في لبنان.. وما يحدث في السودان.. وهناك الخلل الشامل في المنطقة بأكملها.. فلتكن وقفة.. اليوم.. وليس غدا.. لإنقاذنا من المختل المجهول..!!