جميع الوزراء الذين رشحوا أنفسهم في انتخابات مجلس الشعب.. فازوا من الجولة الأولي التي حصد فيها الحزب الوطني حوالي مائة مقعد بينما حصلت المعارضة علي 6 فقط.. وخرجت المحظورة في الجولة الأولي من المولد بلا حمص.. وحصيلتها صفر. لم يكن غريباً.. أن يحصل الحزب الوطني علي الأغلبية الكاسحة.. لدقة تنظيمه وخططه.. وتواجد قواعده في مختلف المحافظات واستعداده المبكر لخوض تلك المعركة العنيفة التي حدثت بها اشتباكات ومصادمات في العديد من الدوائر.. وهو ما كان متوقعاً. حدثت تجاوزات.. ولكن تلك التجاوزات كانت واردة.. ويعيها كل الأطراف.. سواء كانوا من مرشحي الوطني أو الوفد أو الأحزاب والتيارات السياسية الأخري.. لذلك لم تؤد لإفساد الصراع الانتخابي.. أو حلبة المنافسة الشرسة.. فقد نجحت الشرطة في احتواء بعض المشاكل والابتعاد عن استخدام العنف المضاد لأية عمليات استفزازية.. لإدراكها أن الرد علي أعمال بلطجة أو عنف باستخدام القوة قد يفسد العملية الانتخابية وهو ما كانت تسعي بعض القوي والتيارات لتحقيقه خاصة الجماعة المحظورة.. فالشرطة تعاملت بالقانون والحكمة في مواجهة التجاوزات مؤكدة استفادتها من التجارب الماضية وتركيز جهودها في حفظ الأمن والنظام وحماية أرواح الناس. الانتخابات شهدت بعض أعمال بلطجة وعنف وحالات تزوير أو محاولات لفرض السيطرة علي الصناديق أو تسويد البطاقات في بعض اللجان.. ورغم ذلك تعد هذه الانتخابات الجارية تجربة ناجحة.. وأكثر نزاهة وشفافية وحيادية من الانتخابات السابقة.. وأكثر جاذبية أيضاً للشباب الذي وجد أن هناك فرصة حقيقية للمشاركة الإيجابية في اختيار مرشحيه. قواعد الحزب الوطني وكوادره في مختلف المحافظات لا ريب.. هي الأكثر.. ولها الغلبة بشكل عام ولكن هناك كوادر حزبية أخري معارضة لديها التواصل مع الناس وقدمت خدمات للمواطنين.. وهذه الفئة حققت نجاحاً.. ولم تنسها الجماهير.. فساندتها في هذه المعركة.. ولكن يبدو أن فشل ممثلي الجماعة المحظورة أو التنظيم غير الشرعي الذي يخلط الدين بالسياسة.. ويمارس أعمالاً سياسية تدخل في اختصاص الأحزاب.. نتج لاحساس الناس بأنهم كرسوا جهودهم لمآرب خاصة.. وأهداف لا تخدم المواطنين.. وإنما أغراض سياسية تستفيد منها جهات خارجية تسعي دوماً لتشويه مصر.. وتحرص علي زعزعة أمنها واستقرارها. عموماً.. الكرة مازالت في الملعب.. والمعركة لم تنته بعد.. وهناك جولة الإعادة يوم الأحد المقبل.. ونأمل أن يختار الناخبون أفضل وأصلح العناصر التي تستطيع القيام بأداء واجبها البرلماني في الرقابة والتشريع.. وخدمة المواطنين والوطن. لقد نجح الوزراء في الانتخابات.. ولكن هذا لا يمنع من ضرورة محاسبتهم عندما يخطئون.. تحت قبة البرلمان.