أحد أصدقائي وهو متزوج منذ أكثر من .عشرين عاماً. يسخر من ما يطلق عليه رومانسية ويدخل في نقاش كوميدي متواصل مع من يفتحون أبوابه معه، لأنه يعتقد أنه لا توجد رومانسية في هذا الزمن ويري أنها الحياة المستقرة بين الزوجين تغلفها المودة والرحمة ورعاية وتربية الأبناء، والعائلة الكبيرة، وهو يقول أنه لم يقل لزوجته طوال عشرتها معه كلمة .أحبك. بل هو يري أنها عيب ولا يمكن أن ينطقها أو يقولها وهو يحبها فعلاً ولكن عليها أن تلمس هذا الإحساس، في نظره وعلاقته معها تقوم علي الاحترام المتبادل وتكوين البيت الآمن. صديق آخر يشعر أن حبه لزوجته هو كل وجوده ويقول إنه لو عادت الأيام مرة أخري لاخترتها هي.. فسألته ما الذي يجذبك إلي زوجتك؟ فقال الصديق إنها رومانسية، وأنا اسمعه يردد الكلمة ببراءة وأعتقد أنني لم أصدقه فأقسم لي أنه في هذا الزمان لا يزال بيننا رومانسيون فهي تفهم نفسيتي وتستوعب جنوني وتستمع إلي بهدوء وتبقي مع أطفالي إذا خرجت، ولكن ليس هذا كل شيء بل إنها تطلب مني كل شهر أن نخرج معاً دون أطفالنا إلي أحد المطاعم الرومانسية ذات الأضواء الخافتة والهدوء، ونجلس معاً نتحدث عن الحب والغرام ورغم أنني متزوج منذ أكثر من 15 عاماً، وتتذكر عيد زواجنا وتحتفل به، أولاً بإحضار هدية حتي وإن كانت بسيطة ثم نذهب للاحتفال بعيد زواجنا علي ضوء الشموع كما أنها تعرف حبي للورود ولذلك دائماً ما تهديني إياها لأنها هي وردة الحياة. وأنا أستمع إليه مع الأصدقاء انفجر أحدنا في موجة ضحك وهو الصديق الذي لا يعترف بالحب، ودخل معه في جدال كوميدي.. وقال له إلي متي ستظل في هذا الخيال؟ هل رأيت دموع زوجتك في يوم من الأيام؟ وهل تعلم أن من أقوي أسلحة المرأة دموعها.. والمرأة دائماً جاهزة لإطلاق دموعها في أي وقت تريد وكأن معها زراراً تضغطه فتنهار دموعها وينهار الرجل ويخضع لما تريد، خاصة إذا كان يحب زوجته ورأي الدموع في عينيها الجميلتين. المرأة تضحك إذا استطاعت ولكنها تبكي متي أرادت وكما قال الحكماء .دموع كثير من النساء دموع التماسيح. التماسيح من أكثر المخلوقات قوة.. وشراسة وقسوة.. وعين التماسيح تكون مبللة بالدموع طوال الوقت. زوجتي تبلغ الأربعين انتهت الرومانسية بعد سنة من الزواج، وأنا اعتدت علي ذلك النظام الحياتي معها والخالي من الرومانسية. الثالث قال: الله يرحمها مرة قلت لها زي اليوم تزوجنا قالت اقفل السيرة دي واتفضل اخرج قابل أصحابك، وبلاش السيرة دي؟ المهم في الأمر وأنا استمع للجميع، تأكدت أن مفهوم الرومانسية يختلف من شخص إلي آخر مع انعدامها أو غياب مفهومها الحقيقي لدي الغالبية، لأنهم يربطونها بتبادل أو تداول أو سماع مفردات الحب من الطرف الآخر أو تقديم هدية أو تذكر موقف أو مناسبة أو التعامل برقة رغم أن مشواراً مشتركاً بين الطرفين أو نقاشاً هادئاً أو ابتسامة صافية أو موقفاً إنسانياً حتي يشكل قمة الرومانسية. يقول البعض إن الرومانسية تكمن في أشياء أخري صغيرة في الحياة فمثلاً قد نطبخ معاً أو نركب السيارة ونتجول بها هذه هي الرومانسية فالمهم هو عمل الأشياء معاً. تري ما مفهومنا نحن للرومانسية؟