أشخاص لم يعرف اليأس لهم طريقا، فبالرغم من معاناتهم في حياتهم، فإنهم أصرّوا تحدى الصعوبات، فلم تمنعهم إعاقاتهم من استكمال حياتهم والنهوض بأنفسهم ليبنوا مستقبلهم ويحاولون النهوض ببلادهم. في اليوم العالمى للإعاقة، رصدت "بوابة الوفد" معاناة ذوى الإعاقة وما يواجهونه من مصاعب حياتية، ومطالباتهم. فقالت داليا عاطف، ناشطة من ذوي الإعاقة: إن المعاقين فئة مهمشة منذ سنين، مشيرة إلى عدم اهتمام الدولة بهم، ما يجعلهم يحاولون إيصال رسالة للمجتمع أنهم كأى مواطنين عاديين. وأوضحت الناشطة أنه أصبح هناك نوع ما من التحضر في التعامل معهم من قبل الدولة، حيث أصبح لهم 11 مادة من مواد من الدستور تكفل لهم حقوقهم، ولكن هناك تباطؤ في تطبيق هذه المواد، فهي مجرد حبر على ورق لم تطبق بشكل عملي على أرض الواقع. وأضافت عاطف أنه تجب توعية المجتمع عن كيفية التعامل مع المعاقين؛ حيث إن هناك حالة جهل من المجتمع بمعنى الإعاقة وكيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، فبعضهم يتجنبوهم ويرفضون التعامل معهم خوفا منهم ولا يعملون على مساعدتهم؛ مما يؤثرعلى نفسياتهم تأثيرًا كبيرًا، ويؤدي إلى عزلتهم عن المجتمع. فيما لفت سامي أحمد، ناشط من ذوي الإعاقة، إلى أن أكثر الناس إحساسًا بمعاناة المعاقين هم أنفسهم، ما دفعه لأن يقرر هو وزملاؤه من ذوي الإعاقة العمل على جعل المجتمع كله أصدقاء لذوي الإعاقة، وكسر حاجز الخوف عند المجتمع وتشجيعهم على مساعدتهم والتعامل معهم بشكل طبيعي. وأكد أحمد أن الدولة يجب أن تشعر بأن هناك مواطنين من ذوي الإعاقة يعيشون في مصر لهم حقوق يجب أن يأخذوها، مؤكدًا أن الكثير منهم يحتاجون مساعدة الدولة سواء كانت معنوية أم مادية وتوفير سكن لهم، بالإضافة إلى تيسير الكثير من الأمور مثل المواصلات التي تمثل عائقا كبيرا لحركة كثير منهم. وأفاد أحمد أن هناك الكثير من ذوي الإعاقة من لديهم إمكانات وقدرات هائلة وعقول فذة، ولا يجدون من يساعدهم من الدولة ولا من يستغل إمكانياتهم هذه لخدمة المجتمع معربًا عن استيائه من وجود بعض الدول الأقل من مصر تهتم بذوي الإعاقة وتوفر لهم الكثير من حقوقهم. وأوضح أحمد أن الكثير من الشباب ليست لديهم فكرة عن التطوع ولا عن مدى أهميته في أي مجتمع؛ لذلك دعاهم إلى التطوع وإلى التمتع بمتعة العطاء التي يفقدها كل من حرم نفسه منها. وأوضح هشام علي أنه يعاني من شلل في إحدى قدميه يعوقه عن الحركة بشكل طبيعي ولكن الله عوضه ورزقه بأهله الذين ساعدوه ووفروا له كل ما يحتاجه من دعم مادي ومعنوي، لذلك قررهو أن يعمل على مساعدة ذوي الإعاقة التي لا تكون ظروفهم ملائمة مثله. وأفاد "علي" أنه متطوع في إحدى الجمعيات الخيرية التي تعمل على مساعدة ذوي الإعاقة وتوفير بعض الخدمات التي يحتاجونها لهم بقدر المستطاع، حيث يقوم من خلال الجمعية بتعليمهم وأخذهم في رحلات ترفيهية وتوفير لهم بعض الدعم المادي. ودعا "علي" الشباب إلى أن يكونوا أكثر إيجابية، وأن يركز جهده لخدمة أشخاص يحتاجون مساعدته بشكل كبير حتى لو كانت معنوية بدلا من تضييع الوقت في أشياء ليست ذات نفع له ولبلده.