لا أكون مبالغاً إذا قلت إن هناك حالة من .هبل. الاعلانات تسيطر علي القنوات الفضائية.. وشاشات التليفزيون. هل شاهدت الاعلان الخاص باحدي .المقرمشات. الذي يقول فيه المذيع .طعم يخبطك من أول قطمة. ثم تري فتاة بعد تناولها لهذه المقرمشات تصطدم بأخري وتسقطها من النافذة في حمام سباحة.. وآخر يصطدم بشاب ويسقطه من الأدوار العليا وكأن هذه المقرمشات يؤدي تناولها إلي .تخبيط. الناس في بعضها وسقوطهم من الأدوار العليا. هل شاهدت الاعلان الذي وصل إلي حالة من قلة الأدب وخدش الحياء.. وهو إعلان عن بعض أنواع .البون بوني. الذي تقول فيه امرأة لزوجها أو أحد جيرانها .ادخل جوه يا راجل يا ناقص. اعتقادا منها أنه .يبصبص. للفتاة التي وافقت علي الزواج من خطيبها لأنه أحضر لها علبة بون بوني!! ولم يحضر لها شبكة ولا مهراً. هل شاهدت وسمعت الاعلان الذي يقول: انت مش انت.. وأنت جعان.. وفيه يتم استبدال امرأة ضعيفة برجل قوي بمجرد أن هذه المرأة قد تناولت نوع الحلوي المراد الاعلان عنها وذلك في سذاجة متناهية واستخفاف كامل بعقول المشاهدين واستهتار تام بتفكيرهم. هل شاهدت وسمعت الاعلان الذي يدعو للعدوانية وهو اعلان عن أحد السخانات يقوم فيه أحد طيور البطريق بحرق زملائه في ماء يغلي بواسطة هذا السخان. هل شاهدت وسمعت الاعلان ذا الايحاءات الجنسية التي تدعو للفجور وهو اعلان عن احدي السيارات التي تثير إعجاب إحدي الفتيات فإذا بالشاب الذي يقود هذه السيارة يقول لهذه الفتاة: .شوفتيها من جوه؟. وكأنه يدعوها لتجالسه في السيارة أو بمعني آخر في داخل هذه السيارة.. في تلميحات مرفوضة. هل شاهدت وسمعت الاعلان الذي يتكلم فيه أحد الأشخاص.. أو إحدي الفتيات كلاماً عبيطا غير مفهوم وبمجرد أن يتناول العصير المراد الإعلان عنه يتكلم كلاما طبيعيا. هل شاهدت وسمعت اعلانات .هوجة البطاطس. التي تدعو احداها كل واحد منا لأن يضلع نفسه.. وبعضها الآخر .هيولعها نار. وبعضها الآخر يتربص بشخص يدعي .نشأت. وبعضها الآخر يتسبب في تمزيق شورت أحد لاعبي كرة القدم والبعض الآخر يقضي علي تشويش جوع البطن و..و..و.. ينبغي علي القائمين علي صناعة الإعلان في مصر أن يعلموا أن مثل هذه الصناعة تقوم أساساً علي مبادئ أخلاقية.. ولها آداب مهنة.. وميثاق شرف إعلاني.. والإعلان الحقيقي رسالة قبل أن يكون وسيلة للكسب والربح وحسابات العمولات.. فليس اعلانا ذلك الذي يدعو للفجور أو يقوم علي الخلاعة والعري.. وليس إعلانا ذلك الذي يقوم علي النصب والضحك علي الناس وخداعهم وبيع السمك لهم داخل الماء.. وأحسن إعلان وأفضل الإعلان الذي ينقل الحقيقة.. هو الإعلان الذي يجعل السلعة ذاتها بجودتها وقامتها وقيمتها تتحدث عن نفسها وتثبت صدق ما أعلنه الإعلان عنها. ليس الإعلان سذاجة.. أو تفاهة.. أو مجرد رسوم متحركة أو أفلام .لايف. الإعلان صناعة.. وصناعة راقية.. لها أصولها ومبادئها وتباً لأولئك الذين يهبطون بهذه الصناعة للدرك الأسفل من التفاهة وسوء الخلق وعدم العلمية والمنطقية. رب إعلان بسيط حقق الكثير ورب حملة إعلانية موسعة قادت السلعة المراد الإعلان عنها إلي سوء المصير. ليت القائمين علي صناعة الإعلان في مصر لا يقدمون لنا إعلانات تافهة.. تستخف بعقولنا.. تضحك علينا.. تبيع الوهم لنا.. تخدعنا تخدش حياءنا.. تجعلنا نذوب خجلاً مع أبنائنا. الإعلان يدخل كل بيت بلا استئذان.. لذلك ينبغي أن يكون علي المستوي اللائق لدخول البيوت ومخاطبة العائلات بمن فيها من أولاد وبنات. الإعلان الحقيقي إنارة قبل الإثارة ونصيحة قبل الفضيحة.