مساكن الإيواء غير آدمية تهالك المرافق العامة وأزمة ازدحام وسط تلال القمامة المنكوبون: نعيش فيها منذ 20 عاماً بواقع 8 أفراد للحجرة الواحدة معدمون لا يملكون قوت يومهم شاءت أقدارهم أن يعيشوا في مساكن الإيواء بعد انهيار منازلهم وطردهم منها بالقوة، أسرهم كبيرة وأرزاقهم محدودة وسوء الحظ يلازمهم والغريب أن تلك الوحدات الموجودة بمنطقة نجع مصلح بسوهاج قد تهالكت وتحولت الحياة فيها إلي جحيم ولم تلتف المحافظة لإجراء عمليات صيانة ومتابعة دورية لخدمات الصرف التي تهدد بانهيار أساسات المساكن. يقول رمضان عبدالصبور: أعيش مع أسرتي المكونة من 8 أفراد في حجرة واحدة منذ 20 عاماً كيف يمكن أن تتخيل أن يقيم هذا العدد الضخم في حجرة واحدة طوال هذه المدة وما هي المشكلات التي نتعرض لها يومياً بسبب أزمة ضيق السكن. بجانب أكوام القمامة ومخلفات الصرف الصحي التي حاصرت مساكن الإيواء وتهدد بانهيارها فوق رءوسنا يطالب المسئولين بنظرة بسيطة نحو سكان الإيواء وسرعة إيجاد البديل قبل انهيار الوحدات فوق رءوسنا. وتضيف سندس محمد تقيم هي وأسرتها المكونة من 7 أفراد في حجرة واحدة: منذ 12 عاماً كنا ننتظر خلالها حل مشكلتنا بتوفير وحدات سكنية أفضل تستوعب أعدادنا الكبيرة بدلاً من تلك الغرف الضيقة التي ضاقت بنا بالإضافة إلي البرك والمستنقعات التي تحاصر الوحدات وحولت حياتنا إلي جحيم وعلي الرغم من أن المسئولين وعدونا منذ عدة سنوات ببناء المساكن اللازمة ومرت سنوات طويلة ونفاجأ كل فترة ببعض الموظفين مرة من الحي ومرة من المحافظة يأتون ليقتحموا علينا هذه المساكن بحجة حصر السكان والحصول علي الأوراق الشخصية وإيصالات الكهرباء والمياه وتكرر هذا الموقف أكثر من ألف مرة ولكن لم يتم عمل شيء وأصبح قدرنا أن نعيش في مساكن غير آدمية. ويشير السيد عبداللطيف يقيم منذ 15 عاماً في غرفة واحدة ويسكنها 9 أفراد وإلي أن هناك ظلماً وقع علي هذه الفئة من البشر والتي تعيش تحت خط الفقر ولا يشعر بها أحد ويطالب بضررة توفير البديل المناسب يليق بآدميتهم بدلاً من الجحور التي يقيمون فيها الآن. ويؤكد عبدالصبور عبدالعال أنه يقيم في غرفة ومعه أولاده الثمانية وأنه كلما أتي عليهم الليل فإن الخوف يسيطر عليهم بسبب انهيار أسقف الغرف في أي لحظة فوقهم بسبب تصدعها وتهالكها منذ عدة سنوات برغم علم المسئولين بذلك. تقول بخيتة همام: نحن هنا منذ أكثر من 20 عاماً ومعي 7 أولاد وتعودنا علي الموظفين الذين يزوروننا بين فترة وأخري لعمل حصر أو تسجيل بياناتنا من أجل إعداد المساكن اللازمة لنا وحتي هذه اللحظة لم نعرف من الذي سيقوم بتسكيننا في مساكن آدمية تليق بآدميتنا كمواطنين. وللأسف تعددت الشكاوي للمسئولين بالمحافظة ولكن المحصلة صفر وطالبوا بتشكيل لجنة اجتماعية لبحث أحوالهم المعيشية والتأكد من معاناتهم وتسكينهم في أماكن تليق بآدميتهم فهل يتحرك المسئولون بسوهاج لإنقاذ حالات الإيواء العاجل بنجع مصلح من براثن الإهمال الذي يحاصرهم والاستجابة لمطالب البسطاء أم أن الأمر لا يعنيهم في شئ؟.