تعرضت الولاياتالمتحدة لحالة من فقدان الثقة والمصداقية علي مستوي العالم واذا استمرت في هذا الأمر لما استطاعت ان ترفع رأسها في وجه العالم بعد ذلك. في الفترة بين 8 نوفمبر وحتي 20 نوفمبر 2004، نفذت القوات الأمريكية عملية عسكرية من اشرس العمليات عرفت بعملية "الشبح الغاضب"، وعرفت كذلك بمعركة الفلوجة. لقد كان قتالا عنيفا من اجل اعادة السيطرة علي مدينة بها 250.000 نسمة تقع علي بعد 35 ميلا غرب بغداد. وبعد اسابيع انتقدت وزارة الخارجية في تقرير صحفي لها "التضليل الاعلامي" في تقارير متفرقة من خلال وسائل اعلام خارجية حول بعض انواع الأسلحة التي استخدمت في الفلوجة،والتي من بينها مادة كيماوية شديدة الاشتعال تعرف بالفوسفور الأبيض. قال التقرير الذي نشر في 9 ديسمبر أن قنابل الفوسفور قد استخدمت بشكل ضئيل من اجل اغراض الاضاءة الليلية. لقد اطلقت في الهواء لكي تضيء مواقع العدو بالليل، ولم تستخدم ضد مقاتلي العدو. كل هذا كان كذبا وتضليلا من قبل الادارة. " ان بعض نيران المدفعية اطلقت الفوسفور الأبيض الذي احدث شعلة هائلة من النيران لايمكن اطفاؤها بالماء"، هذا ما اوردته صحيفة الواشنطن بوست من الفلوجة خلال المعركة. وذكرت المقاومة انها هوجمت بمادة تذيب جلودهم وهو الأمر الذي لايحدث الا من خلال حرق مادة الفوسفورالأبيض". كما اكد احد الأطباء في مستشفي مجاور ان بعض "جثث المقاومة كانت ذائبة تماما". لم تكن هذه هي المرة الأولي التي تستخدم فيها القوات الأمريكية الفوسفور الأبيض ضد اهداف بشرية في الفلوجة. وخلال عملية نفذتها في ابريل 2004 والتي تمت بناء علي اوامر من واشنطن، كانت الشركات المتخصصة في قذائف الهاون تقوم بشكل روتيني بتغيير رؤوس الفوسفور الأبيض برؤوس المتفجرات التقليدية. وفي 10 ابريل كتبت دارين مورتنسون في مجلة نورث كاونتي تايمز ، كاليفورنيا، انها رأت جنودا يلقون بخليط من الفوسفور الأبيض وبعض المتفجرات علي سلسلة من المباني التي كان يختبئ بها افراد المقاومة. وكان مورتنسون والمصور هاين بالمور يسافران مع المارينز من معسكر بندلتون. ان الأمريكيين بطبيعتهم متفائلون وواضحون. ان اكبر مفخرة لنا هي تلك الثقة التي اوشكنا علي فقدانها. ولكن يبدو ان هذه الادارة قد تخلت عن أي ادعاء شرعي لصالح الشك. انها لاتعبأ ما اذا كان هذا نتيجة الحقد والضغينة ، وعدم الكفاءة، أم انه مزيج من كليهما. بسبب ادارة بوش، مايمكن ان تقوله امريكا للعالم لم يعد يمثل أي مصداقية. وقد يستغرق هذا الأمر اجيالا بأكملها حتي ينصلح ما دمرته الادارة. "سانت لويس بوست ديسباتش"