في أواخر القرن الماضي تدهور اقتصاد كوريا من جراء العقوبات والحصار المتطرفة من جانب القوي الامبريالية المتحالفة بزعامة الولاياتالمتحدة متواقتا مع انهيار البلدان الاشتراكية في أوروبا الشرقية، فضلاً عن الكوارث الطبيعية المتتالية حتي بدأ انعاشه شبه مستحيل لكنه تغلب علي المصاعب لمدة قصيرة من الزمن حتي أصبح بناء الدولة الاقتصادية القوية علي مرمي البصر الآن في هذا البلد. يكمن أحد الأسرار الرئيسية لإنجاز هذا الواقع الأعجوبي في تنفيذ متطلبات فكرة زوتشيه في بناء الاقتصاد. توضح هذه الفكرة التي أبدعها الرئيس كيم ايل سونغ مؤسس كوريا الاشتراكية أن الإنسان هو سيد مصيره الذاتي ولديه أيضاً قوة لصنع مصيره وتتطلب هذه الفكرة تطوير اقتصاد البلاد بروح الاعتماد علي النفس أي بالاعتماد علي التكنولوجيا والموارد الذاتية والكوادر الوطنيين وقوة شعبها. يجري في كوريا بناء القواعد الاقتصادية الجديدة وتلبية الاقتصاد علي متطلبات القرن الحادي والعشرين بالاعتماد علي قوتها وتقنياتها الذاتية. وعلي الأخص انصرفت كوريا بالخطي الحثيثة في ادخال التشغيل الرقمي بالكمبيوتر في مجمل قطاعات الاقتصاد بالقوة الذاتية. وتنتج كوريا الآلات والتجهيزات رفيعة المستوي التي تساهم في توطيد القواعد الاقتصادية للبلاد أيضاً بتقنيتها الذاتية، يمكننا أن نأخذ أمثلة علي ذلك الفرن القوسي العامل بالطاقة الكهربائية فوق العالية المسمي بنواة صناعة الفولاذ الحديثة وفرازة الأكسجين الكبيرة وفرن صهر حديد زوتشيه وآلة التشكيل القوسي المتواصل لفولاذ الصبب وغيرها. يجري في كوريا بناء الاقتصاد اعتماداً تاماً علي مواردها المحلية وبما يتناسب مع وضعها الذاتي. منذ زمن بعيد كان الكوريون يتمسكون بالمبدأ الأساسي لبناء الاقتصاد، وهو بناء الاقتصاد المستقل الذي لا يخضع للآخرين ويخدم شعبهم ويتطور بالاعتماد علي مواردهم وقوة شعبهم حسبما تطلبه فكرة زوتشيه وانطلاقا من ذلك بذلوا جهودهم المتواصلة لإرساء الأسس الوطيدة للاقتصاد الوطني المستقل. ويجري اليوم بناء الاقتصاد الحديث الذي يتلاءم مع متطلبات القرن الحادي والعشرين أيضاً في اتجاه توطيد أسس الاقتصاد الوطني المستقل القائم علي الموارد المحلية أكثر فأكثر. ليس من المصادفة أبداً أن ينهض اقتصاد كوريا صعوداً إلي الأعلي، بالاعتماد علي فكرة زوتشيه دون أي تأثر بتقلبات العالم الاقتصادية.