كيف تتعامل مع المعاق بشكل لا يسبب حرجا وبطريقة جيدة منك لا تسبب لك معاناة وحتى ترفع عنك وعن ذوى الإعاقة معاناة التجاهل أو تزيل حواجز تمنع الدمج بين ذوى الإعاقة والمجتمع وهو ما دعا علا عمار لإطلاق مبادرة «فن الاتيكيت فى كيفية التعامل مع ذوى الإعاقة وهو ما جعل بعض الهيئات والوازات تستعين بها لإلقاء محاضرات عن فن الأتيكيت والتعامل مع الإعاقات كافة. تقول علا بعض المواقف السلبية التى تعرضت لها وزملائى من ذوى الإعاقة جعلتنى أبحث عن كيفية تعامل المجتمع مع المعاق بشكل لائق وبصورة تتناسب مع مقومات الذوق والاحترام وبعيدا عن نغمة التعاطف خاصة أنه وللأسف الإعلام يلعب دورا سلبيا مع المعاق ولا يتعامل معه من منظور إنسانى أو أنه يملك احاسيس ومشاعر مثله مثل غيره من غير ذوى الإعاقة وبدأت البحث فى الإنترنت عن كيفية التعامل مع المعاق وكلا على حسب إعاقته ووجدت أن هناك أسساً ومبادئ أساسية للتعامل مع ذوي الإعاقة بشكل يحفظ كرامته ولا يمتهن آدميته وبدأت أتصور فى كيفية عرض هذه العناصر وهل أعرضها فى شكل مقال صحفى أو بأى صورة إعلامية ووجدت أن دورة حياتها قصيرة لا تتلاءم مع الغرض منها فى أن تظل مستمرة أو تكون على البال بين الحين والآخر لأن المجتمع والناس يحتاجون بشكل مستمر هذا الفن وتناقشت مع نفسى هل أنشرها كمعلومة بسيطة وتثبت المعلومة من خلالها أم أجعلها معلومة داخل فكرة أو قصة قصيرة جدا؟ ووجدت أن أفضل طريقة هى المعلومة البسيطة وأن يكون كل أسبوع هناك معلومة جديدة ومرفق معها صورة مبسطة لكيفية التعامل مع المعاق وبمختلف الإعاقات ويكون لها تصميم وشكل يتلاءم ويتناسب مع الغرض منها وتصل للناس وبشكل مبسط يعمل على التجاوب معها وهو ما جعل بعض الهيئات والوزارات والمصالح تقتنع بالفكرة بل وتعطى محاضرات عنها للعاملين بها وقمت بإلقاء هذه المحاضرات وكان معى مادة علمية تصل إلى 20 نصيحة أو «اتيكيت» لكل إعاقة على حدة ومنها معلومات منطقية وليست معضلة أو مشكلة فيها يسهل تسليط الضوء عليها ومن تلك النقاط إنهاء استخدام الألفاظ التى تدل على الشكل السلبى للفظ واستخدام ألفاظ إيجابية تعبر عن الاختلاف ما بين الناس وبعضها وأطلقت عليها «اتيكيت تويتس» وقمت بنشرها على صفحات التواصل الاجتماعى ولاقت قبولا وتجاوبا معها بشكل رائع. وتضيف علا تشغلنى قضية توعية المجتمع والناس بالقضاء على الممارسات الخطأ أو التى تزيد من الشكل السلبى فى المعاملات بيننا بل أضيف على ذلك أننى أسعى باقتراح حلول ووضعها بشكل ملائم للتعامل مع ذوى الإعاقة لأننى منهم بشكل خاص ولباقى أفراد المجتمع بشكل عام وأسعى لمعرفة من طبق تلك النقاط أو سعى لها فى البلدان الأخرى والاستفادة من تجاربها الناجحة فى الاهتمام بقضايا ذوى الإعاقة واسفرت تلك الجهود عن إصدارى كتاب حكايات علا وتم إنتاجه بعدها فى شكل حلقات درامية مسموعة فى 15 حلقة وكان أول كتاب مسموع بهذا الشكل وهو يعطى انطباعاً كأنك تسمع برنامجاً فى الإذاعة كما أننى شاركت فى عمل فيديو كليب بأغنية «أشجع واحدة» للمخرجة مى عبد العزيز وهو من قصص لبعض الفتيات صاحبات الأمل والطموح والإرادة وضرورة أن تكون قوية فى عزتها بنفسها وإرادتها وليست القوة العضلية وركز الفيديو على كافة أشكال وأنماط وتوجهات البنات وأن مصدر القوة هو الإرادة والعزيمة وقد شاركنا فتيات من ذوات الإعاقة فى الفيديو من ضمن فريق وصل إلى 15 فتاة. وتسعى علا لأن يكون لها تأثير إيجابى على الناس والمجتمع وبشكل يجعل الحياة استمتاعا وبهجة بيننا وهذا السعى يكون بشكل أو بآخر وأبحث عن كافة الطرق التى أصل بها المعلومة ولا اتوقف عند طريقة واحدة فهناك حل وحلول بديلة إذا عجز الحل الأول. وعن بعض المواقف السلبية التى تعترضها قالت علا أصبت بمرض شلل الأطفال وعندى 4 شهور ومن يومها أتعامل بشكل طبيعى مع الحياة ولا أنظر لأعاقتى ولكن ما يستفزنى هو تعامل البعض معى بنظرة تعاطف أو سخرية من إعاقتى وأحاول أن أفهم البعض هذا المفهوم بأننى إنسانة طبيعية مثلى مثله وأن يكون الاحترام والتعامل بيننا لمجهودى وجهدى وليس لإعاقتى ومن تلك النماذج الكثيرة منهم أحد السائقين عندما قررت أن استقل تاكسى ووجدته يقول وقفت علشان الإعاقة وأفهمته أن يقف لى علشان إنسانة وليس للإعاقة والبعض الآخر يستغل هذا الموقف ويطلب أجره أكبر من المفروض أن يحصل عليها وأخيرا عندما قررت أن استقل سيارتى ووجدت البعض يستغل إعاقتى بنظرته وليس لحقى كإنسانة. رعن مواهبها قالت أخذت دورات تدريبية فى التمثيل وقررت أن أقدم أعمالا مختلفة جديدة لها هدف ومضمون بجانب ممارسة رياضتى المفضلة وهو التنس على كراسى متحركة بجانب المحاضرات التى ألقيها عن فن الاتيكيت لموظفى وزارة الثقافة وإحدى الشركات الخاصة. وترجع بذاكرتها للوراء عندما أشارت إلى سفرها فى عام 2013 إلى ألمانيا وإيطاليا فى برنامج تبادلى وزرت جميعات عديدة تخدم ذوى الإعاقة وعقدت مقارنة بين وضع المعاق فى الدول الثلاث مصر وألمانيا وإيطاليا وكيفية الاهتمام بقضايا المعاقين كما شاركت فى برنامج الزائر الدولى والذى استضافته أمريكا فى 4 ولايات أمريكية وأن الاهتمام بالمعاق هناك فاق الحد وبخاصة إذا كان المعاق من أقارب قيادات البلاد . واحتجت علا على وضع بعض الجمعيات التى تسئ للمعاقين وتضيع عليهم فرص جيدة للاختلاف حول نسبة العمولة بين المعاق والجمعية وتكون أكثر من زملائها من ذوى الإعاقة أنهم أصبحوا لقمة سائغة لهذه الجمعيات ويعلمون ذلك بل يهينون أنفسهم بالسعى وراء تلك الجمعيات.