كلام د. سري صيام فيه حلاوة .. واغتيال للإبداع وتهديد بحبس الصحفيين قرارات المجلس الأعلي للقضاء بمنع نقل وتصوير وتسجيل وبث المحاكمات في وسائل الإعلام.. والضوابط التي أعلنها المستشار د. سري صيام رئيس المجلس ورئيس محكمة النقض في نشر المحاكمات.. هي من حيث الشكل ضوابط مقبولة للحفاظ علي سير العدالة.. وعدم التأثير علي القاضي أثناء عمله.. وتحقيق الانضباط داخل قاعات المحاكم.. ولكن رغم أن كلام المستشار الدكتور سري صيام.. كلام معسول جميل وموضوعي من ناحية الشكل.. ولكنه في باطنه سموم تقتل حرية الصحافة.. وتعرض الصحفي للحبس في أي وقت.. إذا أراد أن يبدع ويحقق سبقا صحفياً عند نشر اخبار تتعلق بتحقيقات النيابة.. أو نشر صور تنم عن إبداع. قال د. سري صيام إن القرارات لا تخل بمبدأ العلانية بالمحاكمات.. لأن المحاكم مفتوحة للجميع ولحضور كل وسائل الإعلام طالما أن هذا لن يخل بنظام الجلسات. وقال إن القرارات تحافظ علي هيبة القضاء وكرامة المحامين.. وتوفر ضمانات المحاكمة العادلة وأنه وزملاءه أعضاء المجلس الأعلي للقضاء يقدرون الصحافة ورسالتها والتي يعتبرها الدستور سلطة رابعة. وقال د. سري إن السبب الرئيسي في صدور القرار بمنع نقل وتصوير وتسجيل وبث الجلسات كان الحفاظ علي أمل البراءة لكل إنسان.. وأن المتهم بريء حتي تثبت ادانته. لا يختلف اثنان علي سلامة وموضوعية كلام الدكتور سري صيام في هذه الجوانب.. ولكن عندما يقول إن تحقيقات النيابة تعتبر من الاسرار التي لا يجوز افشاؤها طبقاً للمادة 75 إجراءات جنائية.. ومن يخالف ذلك يعاقب بالمادة 310 عقوبات وأنه لا يجوز تصوير متهم في سيارة الترحيلات أو وهو في طريقه للجلسة والكلابش بيده.. فإن هذا القول يعبر عن قرارات تحوي مساسا بحرية الصحافة.. وتكبيلا لحركة الصحفي وقلمه.. وتهديداً لكل من يحاول التقاط صورة واقعية لمتهم ليس فقط أمام النيابة.. وإنما أيضاً أثناء نقله من النيابة إلي سيارة الترحيلات والعكس.. أي اغتيال التصوير الصحفي.. وتهديد الصحفي الذي يحاول أن يحقق سبقا صحفياً ونشر اعترافات مهمة أمام النيابة بالحبس طبقاً للمادة 310 من قانون العقوبات التي تنص علي (الحبس مدة لا تزيد علي 6 شهور أو غرامة لا تتجاوز 500 جنيه) لمن يخالف سرية التحقيقات.. فإن مرونة العبارة تعطي الفرصة لحبس الصحفي عند نشر ما يراه خبرا مهما للقارئ أثناء تحقيقات النيابة. إن الدكتور سري صيام يتحدث بلغة جميلة براقة عن حق القارئ في المعرفة.. وحق الصحفي في نقل المعلومات والاخبار.. ولكنه في ذات الوقت يصدر حكما بالإعدام علي صفحات القضايا في الصحف التي تتناول يومياً.. ما يجري في تحقيقات النيابات في مختلف القضايا.. خاصة القضايا المهمة التي يتطلع القارئ لمتابعتها. إننا نحترم قرارات المجلس الأعلي للقضاء برئاسة المستشار سري صيام.. لانها تصب في خدمة العدالة.. ولكن بعض الكلمات الفضفاضة والمطاطة.. تعرض الصحفي أو المصور المجتهد للحبس.. وتبذر الخوف والتوتر في العلاقات بين الصحفيين ورجال النيابة.