كلما هدأت الاوضاع داخل لبنان عاد هذا البلد مرة أخري إلي بؤرة الأحداث وكأنه مكتوب عليه ان يظل محط انظار العالم في ظل احتدام الصراع الاقليمي داخله بتدخل من دول مجاورة كل مايهمها ان يكون لبنان هو الفاعل الرئيسي في المنطقة نيابة عنها. وها هو الحديث قد عاد مرة اخري هذه الايام عن تحذيرات من هنا وهناك خوفا من اشتعال نار الفتنة وتأجيج الصراع بين القوي السياسية اللبنانية مرة اخري وليدفع اللبنانيون من ارواحهم ودمائهم ثمن الاعيب الاخرين. وفي ظل الازمات المتلاحقة التي تعيشها المنطقة العربية من كل جانب سواء في السودان اوالعراق اوفي الصومال وبالطبع في فلسطين وانشغال الجامعة العربية وامينها العام في كل خضم هذه المشكلات نجد ايران واسرائيل تركزان بشكل كبيرعلي اشعال نار الحرب في لبنان. ويجب علي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ان يعود الي الهدوء والصمت والا يساهم بشكل او بآخر في المؤامرة التي تحاك ضد بلاده خاصة بعد دعوته لمقاطعة المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وعدم التعاون معها واعتباره أن أي تعاون مع المحققين الدوليين هو اعتداء علي المقاومة. وفي ظل هذه الازمة التي تعيشها لبنان يؤكد مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلي لبنان تيري رود لارسن ان الوضع فائق الخطورة وان الشرق الأوسط في مفترق حرج للغاية معتبرا انها المشكلة الاكثر خطورة للسلام الدولي والامن حاليا. وتؤكد الادارة الامريكية صحة الاتهامات التي توجهها الي سورية بأنها تبدي استهانة سافرة بسيادة لبنان وتواصل تسليح جماعة حزب الله اللبنانية. وقالت سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة لدي المنظمة الدولية ان سورية تواصل تقديم أسلحة متطورة بدرجة متزايدة لميلشيات لبنانية من بينها حزب الله علي الرغم من قرارمجلس الأمن 1680 الذي يدعوها إلي اتخاذ إجراءات ضد حركة الأسلحة إلي داخل الأراضي اللبنانية. وحذرت الادارة الامريكية علي لسان رايس حزب الله وسورية وإيران من تصعيد التوتر الطائفي مؤكدة ان ذلك لن يساعدهم علي تأكيد سلطتهم علي لبنانلكنه سيؤدي فقط الي زعزعة استقرار لبنان والمنطقة. ومعلوم ان لبنان من الممكن ان تدخل في فوضي جديدة بعد تقارير عن عزم المحكمة الدولية توجيه اتهام لأعضاء في جماعة حزب الله الشيعية خلال الأشهر القادمة. وندد حزب الله الذي يشارك في الائتلاف الحاكم في لبنان بالمحكمة التابعة للأمم المتحدة وقال إنها أداة لفرض السياسات الأميركية والإسرائيلية ودعا رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري الي التنصل من هذه المحكمة. ومن الواجب المحتم علي اللبنانيين ان يعوا أن ما ينتظرهم هو أشد مما أصابهم وإن وأد الفتنة بات مطلبا لبنانيا محقا وعلي الدول العربية ان تقدم للبنان يد المساعدة علي تجاوز ازمته الراهنة.