كان الله في عون المهندس أمين أباظة وزير الزراعة، فقد تولي وزارة منقوعة في الفساد. كل يوم قضية شكل وكأن الانحراف عشش في أركانها، واذا لم يضع عينيه وسط رأسه فلن يفلت من الاتهامات والقيل والقال فالوزارة لم تعد تطيق الحياة بدون فساد والصحافة عينها عليها في الساقطة واللاقطة. ليس معني هذا ان ينسي الوزير همومه ومهامه الوزارية وينشغل بالفساد وخطط تطهير الوزارة منه لان هذا بالمصطلح الزراعي يحتاج ادخال الوزارة الحجر الصحي أو ابادتها وانشاء وزارة جديدة بشخوص جديدة والوزير لا يملك ذلك وقد جاءت رجله وخلاص كما ان الوزير السابق المهندس احمد الليثي وقع في "الخية" واعتقد ان محاربته للفساد المستشري في الوزارة ستكون الوسيلة الافضل لبقائه في الوزارة فنسي كل شيء زراعي واهتم بالفساد والفاسدين. كل يوم يقطع رقبة فاسد وفي النهاية لا انتهي الفساد ولا بقي الوزير. بل ذاق من نفس الكأس وبدأ الحديث عن فساد في عهد الليثي. الافضل امام المهندس أمين اباظة ان يركز في السياسة الزراعية وخطط الارتقاء بها واستصلاح المزيد من الاراضي والارتقاء بالسلالات الزراعية والثروة الحيوانية وكيف نحقق التنمية الزراعية التصديرية ويطور اداريا كيفما شاء لكن ينسي تماما قصة الفساد في وزارته ويتركها للاجهزة الرقابية. عليه ان يمارس مهامه وكأنه لم يسمع عن الفساد في الوزارة. وكأنها وزارة خضرة الشريفة وكل أهلها من الشرفاء، ويلتفت لمهامه كوزير امامه ملف خطير هو "أكل المصريين" والا فسيكون مصير الوزير غير معلوم وربما لا تخلو سيرته من الفساد. صحفي وإرهابي كان الله في عون الصحفيين في هذه البلد أيضا. اخرتهم في كل الأحوال السجن أو الفضيحة.. السجن لانهم يخالفون القانون بصريح العبارة واما الفضيحة باعتبارهم مرتشين ومرتزقة وأولاد ستين في سبعين وكل كلمة يكتبونها بثمنها. بصراحة لو كنا صحفيين بصحيح لقررنا التوقف عن العمل وعملنا اضراب يوم أو يومين واذا اقتضت الضرورة اضرابا طويل الأجل. فما يحدث حولنا لا يصلح معه الاعتراض فالواضح ان أصوات الصحفيين لم تعد مسموعة. وكل حقوقهم مهددة حتي الوعد الرئاسي بالغاء الحبس في جرائم الرأي تحاك حوله المؤتمرات لاجهاضه وتحويره. والغريب ان الصحفيين مكتوب عليهم ان يقفوا مع الجميع وفي أزمتهم ومطالبهم لا يجدون من يقف بجوارهم باعتبارهم من سييء السمعة وأبواقا مأجورة. فالجميع يعلمون ان الحبس لن يلغي واذا الغي فسوف توضع بدلاً منه غرامة تجعل الصحفيين يترحمون ألف مرة علي أيام الحبس ويجاهدون من أجل أن تعود. ورغم ذلك لا أحد يتحرك أو يقول ان الصحفيين لعبوا دوراً مؤثرا في كشف الكثير من قضايا الفساد في السنوات الماضية وكان لهم دور كذلك في مطالب الاصلاح والاعلان عن الحركات الاصلاحية الجديدة، فقد ترك الجميع كل هذا وتذكروا فقط القلة من الصحفيين الذين يسيئون للمهنة ولزملائهم. آخر المؤامرات ضد الصحفيين الجزء في الاتفاقية العربية للارهاب والذي تضمن تجريم طبع أو نشر أو حيازة محررات أو مطبوعات أو تسجيلات أيا كان نوعها اذا كانت معدة للتوزيع أو لاطلاع الغير عليها. معني هذا بصريح العبارة ان أي صحفي أو اعلامي مع العلم ان أغلب من يعدون البرامج الان في المحطات والقنوات التليفزيونية صحفيون يضبط معه أي محرر أو شريط يكشف خطة أو معلومة. خطاب أو بيان أو غير ذلك يخص جماعة ارهابية أو موصوفة بالارهاب يصبح في حكم المعاهدة التي اصبحت بقوة القانون إرهابيا وبالطبع لم يتردد مجلس الشعب في الموافقة علي هذا النص فهو سيكون حبل امن ضمن الحبال التي ستلف رقاب الصحفيين ومعهم الاعلاميين أيضا.. فالحكومات العربية لم تعد ناقصة صداع شرائط بن لادن والظواهري والزرقاوي الذي ظهر في المقدر جديد، وملعون أبو الاعلام أو السبق الصحفي طالما سيسبب دوشة ووجع دماغ للانظمة.. إلي متي سيظل الصحفيون هفية هذه البلد.. حقوقهم مهدرة.. قيمتهم في الحضيض.