الخبراء السياسيون يجيبون: لماذا لا يوجه بن لادن تهديداته لإسرائيل؟ تحقيق فاتن زكريا ينطبق علي أسامة بن لادن زعيم ما يسمي القاعدة القول المأثور .أسد علينا وفي الحروب نعامة... لأن تاريخ بن لادن الدموي يؤكد أنه يستأسد علي الدول العربية وفي الوقت نفسه نعامة علي إسرائيل، وهو ما يدلل علي ما ذهب إليه الكثيرون بأن تنظيم القاعدة .فزاعة. تستخدم لخدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وبما أن مصر تمثل مكانتها وقامتها حجر الزاوية في منطقة الشرق الأوسط وأنها تمتلك جميع خيوط اللعبة، فإن الغرب يجد ضالته بمساعدة ما يسمي تنظيم القاعدة في المحاولات المستمرة لضرب استقرارها بالمؤامرات تارة وبقنابل بن لادن تارة أخري. الإرهاب ليس له وطن وآثاره تمتد إلي الجميع تهديدات القاعدة فرصة ذهبية لإعادة قراءة ملف الفتنة الطائفية في البداية يقول الدكتور إكرام بدر الدين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن هناك أصابع أجنبية وراء تهديدات القاعدة المستمرة لأن مصر تعيش في منطقة مليئة بالعديد من التغييرات والتحديات الإقليمية والدولية فضلاً عن أن هناك قوة تنظر بعدم الارتياح لدور المصري في المنطقة وتحاول أن تهدد استقرار مصر وتحاول أن توجه تهديدات لمصر، وبالتالي نستطيع أن ننظر إلي تهديدات القاعدة في هذا الإطار. ويؤكد بدر الدين أنها مؤامرة صهيونية تستهدف زعزعة الأمن القومي بمصر وإشعال نار الفتنة الطائفية وتهديد الوحدة الوطنية في مصر أو التماسك القومي، موضحاً أن أي محاولة تهدد استقرار مصر وراء أطراف أجنبية. قد تكون هذه الأطراف دولية أو اقليمية لها مصلحة في تهديد الاستقرار المصري ووحدتها الوطنية وهو ما يدفع المصريين لأن يكونوا أكثر تماسكاً وقدرة علي مواجهة هذه التحديات وأن يعملوا ضد المحاولات التي تبذل لزعزعة استقرارهم الوطني. ووصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة تهديدات القاعدة لكثير من الدول مثل اليمن ودول الخليج لتنتقل إلي مصر بالارهاب الذي ليس له وطن وموجه ضد الجميع، مضيفاً أن خطورة هذا العمل الارهابي يكمن في أن العمل الارهابي سيوجه ضد من؟! وبالتالي ينبغي علي أجهزة الدولة أن توعي المواطنين بالخطورة التي تمثلها القاعدة لأنها تشكل تهديداً للأمن القومي لمصر. تحت السطح الهدف ليس الكنائس المصرية وإنما الدولة المصرية ككيان.. تلك هي الكلمات التي بدأ بها الدكتور رفعت لكوشة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الاسكندرية مؤكداً أن القاعدة تهدد أماكن كثيرة ولكن فيما يتعلق بإرسال تهديدات لمصر تأتي في سياق حدث الفتنة الطائفية الذي يبدو شديد الارتباك بدرجة غير مسبوقة في تاريخ الوطن، وبالتالي في إطار هذا الارتباك تأتي تهديدات القاعدة بالاتفاق مع أطراف في الداخل المصري واتفاقاً مع أطراف إقليمية وصهيونية، ولكن هذا النوع من التهديدات يجد ممرات يتحرك فيها، هذه الممرات تتعلق بما تحت السطح أي المسألة الطائفية في مصر وليس ما هو معلن علي السطح. ويكمل لكوشة قائلاً: الهدف ليس الكنائس ولكن الدولة وضرب مرتكزات الدولة في مصر، موضحاً أن الأمر تجاوز من زعزعة أمن واستقرار مصر إلي ضرب مرتكزات الدولة، مؤكداً أن الهدف كله هو الدولة وإلي ما نقرأ القصة علي هذه الخلفية. نحن نقرأ في الاتجاه الخاطئ، واعتقد أنه مع تهديدات القاعدة قد تكون الفرصة مواتية لإعادة قراءة الملف .ملف المسألة الطائفية. بأثره وترتيب أوراقه. ويستطرد استاذ العلوم السياسية قائلاً: هناك حراك من القاعدة يحذر منه في اتجاه مصر، في تقديري هذا الحراك سيكون في مواقع بعينها مثل سيناء وأيضاً ربما في مواقع في الصحراء الغربية، موضحاً أن حراك القاعدة مرتبط باليمن فكان هناك تفسخات لهذا الحراك وبالتالي زحف التفتت للسودان، في طريقه للتفتيت إذن حراك الاتجاه يذهب لمصر ومن ثمة حراك القاعدة اتجه لمصر مرتبطاً بما يحدث الآن في اليمن طبقاً لنظرية سلسلة الجيواستراتيجية وبالتالي فهناك تدافعات حركة تفهم من ذبذبة التحركات في اليمن. ويضيف د. لكوشة أنه من الممكن جداً أن تكون التهديدات للكنائس بصرف النظر عن تهديدات أخري لمواقع قد تكون هي المقصودة بالفعل ليحدث تمركز أمني حول الكنائس لصرفها عن المواقع الأخري المقصورة وبالتالي بعض المناطق الأخري يستطيع الحركة فيها بحرية. ويشير استاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية إلي أن هذه التهديدات توضح أن هناك تصعيداً سريعاً جداً قبل أعياد الميلاد وتراشقاً في قضايا يتم فجأة الكشف عنها ثم التعامل معها بعدم عقلانية وفي هذه اللحظة عند توقيت اقتراب أعياد المسيحييين ثم في هذا التوقيت تأتي التهديدات، مشدداً علي أن هذه التهديدات ليست بالمصادفة ولكن الأمر يبدو أن هناك أجندة توقيتات تتجه إلي ضرب مرتكزات الدولة المصرية الذي هو الهدف الأخير للقاعدة، فعلي المستوي التكتيكي تأتي تهديدات القاعدة ضد الكنائس فيحدث تمركز أمني عليها وبهذا يحدث انسحاب أمني إلي مواقع قد لا تكون هي المستهدفة ومن هنا تبدأ القاعدة في تنفيذ مخطط استراتيية ضرب مرتكزات الدولة بحيث لا يمكن مستقبلاً استعادة هذه المرتكزات أو استعادة كيان الدولة، مشيراً إلي أن القضية ليست نظاماً سياسياً وإنما تدور المعركة حول الدولة كدولة وهذه هي المرحلة الجديدة في مستوي الصراع. ولفت لكوشة إلي أن توقيت تهديدات القاعدة لمصر جاءت نتيجة الأحداث التي سبقت علي الساحة من أحداث طائفية مؤكداً علي أن تهديدات القاعدة لمصر مركزية لأن مصر أحد مفاتيح القاعدة، موضحاً أن القاعدة تقدمت خطوات علي طريق خططها والسيطرة، وبالتالي موقع مصر في هذه اللحظة يساعد القاعدة علي تنفيذ خططها ومصر مطلوبة بشدة للقاعدة ومطلوبة غرباً وشرقاً، وبالتالي الحراك الذي يحدث من القاعدة باحتلالها وهذا هو المقصود حيث إن القاعدة موجودة في المغرب العربي ولها مكانات في الحزام الصحراوي هذا يكتمل بالتواجد في الصحراء الغربية علي الجانب الآخر القاعدة تعاني إشكاليات في باكستان وبالتالي هي محجوزة وراء الجبل في باكستان، ولا تستطيع أن تتجه إلي مياه البحر شرقاً إلا في اتجاه مصر، وبالتالي تصبح مصر مطلوبة للقاعدة هذا هو مدلول من الجانب الاستراتيجي بأن مصر لها أهمية كبري بالنسبة للقاعدة هذا بالإضافة إلي أن الحراك في الجناح الآسيوي العربي والمغرب العربي لابد أن يكتمل عند نقطة هي .مصر.. وألمح إلي أن هناك أطرافاً صهيونية تقف وراء تهديدات القاعدة، مشيراً إلي أن اسرائيل ليست بعيدة عن القاعدة وإنما تتعامل معها باعتبارها حيواناً بريا، وبالتالي فهي تقوم بترويض الحيوان لمصالحها وأيضاً هناك استثمار اسرائيلي للقاعدة تستطيع أن تفعل أي شيء وتنسبه للقاعدة. واختتم قائلاً: إذا كان الهدف هو الدولة بالنسبة للقاعدة فالحل يبدأ من بداية إعادة بناء الدولة وفتح ملف المسألة الطائفية بمكاشفة موضوعية تامة وفك تدخلات الالتباس لأن المسألة الطائفية في مصر فيها التباسات شديدة جداً وتحتاج لجهد في منتهي الذكاء لفك التباساته. في ذات السياق يؤكد النائب مصطفي شردي عضو مجلس الشعب أن مصر مستهدفة بشكل دائم قائلاً: إذا كانت القاعدة تعتقد أنها تخوف مصر وأنها ستتعامل مع المسيحيين بشكل غير لائق فهذا نوع من الارهاب، مشيراً إلي أن كثيراً من أفعال القاعدة تسيء للإسلام لأنها ليس لها علاقة بالدين. وشدد شردي علي أن مصر لن تسمح بهذه التجاوزات التي هدفها زعزعة الاستقرار المصري.