مع بدء العد التنازلي للانتخابات المحلية التي تشهدها جنوب افريقيا في اول مارس المقبل بات الفقراء ورقة انتخابية رابحة في المعركة الانتخابية بالبلد الافريقي الذي احتفل قبل 11 عاما باجراء اول انتخابات ديمقراطية بعد تحرره من نظام الفصل العنصري. وقد عبرت حركة جديدة في احياء دربان الفقيرة عن احتجاجها باسم الملايين من سكان جنوب افريقيا الذين يعيشون في اكواخ او يشعرون بانهم منسيون من الحكومة بعد 11 سنة علي اول انتخابات ديموقراطية في هذا البلد. وجمعية اباهلالي باسي مجوندولو (سكان الاحياء الفقيرة بلغة الزولو) هي ابرز منظمة منبثقة عن "المنشآت غير الرسمية" الموجودة في ضواحي كافة مدن جنوب افريقيا، التي تتألف من اكواخ مبنية من صفيح وخشب وورق مقوي. وسلطت الاضواء علي زعيم الحركة سبو زيكودي (30 سنة) في نوفمبر عندما نشرت الصحف رسالة مفتوحة وصف فيها باسلوب مثير الحياة اليومية لافقر الفقراء في بلد يعتبر اكبر قوة اقتصادية في القارة الافريقية. وكتب سبو زيكودي "لا يمكنك ان تستريح في الاكواخ ابدا"، مضيفا ان مجرد "حلول الليل يشكل تحديا جديدا". واوضح ان "الليل مبدئيا للاستراحة لكن سكان الاكواخ يبدون تخوفا علي حياتهم. لا يمكنكم تصور حجم الفئران التي تجري فوق رؤوس الرضع". ويتهم زيكودي المقيم في كوخ منذ عشر سنوات واب لاربعة اطفال، المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم منذ الانتخابات المتعددة الاعراق في 1994، بالخيانة. وكتب بلهجة هادئة انه "علي المؤتمر الوطني الافريقي ان يستخدم السلطة التي اعطيناها له للوفاء بالتزاماته". ومنذ انطلاق الحركة قبل تسعة اشهر نظمت خمس تظاهرات جمعت الاف الاشخاص بينما شارك زيكودي في حوار متلفز مع وزير المجموعات المحلية سيدني موفومدي. واوضح ريتشارد بتهاوس من مركز الابحاث حول المجتمع المدني في جامعة كوازولو ناتال ان "اباهلالي اليوم اكبر حركة انشأها اشد الفقراء فقرا وهم الذين يشرفون علي تنظيمها وتسييرها بانفسهم". لكن زيكودي يعتبر النتيجة "فشلا" ما لم يتم التوصل الي تحسين ملموس للوضع ميدانيا. واوضح "نطالب بالماء والكهرباء والمنشآت الصحية والارض والسكن". ويري وانديلي نداندا (23 سنة) الذي شارك في التظاهرات التي نظمتها اباهلالي ان حكومة المؤتمر الوطني الافريقي "بطيئة جدا". واضاف "رفعنا هؤلاء الناس الي سدة الحكم واليوم يرفضون اعطاءنا منازل". وتشير هلينغيوي سوسيبا التي كانت جالسة قرب اثنين من اطفالها الاربعة، مشيرة بيدها الي سقف كوخها المليء بالثقوب، "عندما تسقط الامطار تدخل المياه الي الداخل ويصاب الاطفال والرضع بالبرد وبعدة اشياء اخري". وتشكل الحرائق الشغل الشاغل للعديد من سكان الاكواخ حيث الشموع هي الوسيلة الوحيدة للانارة. وخسرت بيمكي مكسينما مؤخرا القليل مما كانت تملكه في حريق نجا منه طفلاها واحد في سنته الاولي والاخر في الخامسة خلافا للطفل مهيلينغي خومالو الصغير الذي قضي في حريق اخر الشهر الماضي في واحدة من مدن الصفيح لم يتجاوز عمره السنة. واكد سكان هذه الاحياء مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في الاول من مارس عزمهم علي رفع اصواتهم كما اوضح زيكودي الذي كان يرتدي قميصا احمر كتب عليه "بدون ارض ولا منزل لا نمنح صوتنا".