بعد عام من الزخم الإعلامي الذي صاحب انتخاب أول رئيس أمريكي أسود في تاريخ كبري ديمقراطيات العالم والتوقعات الكبري والآمال العريضة التي علقت علي باراك أوباما بوصفه مبعوث السلام العالمي ودواء العالم لجميع مشاكله المستعصية التي تسببت في معظمها الإدارة السابقة للرئيس بوش الابن الذي شن الحرب والدمار في أفغانستان والعراق ،بالإضافة للتوترات في العديد من مناطق العالم وزيادتها خاصة في منطقة الشرق الأوسط والتحيز الصارخ للمحافظين الجدد بجانب إسرائيل مما فاقم الأزمة في المنطقة وحالت دون التوصل لتسوية سلمية ، وقد تباري المحللون والكتاب داخل الولاياتالمتحدة وخارجها في تحليل ليس فقط فترة حكم أوباما التي مضي منها عام دون تحقيق إنجاز يذكر وهو ما اعترف به أوباما نفسه ، بل تحليل تاريخ إمبراطورية الحرية وأرض الأحلام الأمريكية منذ تأسيسها ونشأتها من جانب المستعمر القادم من أوروبا الذي مارس سياسة مزدوجة من ممارسة الديمقراطية وفرض سياساته العنصرية لفترة طويلة من الزمن. "التغيير الذي نستطيع أن نؤمن به" هذا هو الشعار الانتخابي الذي اتخذه الرئيس الامريكي باراك أوباما فكان "التغيير" هو كلمة السر وراء فوزه في الانتخابات الأمريكية الأخيرة في عام2008 بل رمز إلي إصرار أوباما علي قيادة دفة التغيير في الولاياتالمتحدة لينجح كأول رئيس أمريكي من أصل أفريقي في اعتلاء عرش البيت الأبيض وسط طموحات وآمال الكثيرين بأن أوباما هو طوق النجاة لإنقاذ الحلم الأمريكي من الغرق. فبات أوباما هو أيقونة التغيير في العالم و رفع مؤيدوه شعارات حملته الانتخابية أملا أن تشهد فترة ولايته ميلاد أمريكا جديدة قادرة علي حمل لواء الحرية للعالم .ولكن سرعان ما تبددت الأحلام التي لم تجد لها مكانا علي أرض الواقع. وهو ما دفع المؤلف تومي نيوبيري إلي رصد الحلم الأمريكي في كتابه الجديد"الحرب علي النجاح: كيف تطيح أجندة أوباما بالحلم الأمريكي". ويشير المؤلف إلي أن نجاح أوباما في خطته لزرع بذور الاشتراكية في أمريكا سيكون بمثابة خسارة تصيب كل أمريكي. ويري نيوبيري أن حرب أوباما علي النجاح هي حرب تزعزع النظام الحر وتلغي اقتصاد السوق وتضع الولاياتالمتحدة تحت سقف الاشتراكية والقطاع العام. ويري الكاتب أن الهدف الحقيقي هو تقويض روح الاستقلال الأمريكية من أجل الاعتماد علي الحكومة في الشأن الاقتصادي وفي الامور الحياتية اليومية بداية من القضايا المهمة مثل الرعاية الصحية إلي أبسط التفاصيل الموجودة في الحياة اليومية. ويرصد الكتاب الهدف الذي ينشده أوباما بفرض حكومة أكثر تدخلا في شئون المواطنين أكثر من أي وقت مضي في التاريخ الأمريكي بأسره؛ ولكي ينجح أوباما في إرساء الاشتراكية داخل المجتمع الأمريكي عكف هو ومساعدوه علي تصوير أمريكا بأنها مكان للفقر والظلم الذي لا يمكن أن يصحح إلا من خلال التدخل الحكومي بشكل كبير. وأزال الكتاب الستار عن السياسات الاقتصادية لادارة الرئيس أوباما التي تهدف إلي استدراج الاقتصاد الأمريكي نحو الصبغة الاشتراكية في إدارة السوق. ويعتبر المؤلف أن تدخل الحكومة الأمريكية في كل المجالات وبصورة غير مسبوقة في التاريخ الاقتصادي الأمريكي بمثابة خطأ كبير ترتكبه الإدارة الحالية وأن هذا الخطأ سيدفع إلي مزيدٍ من التدهور بل وسيضع الحلم الأمريكي في مهب الريح.