بعد أن أصبحوا قنابل موقوتة عمال اليومية: تركنا بيوتنا سعيا وراء الرزق ولكنه عزيز يعيش عمال اليومية حياة صعبة نتيجة للسعي الدائم وراء الرزق فهو يوم يعمل وعشرة قد يكون بلا عمل في انتظار الفرج. مما يجعلهم دائما في حالة اضطراب نفسي وقلق وخوف من المجهول الي جانب تركهم لبيوتهم واولادهم من أجل البحث عن عمل وقد تضطرهم الظروف الي المكوث بعيدا عن الاهل فترات طويلة بسبب عدم استطاعة تدبير نفقات الاسرة والسفر.. .المسائية الاسبوعي. تنقل هموم العمال.. يقول أكرم محمود نجار بالشيخ زايد ان المشكلة الاساسية التي تواجه العمالة في زايد هي مشكلة السكن وذلك لأن اغلب العمال من المغتربين ونظرا لارتفاع قيمة ايجار الشقق فلا نستطيع ان نحضر اسرنا إلي مكان العمل.. ونضطر للاقامة مع بعضنا في منازل غير صحية وذلك حتي نستطيع تقسيم الايجار بيننا ونظرا لبعد مكان العمل عن مكان تواجد الاسرة نضطر للسفر كل فترة لنري احتياجات الاسرة والاولاد ثم نعود سريعا حتي لانفقد عملنا. علماء الاجتماع: اغتراب العمال طويلا يصيبهم بأمراض نفسية واجتماعية لابد من تغيير نظرة المجتمع تجاه هؤلاء العمال يقول احمد منصور عامل بناء: إن احدي المشاكل التي تواجههم هي الشرطة التي تأخذ العمال تحري دون أية اسباب.. وان هذا يعرضهم دائما للتوتر والخوف والهروب.. هذا بالاضافة الي مشكلة انعدام التأمينات.. وقلة الدخل حيث تتراوح يومية العامل مابين 10:20 جنيهاً.. وهذا المبلغ لايكفي للانفاق علي الأسرة المكونة من 3 ابناء وزوجة مما يضطرنا الي تشغيل اطفالنا ليساعدونا. ويؤكد محمد علي عامل بمصنع سيراميك بمدينة السادس من اكتوبر ان مدي المشاكل التي نعاني منها هي المشكلة عدم وجود تأمين صحي علي الرغم من ان هذه المهنة مضرة بالصحة.. ولانستطيع دفع تكاليف العلاج مما يهدد حياتنا بالخطر. ويشكو حسن عبداللطيف عامل من نظره الناس المتدنية للعامل في مصر فالعامل في مصر فقير لايجد قوت يومه معدم.. بعيد عن اسرته.. كل هذا بالاضافة الي معاملته معاملة غير لائقة فلا احد يقدر متاعب العامل في مصر. الهروب ويقول محمد خالد عامل سباكة اصبح دخل الصنعة لايكفي متطلبات الحياة اليومية العادية فاليومية تتراوح ما بين 10:15 جنيها واحيانا نجلس بلا عمل فترات طويلة.. وفي نفس الوقت المعيشة اصبحت غالية وطلبات الاسرة تزداد مما يشعرني بالعجز الذي جعلني اهرب من زيارة الاسرة في البلد. ويشير فتحي جابر عامل انه لم يزر اهله منذ فترة طويلة فالحال نايم واحتياجاتهم كتير ومفيش حد مقدر لذلك اجلس هنا.. هروبا من مطالبهم. وينتقد ايمن محمود عامل زملاءه الذين يعطون اولادهم ويقول لا اعرف ما فائدة تعليم الاولاد وكثرة المصاريف والتعب وفي النهاية لن يجدوا عملاً ولن يقدروا مجهودات اهلهم.. فلماذا المشقة والمصاريف، ويشير الي انه يقوم بتعليم اولاده لكي يساعدوا انفسهم ويساعدوه في مصاريف البيت.. كي يتعلم الولد من صغره ازاي القرش بيجي. اما محمود حامد.. عامل زجاج فيقول اهم حاجة انني اعلم أولادي لازم يتعلموا حتي لو ادينت عليهم بس العلام سيجعل لهم مستقبلهم. القهوة والشيشة ويقول ايمن حسين مقاول عمال ان العمال كثيرة ومحتاجين للقمة واي زبون بيجيلي يتفق مع العمال ويشتغولوا معاه والحساب دائما بيبقي معايا وباديهم باليومية حوالي 20 جنيه في اليوم.. لكن هما بيصرفوها علي القهوة والشيشة بالليل مع انهم ممكن يدخروها ويدوها لاسرهم في بلدهم.. الفجوة والانحراف تقول د.مني مدحت استاذ الاجتماع كلية البنات جامعة عين شمس ان النظرة المتدنية للعامل تجعله يبحث عن الطرق التي تجعله مقبولاً من قبل المجتمع وذلك يظهر في كثرة الانفاق حتي ولو علي حساب بيته واسرته والواضح من خلال الدراسات السابقة في علم الاجتماع ان العامل يجب ان يرثه ابنه في نفس المهنة رغم متاعبها والامها التي عرفها وعاشها بنفسه. اما بالنسبة للعمال المغتربين وهي ظاهرة منتشرة لايجاد لقمة العيش ولضيق ذات اليد.. وكمحاولة لتحسين دخل الاسرة في الريف او الصعيد.. فهذه الهجرة تكون علي حساب الزوجة حيث تتحمل الزوجة اعباء اضافية فهي تحاول ان تعمل لكي تطعم اولادها.. وايضا تزيد اعباء الطفل حيث ينزل العمل حتي يساهم في الإنفاق علي الاسرة. ومن ثم تتسع الفجوة بين الاسرة والزوج المهاجر والذي لايأتي سوي ايام معدودة يتجمل بها الطرفان دون اي نوع من انواع التفاعل ونظرا لضيق ذات اليد.. وعمل الاب المتضائل والذي لايكفي قوت يومه يصبح اكثر حزنا واكتئابا ويبدأ في البحث عن الاصدقاء ليقضي معهم وقتاً ينسي به وحدته علي القهوة.. حتي لو كانت جلوسه علي القهوة سيزيد من اعبائه ومصاريفه والتي تصل الي حد الدفع بأجل او الشكك. يري د.حمدي ياسين استاذ علم النفس كلية البنات جامعة عين شمس ان الانسان الفقير اصبح مريضا نفسيا حيث انه تخلي عنه كل من حوله في سبيل ايجاد لقمة العيش وحدها.. فالعامل الذي يترك اسرته ويهاجر للعمل يشعر بالوحدة واليأس لغياب كل ادواره الاساسية والطبيعة مما يجعله عرضة للأفعال الشاذة سلوكيا وتعرضه ايضا للانحرافات. كما انه يحاول اخراج نفسه من الوحدة والاكتئاب بالجلوس علي القهوة هروبا من منزله العفن غير النظيف الذي يفتقد إلي اساسيات الحياة فلايذهب اليه الا للنوم فقط.. كل هذا يزيد من متاعبه والامه النفسيه.. ونظرا لضيق ذات اليد وعدم استطاعته لتوفير احتياجات الاسرة ومن ثم شعوره بالنقض الداخلي مما يجعله يحب الهروب دائما.. ومن ثم تحدث الفجوة بينه وبين اسرته وزوجته.. وتصبح العلاقة الاسرية عرضة للانهيار.