يعاني شبابنا اولادا وبناتا من كارثة تهدد صحتهم كارثة صنعتها يد التلوث الهواء والماء والغذاء وكلنا يعلم كيف يتلوث الهواء والماء. أما الغذاء فالاسباب لاتعد ولاتحصي لأن الدجاج الابيض والذي يتم حقنه بالهرمونات لينمو سريعا حول شبابنا الي اشباه رجال.. اجساد مترهلة عظام ضعيفة تطغي عليهم علامات الانوثة الصوت ناعم والجسد الممتليء نحو الخصر والصدر والارداف.. اما الفتيات فمعظمهن يعانين من نسبة زيادة هرمون الذكورة مما يتسبب في نمو الشعر في الوجه والذقن وباقي مناطق الجسم بصورة تسبب لهن حرجا بالغا، وآلاما نفسية شديدة.. والعلم.. لم يتوصل حتي الان لوسيلة للقضاء علي الشعر الزائد باستثناء بعض الاجهزة التي تؤخر فقط من نموه لكنها لاتقضي عليه نهائيا. نسبة كبيرة ايضا يعانين من تكيس المبايض.. هذا المرض الذي استشري في العقود الاخيرة مما يعوق الحمل والانجاب والسؤال من المسئول عن ضعف البنية وزيادة حالات التقزم بين الشباب والفتيات، الشباب الذي نضع فيه الآمال والطموحات لنهضة الامة ومستقبلها الاجيال الجديدة خاملة لاتستطيع المقاومة لاتصلح ان تقوم بالاعمال الصعبة.. اذن من سيحمي الوطن ويدافع عنه ومن سيعمر الارض ويبنيها? ان العديد من الاطباء المتخصصين يرون ان تلك الهرمونات بالغة الخطورة وتهدد صحة من يتناولها. وزاد علينا من يقوم ايضا بحقن الدجاج بالماء في مشهد يثير الغثيان والتقزز ليتسبب في تسمم المصريين كل ذلك من اجل زيادة وزن الدجاج وزيادة وهمية. إن تحقيق الربح بالغش والخداع علي حساب صحة الشعب المصري لجريمة كبري، ان محاولة اصابة الشعب بالامراض المزمنة من الصعب علاجها خاصة مع زيادة معدل الفقر واذا كنا قد وضعنا يدنا علي هذه المشكلة وتأكدنا مما يهدد بقاءنا اصحاء فأين الحلول? لمثل هذه الازمات المتكررة والتي يكتظ بها المجتمع من اقصاه الي اقصاه.. اري انه لو تم تطبيق القانون الرادع علي احدهم لما سولت للآخرين انفسهم العبث بحصن الامان لمصرنا شبابنا الذي نضع فيه الآمال ولو تم تغليظ العقوبة علي كل من يسمم قوت المصريين لأصبح عبرة لمن لايعتبر. سنوات طويلة ونحن نعاني والمأساة تتكرر بشكل ينبئ عن اهمال وفساد كبيرين. وسؤال يطرح نفسه لمصلحة من مهادنة هؤلاء وغض الطرف عن الجرم المشهود الا يكفي القمح واللحم الفاسد، الفساد طال الادوية والمرضي يصرخون الا يكفينا المرض واوجاعه? لماذا لايتم الاعلان عن اسم المستوردين للغذاء الفاسد. وعن اسم المتاجر التي يضبط فيها اغذية منتهية الصلاحية ولاتصلح للاستخدام الآدمي والتي تقوم بعمليات غش وتضع ملصقات تخالف تواريخ انتهاء الصلاحية. كل ما نقرأه ونعلمه عن هؤلاء الفاسدين هو ما يشار اليهم بالاتي ضبط متجر كبير سوبر ماركت شهير احد رجال الاعمال، احد المستثمرين، وغيرها من المعلومات التي لاتفهم منها شيئا فلو تم الاعلان بوضوح لخسروا كل شيء عندما يتنبه المواطن ويمتنع مطلقا عن التعامل مع هؤلاء معدومي الضمير والاخلاق ولاننس انه منذ عدة سنوات تم غش لبن الاطفال ببدرة السيراميك وحينها اشير الي مصنع كبير بمدينة السادس من اكتوبر لكننا لم نعرف اسم المصنع. وربما تم الاشارة للفاسدين ببضعة حروف لم نفهم منها شيئا ايضا فكيف اذن يتم الردع? نحن في عرض مستمر علي مدار السنة وتتكرر المآسي واتذكر ايضا انه منذ عام تقريبا تم تدوير مخلفات المستشفيات من اجل تصنيع لعب الاطفال وانتاج المعالق والاطباق المستخدمة في مطاعم الوجبات الجاهزة ولانه لم يكن هناك الردع الكافي عدنا هذه الايام ليتم اعادة المأساة والضحية هو المجتمع الذي اصبح معتلا خاملا ضعيفا ونظرة سريعة علي المستشفيات وعيادات الاطباء لنري كيف يجلس المرضي علي السلالم وفي الطرقات وعلي الارصفة ينتظرون دورهم في العلاج مرضي يحملون الهموم والاوجاع من فقر وجهل ومرض نحن نؤمن بقضاء الله وقدره في السراء والضراء وكل ما نتعرض له في حياتنا علي الارض. انما لانؤمن بقتل الانسان لاخيه الانسان من اجل المنفعة الشخصية والثراء السريع الا يخشي الفاسدون من عقاب الله في الآخرة? وفي الدنيا أيضا? غالبية الشعب المصري يئن بصوت عال يتألمون من غياب الضمير وتعاليم الاديان فكيف تستقيم الحياة وكيف ننتج ونبدع في ظل تفشي سرطان الفساد من جشع وطمع وهل من المنطقي ان يموت الكل من اجل قلة تريد ان تعيش علي اشلاء الابرياء وشعب مريض وشباب متهالك لن يستطيع ان يشارك سياسيا او يصنع مستقبلا.