هل الخميس المقبل إجازة رسمية؟.. الموعد الرسمي لعطلة عيد تحرير سيناء 2024    توريد 798 طن قمح لصوامع وشون القليوبية    بايدن يدرس إرسال أسلحة جديدة بأكثر من مليار دولار لإسرائيل    «بلاش استفزاز».. نجم الأهلي السابق يحذر كولر من مشاركة موديست    بالأسماء.. إصابة 23 شخصا في حادثين منفصلين بالمنيا    ضبط عاطل استولى على أموال المواطنين بحجة تسفيرهم لأداء الحج والعمرة في القليوبية    علاج صداع الجيوب الأنفية في المنزل بطرق بسيطة ..تعرف عليها    بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مركز منوف بمحافظة المنوفية    رئيس حزب الاتحاد: أمريكا تواصل دفاعها الأعمى عن الاحتلال وتتجاهل حق الشعب الفلسطيني    سلطنة عمان تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة    استقرار الخضراوات والفاكهة اليوم الجمعة.. البطاطس ب 12 جنيهًا    قبل مواجهة مازيمبي| الأهلي يشكر سفير مصر في الكونغو    تشكيل النصر المتوقع أمام الفيحاء.. غياب رونالدو    كاسيميرو: أنشيلوتي بكى بعد قرار رحيلي عن ريال مدريد    مصر تجدد قلقها تجاه التصعيد الإيراني الإسرائيلى وتحذر من عواقبه    "الطاقة المستدامة": مصر تنتهي من تنفيذ 80% من محطة طاقة بنبان الشمسية    الحكومة توضح حقيقة قرار عودة عمل الموظفين بنظام ال«أون لاين» من المنزل أيام الأحد    عاجل.. وفاة الفنان المصري صلاح السعدني    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    100 سنة غنا.. تجارب سابقة وإضافات جديدة: كواليس حفل علي الحجار فى الليلة الثانية    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة.. عز ب 46 ألف جنيه    قافلة طبية مجانية لفحص وعلاج أهالي «سيدى شبيب» شرق مطروح.. السبت المقبل    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    "الزمالك مش أول مرة يكسب الأهلي".. إبراهيم سعيد يهاجم عمرو الجنايني    ميرنا نور الدين تخطف الأنظار بفستان قصير.. والجمهور يغازلها (صورة)    بسبب سرعة الرياح.. وقف رحلات البالون الطائر في الأقصر    الإسكان: 900 حملة لمنظومة الضبطية القضائية للتأكد من المستفيدين لوحداتهم السكنية    إدخال 119 شاحنة مساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم    20 مدرسة فندقية تشارك في تشغيل 9 فنادق وكفر الشيخ وبورسعيد في المقدمة    إصابة جنديين إسرائيليين بجروح جراء اشتباكات مع فلسطينيين في طولكرم بالضفة الغربية    ألونسو: مواجهة ريال مدريد وبايرن ميونخ ستكون مثيرة    مخرج «العتاولة» عن مصطفي أبوسريع :«كوميديان مهم والناس بتغني المال الحلال من أول رمضان»    "التعليم": "مشروع رأس المال" بمدارس التعليم الفني يستهدف إكساب الطلاب الجدارات المطلوبة بسوق العمل    أزمة نفسية.. تفاصيل إنهاء فتاة حياتها بحبة الغلة في أوسيم    طلب إحاطة لوزير الصحة بشأن استمرار نقص أدوية الأمراض المزمنة ولبن الأطفال    وزير المالية يعرض بيان الموازنة العامة الجديدة لعام 2024 /2025 أمام «النواب» الإثنين المقبل    «التوعوية بأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي لذوي الهمم».. أبرز توصيات مؤتمر "تربية قناة السويس"    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 19 أبريل 2024.. «الدلو» يشعر بصحة جيدة وخسائر مادية تنتظر «السرطان»    الدولار على موعد مع التراجع    «العشرية الإصلاحية» وثوابت الدولة المصرية    مجلس الناتو-أوكرانيا يعقد اجتماع أزمة حول الدفاع الجوي في كييف    أخبار الأهلي : موقف مفاجئ من كولر مع موديست قبل مباراة الأهلي ومازيمبي    أحمد كريمة: مفيش حاجة اسمها دار إسلام وكفر.. البشرية جمعاء تأمن بأمن الله    مخرج «العتاولة»: الجزء الثاني من المسلسل سيكون أقوى بكتير    شريحة منع الحمل: الوسيلة الفعالة للتنظيم الأسري وصحة المرأة    فاروق جويدة يحذر من «فوضى الفتاوى» وينتقد توزيع الجنة والنار: ليست اختصاص البشر    مسؤول أمريكي: إسرائيل شنت ضربات جوية داخل إيران | فيديو    محمود عاشور يفتح النار على رئيس لجنة الحكام.. ويكشف كواليس إيقافه    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    بسبب معاكسة شقيقته.. المشدد 10 سنوات لمتهم شرع في قتل آخر بالمرج    جريمة ثاني أيام العيد.. حكاية مقتل بائع كبدة بسبب 10 جنيهات في السلام    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    نبيل فهمي يكشف كيف تتعامل مصر مع دول الجوار    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصاد 2010 حول العالم


1- أمريكا
عام فضيحة التجسس الروسية وتراجع الديمقراطيين وقانون خدمة المثليين في الجيش
علي خلاف جميع التوقعات ومخيبا لكل الآمال حمل 2010 الكثير من المفاجآت التي أطاحت بأحلام وآمال الأمريكيين بشكل خاص وواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكثير من الصعوبات في الداخل والخارج .فضلا عن ذلك زاد عام 2010 من انقسام الأمريكيين فتبدد إيمانهم بشعار "التغير الذي نؤمن به" الذي كان كلمة السر في نجاح حملة أوباما الانتخابية عام 2008 واعتلاء أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي عرش البيت الأبيض وهو ما بدا واضحا خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي في مطلع شهر نوفمبر والتي أسفرت عن استعادة الحزب الجمهوري شعبيته المسلوبة قبل 22 شهرا بعد الهزيمة القاسية التي تجرعها الحزب الديمقراطي في أكثر انتخابات نصفية تكلفة بتاريخ الولايات المتحدة وتجاوزت 3.5 مليار دولار. ويعزو السبب وراء الفوز الذي حققه الجمهوريون إلي تجاهل الديمقراطيين تنفيذ وعودهم الانتخابية والركود الاقتصادي وخاصة مع تفاقم أزمة البطالة وارتفاع حجم الإنفاق الحكومي .
وعادة ما ينظر إلي انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي علي أنها استفتاء حول أداء رئيس البلاد. وأشارت صحيفة جيروزاليم بوست إلي أن استعادة الحزب الجمهوري سيطرته علي الكونجرس الأمريكي يعد تصويت احتجاج علي سياسات وأداء إدارة الرئيس أوباما. فلن يكون أمام الرئيس الامريكي باراك أوباما أي خيار سوي التعاون مع الجمهوريين لتمرير ما تبقي من أجندته الداخلية التشريعية. مع احتدام المنافسة بين الجمهوريين والديمقراطيين في انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي والتي انتهت بفوز الجمهوريين بأغلبية مقاعد النواب واحتفاظ الديمقراطيين بأغلبيتهم في مجلس الشيوخ لتقع الولايات المتحدة بين شد وجذب "الديمقراطيين ضد الجمهوريين مع التباين الواضح في سياسة الحزبين.
واستغل أوباما القدر الاكبر من رأس ماله السياسي خلال أول عامين لتمرير تعديلات مثيرة للجدل خاصة بنظام الرعاية الصحية .ويعتبر تمرير القانون نقلة تاريخية في إصلاح برنامج الرعاية الصحية الحكومي متمثلا في توسيع شبكة الضمان الاجتماعي ويقول أوباما: أوقع مشروع قانون الاصلاح هذا ليصبح قانونا باسم أمي التي جادلت مع شركات التأمين حتي وهي تصارع السرطان في أيامها الاخيرة" ويهدف قانون الرعاية الصحية إلي توسيع مجال عمل مؤسسة الضمان الصحي الحكومي مع إجراء تعديلات إضافية علي عمل شركات التأمين الاخري وأهمها منع هذه الشركات من وضع سقف محدد لقيمة التأمين ومنعها من حرمان المواطن من الحصول علي ميزة التأمين بسبب إصابته بحالات مرضية سابقة أو إلغاء بوليصة التأمين في حال إصابة حامل بطاقة التأمين بالمرض.
وقد حصل قانوناً الرعاية الصحية و"لا تسأل..لا تخبر" الذي يقضي بطرد الجنود المثليين والمثليات من الخدمة العسكرية في حال المجاهرة بميولهم الجنسية، علي القدر الأكبر من الاهتمام في السياسة الداخلية الأمريكية، إذ إن كليهما كان ضمن خطة الرئيس أوباما الانتخابية فقد تعهد أوباما بتحسين قانون الرعاية الصحية وهو بالفعل ما حدث إذ استطاع في مارس من هذا العام تمرير قانون جديد يقضي بحصول نحو 4 ملايين مالك للأعمال الصغيرة علي ائتمانات ضريبية للمساعدة علي تغطية تكاليف توفير الرعاية الصحية علي الرغم من الجدل الكبير حول هذا الشأن وعلي الرغم من المعارضة الشديدة التي لقيها من الجمهوريين لذا اعتبر أوباما التوقيع علي مثل ذلك القانون "خطوة حقيقية نحو التغيير" الذي يسعي إليه.
أما قانون "لا تسال ..لا تخبر" فقد تم إلغاؤه وإبطال العمل به في ديسمبر بعدما وافقت الأغلبية بمجلس الشيوخ علي إنهاء تلك السياسة الفاعلة من عام 1993 وكانت تقضي بفصل الجنود المثليين والمثليات من الخدمة العسكرية في حال المجاهر بميولهم الجنسية وعلي مدي 17 عاما تم طرد نحو 13 ألف عنصر من عناصر الجيش لمخالفتهم لذلك القانون، وعلي الرغم من وجود معارضة قوية ضد فكرة إلغاء ذلك القانون بدعوي أن ذلك الأمر قد يدمر معنويات الجنود في حالة الحرب ويقضي علي تماسك الصفوف، أكدت دراسة صادرة عن البنتاجون أن خطر المجاهرة بالميول الجنسية ضئيل علي القدرات القتالية، بينما أعرب الرئيس أوباما عن سعادته بنتيجة تصويت مجلس الشيوخ حتي لا يتم منع الأمريكيين الوطنيين من خدمة بلادهم بسبب ميولهم الجنسية، وبهذا يعتبر نفاذ قانون الصحة وإلغاء قانون "لا تسأل ..لا تخبر" اثنين من الأحداث "التاريخية" بالنسبة لأمريكا علي حد وصف أوباما.
كذلك كان بدء الانسحاب التدريجي للقوات العسكرية الأمريكية من العراق أحد أبرز الأحداث في المنطقة العربية، فقد أحدث تغييرا حقيقيا في موازين القوي في المنطقة، مصحوبا بحالة من عدم الاستقرار الأمني علي أرض الرافدين .
2- بريطانيا
انتخاب حكومة براون شكل تحولا كبيرا في البلاد بجانب جدل بيع المصري محمد الفايد لمتاجر هارودز
وخلال عام 2010 شهدت بريطانيا انتخابات عامة وصفها المحللون بالانتخابات غير المسبوقة بل الأصعب في تاريخ بريطانيا نظرا لتقارب الفارق في الأصوات، كما اتجهت العديد من الصحف البريطانية لتبني فكرة التغيير وأن الانتخابات الحالية التي تشهدها بريطانيا هي شعاع الأمل نحو بدء بريطانيا حقبة جديدة من الحرية السياسية والتقدم الاقتصادي وحل لمشكلات البطالة التي بات يئن منها المجتمع البريطاني. فلطالما كان السباق الانتخابي محصورا بين هيمنة العمال والمحافظين علي مدار الثلاثين عاما الماضية ولكن اليوم لقد اختلف المشهد السياسي كثيرا فلأول مرة يتعرض النظام الانتخابي البريطاني الذي يعتمد منذ زمن طويل علي نظام الحزبين الرئيسين إلي ضربة موجعة مع هزيمة حزب العمال بعد ثلاثة عشر عامًا من احتكاره للسلطة، وفوز المحافظين بأغلبية (غير مطلقة) بزعامة ديفيد كاميرون. وبهذا الفوز يصل المحافظون للسلطة للمرة الأولي علي حساب حزب العمال منذ أن تولت مارجريت تاتشر السلطة في 3 مايو 1979 .
كما جاء حدث بيع الملياردير المصري محمد الفايد لسلسلة متاجر هارودز التاريخية لصالح مؤسسة قطر القابضة في مايو من هذا العام بعد مرور أكثر من 25 عاما علي إدارة الملياردير المصري له كواحد من أهم الأحداث التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن هذا العام.
3- إسبانيا
عام كأس العالم وألونسو ونادال والاتحاد الأوروبي وتدخل الجيش في الإضرابات لأول مرة منذ عهد فرانكو
في إسبانيا ورغم الاضطرابات السياسية والعمالية التي عانت منها الحكومة الاشتراكية لرئيس الوزراء خوسيه ثباتيرو والإضرابات التي شهدتها البلاد لأول مرة في عهد حكومته وأي حكومة اشتراكية أخري والأزمة الاقتصادية إلا أن النجاحات الرياضية علي وجه التحديد فبغض النظر عن نجاحات نادي برشلونة علي الصعيد القاري والمحلي إلا أن إسهامات لاعبيه في إحراز منتخب " لا فوريا روخا " لبطولة كأس العالم لأول مرة في تاريخ الإسبان كان الحدث الأكثر بروزا وكان بمثابة سكب الماء علي نيران الأزمات المشتعلة داخل البلاد سياسياً واقتصاديا واجتماعيا بجانب إنجازات المصنف الأول للتنس علي العالم رافاييل نادال ونجم الفورمولا وان فرناندو ألونسو.
بعد نصف عام كامل مضطرب علي خلفية المشاكل الاقتصادية الداخلية وتولي إسبانيا لمسئولية الاتحاد الأوروبي لستة أشهر هاجمتها العديد من وسائل الإعلام والمعارضة الأوروبية خاصة في إسبانيا بقيادة ماريانو راخوي زعيم حزب الشعب والذي اتهم ثباتيرو بالإضعاف من مكانة إسبانيا علي الساحة السياسية الدولية مما أدي لتراجع مكانتها وتأثيرها وسط الدول الكبري في حين شنت وسائل إعلام أوروبية حملة شرسة ضد رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي وشكك العديد من المراقبين في قدرة حكومة إسبانيا علي قيادة أوروبا في حين أن ثباتيرو غير قادر علي إنقاذ بلاده من أزمة اقتصادية داخلية طاحنة وذهب بعض المراقبين إلي التأكيد علي أن قيادة إسبانيا للاتحاد الأوروبي ستساهم في المزيد من الانحدار للاتحاد خاصة علي الصعيد الاقتصادي الذي تعاني منه أوروبا بالفعل.
وقد مرت فترة الستة أشهر من قيادة إسبانيا للاتحاد الأوروبي دون مشاكل فعلية حقيقية ولكن استمرت الأزمة المالية الأوروبية وقبلها الأزمة المالية الداخلية لتتوالي الاتهامات علي من المعارضة في إسبانيا علي حكومة ثباتيرو لم ينقذه منها سوي فوز المنتخب الإسباني لكرة القدم ببطولة كأس العالم لأول مرة في تاريخه بإنجاز رياضي مميز في جنوب أفريقيا لتدخل البلاد في أفراح الانتصار مجتمعة متناسية الأزمات الاقتصادية المتتالية ومشاكل البطالة المتفاقمة وهو ما أكدته التقارير الصحفية في أرجاء البلاد.
وتسببت المسيرة الناجحة لمنتخب إسبانيا في كأس العالم بفرحة غير مسبوقة لم تعهدها بلاد الفلامنكو خاصة خلال السنوات الأخيرة العجاف اقتصاديا ووسط دعاوي انفصالية لإقليمي كتالونيا والباسك إلا أن هذا الفوز الرائع مهد لفرحة وحدت كل أطراف البلاد دون استثناء في مشهد غير مسبوق خاصة أن هناك العديد من لاعبي المنتخب الإسباني يلعبون ضمن صفوف فريق برشلونة ممثل إقليم كتالونيا الأول ومصدر فخره بالإضافة للاعب يورنتي المهاجم المميز ولاعب فريق أتليتيكو دي بلباو ممثل إقليم الباسك وهو ما ساهم في توحد الشعور بالفرحة في البلاد, وعمت الفرحة جميع أنحاء إسبانيا في يوم العاشر من يوليو احتفالا بالفوز المتأخر الذي حققه المنتخب الإسباني علي نظيره الهولندي بهدف دون مقابل في المباراة النهائية لكأس العالم بجوهانسبرج.
وعجت الأرصفة والطرقات بآلاف المشجعين كما اكتظت الشوارع بالسيارات التي ترفرف عليها الأعلام الوطنية بلونيها الأحمر والأصفر وكانت مراكز هذه الاحتفالات في ساحات "بلازا دو سيبيليس" في مدريد و"رامبلا دو كاناليتاس" في برشلونة و"بلازا دي سان فرانسيسكو" في أشبيلية وهي الاحتفالات التي استمرت لعدة أيام.
إلا أن الفترة التالية من أفراح كأس العالم تعتبر فترة الذروة للمشاكل السياسية والإحتجاجات العمالية في البلاد بسلسلة من الاضرابات العمالية هي الأولي في مسيرة تلك الحكومة منذ سنوات, وتدور جميع الاضطرابات السياسية في إسبانيا حول فلك واحد وهو الأزمة الاقتصادية واتهام الحكومة الاشتراكية بالفشل في حلها لسنوات طويلة وإبقاء حالة التراجع والتدهور الاقتصادي كما هي.
الاضطراب الأبرز والذي ترتبت عليه اضطرابات وجدل كبير وهو الاضطراب الأخير لمراقبي الطيران الجوي في البلاد وهو الاضطراب الأكثر إثارة للجدل والأقوي من حيث تنفيذه وردود الفعل خاصة من جانب السلطات التي أدخلت الجيش لأول مرة منذ عهد الديكتاتورية في العمل المدني في سابقة هي الأولي من نوعها في بلد ديمقراطي بامتياز في أوروبا وهو ما أثار انشقاقات ما بين مؤيد ومعارض نظرا لكونه موقفا غريبا من نوعه، فالاضطراب الذي بدأ مع بداية الشهر الأخير من السنة الحالية وانتهي فور تدخل الجيش للإمساك بزمام المراقبة الجوية بالمطارات المدنية في البلاد وإعلان حالة الطوارئ في البلاد وهو القرار الذي أيده الكونجرس إلا أن أنصار الديمقراطية رفضوا المبدأ نظرا لتدخل الجيش في الحياة المدنية لأول مرة منذ عهد الديكتاتورية ووفاة فرانكو في سبيعينيات القرن الماضي وهو ما أعاد البلاد إلي ذكريات أليمة إلا أنه ومن ناحية أخري ونظرا لحالة الربكة الكبري والشلل التام في المطارات مع اقتراب أعياد الميلاد أبدي العديد من المواطنين والمراقبين تأييدهم للقرار وسط حالة من التوتر العام قد تطيح في النهاية بحكومة ثباتيرو في أول انتخابات عامة.
4- فرنسا
قانون التقاعد والسخط علي سياسات ساركوزي أثارا جدلا اجتماعيا أعاد الفرنسيين لعصور الاضطرابات
إذا كان الفرنسيون مشهورين بحبهم التاريخي للاضرابات إذ لا يمر شهر دون إضراب في أحد القطاعات يسبقه بالطبع الإجراءات التي يعرفها كل فرنسي يعمل في القطاع العام من إخطار مسبق للحكومة ووسائل الإعلام، إلا أن اضرابات خريف 2010 التي اندلعت في جميع أنحاء فرنسا بسبب مد سن التقاعد كانت حدثا غير مسبوق في تاريخ الحركة الاجتماعية الفرنسية وتسببت علي مدي أيام طويلة في شلل عام في البلاد وخسائر قُدرت ب3 مليارات يورو.
وقد بدأت الأزمة عندما بدأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي و حكومته في يونيو 2009 في الإشارة إلي ضرورة إصلاح قانون التقاعد لمواجهة العجز الكبير الذي ظهر في صناديق المعاشات وميزانية الضمان الاجتماعي الأزمة المالية بعكس ما أكده أثناء طرح برنامجه الانتخابي بأنه لا مساس بسن الستين للتقاعد. وتحججت حكومة فرنسوا فيون آنذاك، بالإضافة إلي سياسة خفض النفقات التي قررت انتهاجها علي جميع الأصعدة، بالتغير الديموجرافي الذي يشهده المجتمع الفرنسي حيث يزيد عدد المسنين أصحاب المعاشات ويزيد متوسط أعمارهم المتوقعة في حين يتضاءل عدد الشباب العاملين الدافعين للضرائب والتأمينات مما يهدد طبقاً لساركوزي وإعلامه بإفلاس منظومة المعاشات وبالتالي فالحل الوحيد هو مد فترة العمل لكبار السن لإنقاذ صناديق المعاشات كما استشهد المؤيدون للقانون الجديد بالدول الأوروبية المحيطة ففي بريطانيا تم إقرار رفع سن التقاعد إلي 68 سنة، وفي ألمانيا أقر البرلمان السن القانونية للتقاعد ب67 سنة، والسن الحلي للتقاعد في إسبانيا هو 65 سنة.
إلا أن المعارضة ومعها النقابات العمالية وجدت في هذا القانون الجديد ظلما اجتماعيا وخطرا اقتصاديا،فالديون المتراكمة هي نتيجة مباشرة لتدخل الحكومة لإنقاذ البنوك والقطاع المالي من الانهيار بعد الأزمة المالية الطاحنة في 2009 بدفع المليارات من الدولارات، وأن الحل المنطقي هو تبني ضرائب تصاعدية تستهدف البنوك والشركات المضاربة وشركات الأوراق المالية بدلا تحميل العمال الثمن.
ولم تنتظر النقابات حتي الإعلان عن تفاصيل القانون فقد اجتمعت أكبر 8 نقابات وتجمعات عمالية فرنسية يوم ال23 من مارس الماضي في مظاهرات حاشدة بجميع أنحاء فرنسا تطالب بوقف هذا القانون وقد شارك فيها عدد وصل إلي 800 ألف مواطن.
5- إسرائيل
حريق الكرمل حصد بجدارة لقب "خبر الموسم" برغم المشاكل الداخلية وأزمة المستوطنات
ولعل أبرز الأحداث المهمة التي شهدتها إسرائيل خلال عام 2010 هو ما عرف ب "حريق الكرمل "، والذي يعد أكبر الكوارث في تاريخ إسرائيل، حيث أودي هذا الحريق بحياة أكثر من 40 شخصا وإصابة العديد، واحتراق مساحات كبيرة من الغابات والقري، والتسبب في تلوث كبيرة نتيجة سحب الأدخنة والغازات الناجمة من الحريق التي غطت البلاد، وتسبب أيضا في إخلاء العديد من المنازل، وكان التقرير المبدئي لذلك الحريق هو أنه اندلع بسبب حرق النفايات .
وهرع رئيس الوزراء الإسرائيلي " بنيامين نتنياهو " بطلب المساعدات من روسيا وإيطاليا واليونان وقبرص لإرسال طائرات طائرات للمساعدة في عمليات الإطفاء، وأعلنه يوم حداد وطنياً، ومدت الكثير من الدول يد العون لإسرائيل للمساعدة في السيطرة علي هذا الحريق، الولايات المتحدة وروسيا واليونان وفرنسا وإيطاليا، وأيضا مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، كذلك تركيا التي أرسلت طائرتين للمساعدة في أعمال الإطفاء برغم الأزمة السياسية مع تل أبيب .
ويشهد 2010 علي جريمة إسرائيلية جديدة، هي الهجوم علي قافلة المساعدات الدولية التي كانت في طريقها لتقديم مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة المحاصر أسطول الحرية، اعتراض البحرية الإسرائيلية لطريقهم وسط البحر ومنعهم من مواصلة طريقهم، وقامت مجموعة من القوات الخاصة الإسرائيليية بمهاجمة السفينة الأكبر، السفينة " مرمرة " التركية، والتي كان علي متنها العشرات من نشطاء السلام والحقوقيين وممثلي منظمات إنسانية دولية.

6 - بولندا
رغم كل مشاكل أوروبا تظل حادثة وفاة رئيس بولاندا الأكثر حزنا
كان أبرز الأحداث في بولندا لعام 2010 هو وفاة الرئيس " ليخ كتشينسكي " إثر تحطم طائرته علي الأراضي الروسية، وتحطمت طائرته قبل هبوطها في مطار بمدينة "سمولنسك"، حيث أودت تلك الحادثة بحياة 132 شخصا كانوا علي متن الطائرة.
وكان برفقة الرئيس البولندي علي متن الطائرة التي أقلعت من موسكو زوجته"مارايا"، والعديد من المسئولين البولنديين، حيث كان "كاتشينسكي " في طريقه لمدينة "سمولينسك" لحضور احتفال بمرور سبعين عاما علي مذبحة " كاتين " والتي قتل فيها اللآلاف من الضباط البولنديين بأمر من الزعيم السوفيتي " ستالين ".
وأرجعت التحقيقات الأولية الحادث إلي انعدام الرؤية الجيدة بسبب الضباب، وقال "أندريه إيفسينكوف " المتحدث باسم الحكومة المحلية في سمولينسك إن خطأ للطيار قد يكون سببا محتملاً لتحطم الطائرة، فقد تحطمت طائرة الرئيس من طراز " توبوليف 154"، ولم يستطع أحد ممن كانوا علي متنها النجاة .
7- إيران
اختراق أمني للبرنامج النووي وتعطيله
وشهدت الساحة الإيرانية اختراقا أمنيا، لكنه هذه المرة من نوع مختلف، فقد هاجم الفيروس الإلكتروني المعروق باسم " استاكس نت" المنشآت النووية الإيرانية بهدف التأثير علي أنشطة تلك المنشآت وبخاصة مفاعل بوشهر، وبحسب تصريحات "علي أكبر صالحي" الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن منظمته كانت علي اطلاع مسبق باستهداف المواقع النووية الإيرانية إلكترونيا، وإنهم قاموا باتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة، لذا فقد كان تأثير الفيروس علي المنشآت النووية ضعيفا جدا، لكن تصريحات أخري لسكرتير المجلس الفني بوزارة الصناعة والمعادن الإيرانية كشف عن اختراق الفيروس لما لا يقل عن 30 ألف جهاز في إيران.
تلتها تأكيدات الخبير الألماني "رالف لانجنر " أن الفيروس سيعمل علي تأخير الأنشطة النووية لإيران لمدة لا تقل عن عامين، واصفا أن الفيروس بأنه لا يقل خطورة عن هجوم عسكري علي المنشآت النووية الإيرانية، وفي أعقاب تلك التصريحات كشف تقرير لوكالة الطاقة الذرية عن توقف جزئي بالأنشطة النووية بإيران، دون توضيح لمدي حجم التأثير علي استمرار تخصيب اليورانيوم .
8 - كوارث طبيعية
زلزال هاييتي وحرائق الغابات وتسرب النفط بخليج المكسيك أثاروا رعب العالم
وجاءت كارثة تسرب النفط في خليج المكسيك كأسوأ كارثة بيئية في تاريخ الولايات المتحدة، فقد بدأت بتسرب بقعة زيت ضخمة في خليج المكسيك نتيجة انفجار المنصة "ديب ووتر هورايزون" التابعة لشركة "بريتيش بتروليوم" (بي بي)، ما أسفر عن خسائرَ مالية تقدر بالملايين، وتداعيات أخري، بيئية واقتصادية وسياسية واجتماعية .
وفي أبريل الماضي مما أدي إلي مقتل 11 شخصا وأطلق الكثير من المحللين علي التسرب النفطي بأنه كاترينا فترة أوباما بل واحدة من أسوأ البقع السوداء في تاريخ الولايات المتحدة.
وقد شهدت الولايات المتحدة عاما صاخبا بدأ بفضيحة الكشف عن شبكة جاسوسية كبري تعمل لصالح روسيا وانتهي بفضيحة الكشف عن عدد هائل من الوثائق السرية التي سربها موقع ويكيليكس ليضع الولايات المتحدة في مأزق حرج علي الصعيدين الداخلي والخارجي.
وروسيا هي الأخري كان لها نصيب من الكوارث، فقد شهد البلاد موجة من حرائق الغابات، وشارك حوالي 162 ألف رجل إطفاء وإنقاذ في أعمال السيطرة علي حرائق الغابات التي امتدت إلي مواقع عسكرية، وسط تحذيرات من حدوث كارثة نووية إذا وصلت الحرائق منطقة ساروف التي تضم مفاعلاً نوويا.
وأدت حرائق الغابات إلي حدوث سحابة من الدخان الكثيف غطت سماء العاصمة الروسية مما أدي إلي تحويل مسار طائرات من مطارات في موسكو، واضطرت بعض الشركات لإغلاق أبوابها، كما اضطر الموظفون في مكاتبهم إلي ارتداء أقنعة طبية.
وأسفرت الحرائق عن مقتل 50 شخصًا علي الأقل وتشريد الآلاف حيث سويت بالأرض المنازل المصنوعة من الخشب في المناطق القروية، وأعلنت روسيا أيضًا وقف تصدير القمح بشكل مؤقت، بسبب الأضرار التي أصابت المحاصيل جراء الحرائق.
ومن أشد الكوارث الطبيعة فتكا في عام 2010 هي الزلزال المدمر الذي ضرب هاييتي ويعد زلزال هاييتي فهو الأكبر في جزيرة هسيبانيولا وهو الأسوأ في تاريخ الجزيرة منذ قرنين وبلغت قوته 7 ريختر وراح ضحيته قرابة 230.000 شخص واصابة 300.000 شخص آخرين وترك نحو مليون شخص مشردين بلا مأوي وسارعت قوي العالم في ارسال المساعدات للبلد المنكوب ولكن اعمال اعادة البناء تسير ببطئ .
ومن جديد تضع الطبيعة أوروبا في موقف حرج متسببة في خسائر مادية لا حصر لها مع ثورة بركان أيسلندا بعد أكثر من 180 عاماً من الخمود في ربيع 2010 مسببا ذوبان كتل جليدية كبيرة أدت إلي فيضان ضخم أرغم المئات من سكان المنطقة علي إخلاء منازلهم، فضلا عن غيمة من الرماد البركاني أدت إلي إغلاق المطارات وشل حركة الطيران في أنحاء واسعة من جنوب وغرب علي مدي أيام طويلة.
ولم تكن البلدان العربية بمنأي عن تداعيات البركان وآثاره حيث أن البلدان العربية بنت إستراتيجيتها في النقل الجوي علي أساس أن أوروبا تشكل الزبون الأول، لكن لديها وجهات أخري نحو آسيا وأمريكا.
قد استمرت آثار البركان في البلدان العربية وبلدان الخليج لأيام طويلة بسبب المشاكل التقنية المتعلقة بنقص عدد الطائرات، وعدد المطارات التي يمكنها احتواء الرحلات الإضافية لتمكين العالقين من العودة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.