كلية الطب البيطري جامعة بنها معظم المواد المخدرة لابد وأن تحتوي علي الأفيون أوالحشيش أوالهيروين أو نبات الكوكا ومن شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة لها أي تؤدي إلي حالة من التعود أو الإدمان. إن مشكلة تعاطي المخدرات وإدمانها من أكثر المشكلات الاجتماعية خطورة ولها تأثير قوي علي تقدم أي مجتمع كماً وكيفاً، وتستنفذ هذه المشكلات معظم طاقات الفرد والمجتمع وإمكانياتهما، وتعتبر مشكلة تعاطي العقاقير المخدرة بأنواعها العديد من الظواهر الخطيرة التي تجتاح دول العالم في عصرنا الحالي. مشكلة المخدرات بشكل عام من أعقد المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي في الوقت الراهن وهي ليست أقل خطورة من مشكلة الإرهاب، ولا يكاد يفلت منها أي مجتمع سواء كان متقدماً أو نامياً. وتكمن أهمية هذه المشكلة في أنها تمس حياة المدمن الشخصية والاجتماعية من جميع الجوانب سواء كان ذلك يتمثل في صورته أمام نفسه أو بينه وبين أفراد أسرته، وتتمثل أهمية المشكلة بالنسبة للمجتمع في أنها تحيط به وتمسه من جميع الجوانب الرئيسية، وأوضح هذه الجوانب هو أمن المجتمع واستقراره، حيث أدي انتشار الإدمان إلي زيادة نسبة الجرائم والعنف مثل السطو المسلح والسرقة وغيرهما من الجرائم التي تحدث أغلبها تحت تأثير الإدمان. ويعتبر الإدمان حالة تعلق أو اعتماد شديد من جانب الشخص علي تناول مادة ما بغرض إحداث تغيرات نفسية من خلال تأثير هذه المادة علي الجهاز العصبي، ولبعض هذه المواد خاصية التدخل في كيميائية الجسم حيث يعتادها الجسم ولا يعود قادراً علي الاستغناء عنها. فالإدمان محصلة لعوامل مركبة بعضها فسيولوجي والآخر سيكولوجي اجتماعي. ونجد أن المدمنين يشتركون في معاناتهم من اضطرابات الاتصال علي مختلف الصور. فمواد الإدمان تؤثر أولاً علي وعي المدمن وحواسه مما يؤدي إلي اضطراب اتصاله بالواقع والآخرين، كما أن تأثير المواد المخدرة علي صعيد الجهاز العصبي ينعكس باضطراب إحساس المدمن بذاته وجسده والعالم الخارجي، هذا الاضطراب يوجد علاقة مضطربة بين المدمن، والواقع بدءاً من اضطراب احساسه بالوقت وصولا إلي اضطراب اتصاله بالواقع والآخرين. والمادة المخدرة هي العنصر أو المركب أو المحلول المحتوي علي الأفيون أو الحشيش أو الكوكا أو الهيروين بنسبة خاصة يكون من شأنها أن تفتر الجسم أو العقل أو تهيج الشعور، ذلك لأن معظم المواد المخدرة لابد وأن تحتوي علي الأفيون أوالحشيش أوالهيروين أو نبات الكوكا ومن شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة لها أي تؤدي إلي حالة من التعود أو الإدمان. وثمة تعريفان للمخدر: .تعريف علمي، وتعريف قانوني. أما التعريف العلمي: فالمخدر مادة كيميائية تسبب النعاس أو النوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم.. وكلمة مخدر ترجمعة لكلمة Narcotic المشتقة من الإغريقية Narkosis التي تعني مخدر أو يجعل الفرد مخدراً. وأما التعريف القانوني: فالمخدرات مجموعة من المواد تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، ويحظر تداولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له ذلك. وعرَّفت منظمة الصحة العالمية المخدرات بأنها أي مواد يتعاطاها الكائن الحي بحيث قد تعدل وظيفة أو أكثر من الوظائف الحيوية. ولا أحد بمنأي عن الوقوع في فخ التجربة لكن الإنسان الذكي هو الذي يتعلم من خطئه كي لا يكرره، أو الذي لا يحذو حذو الآخرين وينجرف في تيار الفساد. فهو الذي يعرف أن يميز بين ما سوف ينفعه وينتشله من حالة الضغط التي يمر بها، وبين ما يمكن أن يؤدي إلي عواقب لا تحمد عقباها. فالإدمان آفة اجتماعية نفسية وحتي جسدية، وهي حالة مرضية تمنع الشخص من السيطرة علي زمام الأمور في حياته الشخصية والعائلية والعملية والاجتماعية والمهنية، فهو يدمر كل شيء رويداً رويداً وما يلبث أن يجد المرء نفسه في الحضيض لذلك يجب محاذرة الوقوع في هذه المصيدة التي يخال المرء أنه يهرب بواستطها من مشكلة معينة.