وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    لمسافة 800 متر.. محافظ الغربية: استمرار تطوير كورنيش النيل بكفرالزيات    محافظ أسيوط: مواصلة حملات نظافة وصيانة لكشافات الإنارة بحي شرق    برلمانية تطالب بوقف تراخيص تشغيل شركات النقل الذكي لحين التزامها بالضوابط    محافظ بني سويف ورئيس الطرق يتفقدان الموقف التنفيذي بمشروع محور الفشن    وزارة الزراعة تطرح كرتونة البيض ب120 جنيها فى معرض المتحف الزراعى    إكسترا نيوز: إغلاق معبر رفح يعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة    قناص إسرائيلي يطلق النار على كل من يتحرك قرب مستشفى بجنين    مصدر سعودي للقناة ال12 العبرية: لا تطبيع مع إسرائيل دون حل الدولتين    أبو علي يتسلم تصميم قميص المصري الجديد من بوما    يورو 2024 - رونالدو وبيبي على رأس قائمة البرتغال    لبيب: أتمنى فوز الأهلى على الترجى ليكون السوبر الأفريقى مصريًا    كولر يحذر لاعبي الأهلى .. وبعثة الترجى تصل اليوم ترتيبات خاصة لتظيم النهائي المرتقب    ضبط 6 طلاب لتورطهم في محاولة غش بالشرقية    محكمة بورسعيد تقضي بالسجن 5 سنوات مع النفاذ على قاتل 3 شباب وسيدة    زوجة المتهم ساعدته في ارتكاب الجريمة.. تفاصيل جديدة في فاجعة مقتل عروس المنيا    تأجيل محاكمة 12 متهمًا في قضية رشوة وزارة الري ل25 يونيو المقبل    وزير الأوقاف: سيتم التوسع في مقارئ القرآن الكريم    لمواليد برج الثور.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    كيت بلانشيت.. أسترالية بقلب فلسطينى    رئيس الوزراء يتابع عددًا من ملفات عمل الهيئة المصرية للشراء الموحد والتموين الطبي    «الرعاية الصحية» تدشن برنامجا تدريبيا بالمستشفيات حول الإصابات الجماعية    إصابة زوجة الرئيس السوري بهذا النوع من السرطان    الحكم بإعدام مدرس الفيزياء المتهم بقتل طالب الستاموني    السيسي: مكتبة الإسكندرية تكمل رسالة مصر في بناء الجسور بين الثقافات وإرساء السلام والتنمية    «غرفة الإسكندرية» تستقبل وفد سعودي لبحث سبل التعاون المشترك    مكتب الإعلام الحكومي بغزة: الرصيف البحري لا يمكن أن يكون بديلا عن المنافذ البرية والمساعدات لم تصل حتى الآن إلى شمال القطاع والوضع كارثي    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    تعاون مصري سعودي لتعزيز حقوق العمال.. برنامج تأميني جديد وندوات تثقيفية    «بيطري المنيا»: تنفيذ 3 قوافل بيطرية مجانية بالقرى الأكثر احتياجًا    أفعال لا تليق.. وقف القارئ الشيخ "السلكاوي" لمدة 3 سنوات وتجميد عضويته بالنقابة    دعاء النبي في الحر الشديد: كيفية الدعاء أثناء موجة الطقس الحار    150 هزة ارتدادية تضرب غرب نابولي.. وزلزال الأمس هو الأقوى خلال العشرين عامًا الماضية    ضبط طرفى مشاجرة بالقاهرة نتج عنها وفاة طفلة وإصابة آخر    بتهم القتل والبلطجة.. إحالة أوراق عاطل بالقليوبية لفضيلة المفتي (تفاصيل)    في اليوم العالمي للشاي.. أهم فوائد المشروب الأشهر    للتوعية بحقوقهن وواجباتهن.. «الهجرة» تناقش ضوابط سفر الفتيات المصريات بالدول العربية    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    هالاند.. رقم قياسي جديد مع السيتي    الموعد والقناة الناقلة لقمة اليد بين الأهلي والزمالك بدوري كرة اليد    حفل تأبين الدكتور أحمد فتحي سرور بحضور أسرته.. 21 صورة تكشف التفاصيل    أحمد الفيشاوي يحتفل بالعرض الأول لفيلمه «بنقدر ظروفك»    وزير التعليم: مدارس IPS الدولية حازت على ثقة المجتمع المصري    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    «ختامها مسك».. طلاب الشهادة الإعدادية في البحيرة يؤدون امتحان اللغة الإنجليزية دون مشاكل أو تسريبات    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    حسام المندوه: الكونفدرالية جاءت للزمالك في وقت صعب.. وهذا ما سيحقق المزيد من الإنجازات    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    مدحت شلبي يكشف العقوبات المنتظرة ضد الزمالك بسبب سوء تنظيم نهائي الكونفدرالية    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    بوتين: مجمع الوقود والطاقة الروسي يتطور ويلبي احتياجات البلاد رغم العقوبات    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دمشق.. مدينة لا تخشى الموت
نشر في المسائية يوم 23 - 12 - 2015

العالم يستعد للاحتفال بأعياد الكريسماس .. والسوريون الشعب الذى عشق الحياة يعيش تحت دوى القنابل
لم تتغير دمشق كثيرًا عما تركتها عليه فى آخر زيارة لها قبل أن يصيبنا ما أطلقوا عليه اسم «الربيع العربى» .. اللهم إلا زيادة نسبة التضخم
*مازالت اللهجة المصرية هى الصوت القريب إلى قلوبهم قبل آذانهم ومازالت مصر وأخبارها هى الحديث الذى ينسيهم ما يتعرضون له من مصاعب
العلم السورى يغطى واجهات المحال فى صورة تذكرنى بالعلم المصرى خلال كأس الأمم 2006
يستعد العالم أجمع للاحتفال بأعياد الميلاد المجيد وعيد الكريسماس فى الوقت الذى تعيش العاصمة السورية دمشق تحت دوى مدافع الهاون والصواريخ قصيرة المدي، ويعيش السوريون الذين عشقوا الحياة فى انتظار المجهول
تتحدى العاصمة السورية دمشق الفيحاء كل المخاطر التى صارت تحيطها من كل جانب. والقنابل التى تنهال عليها صباح مساء. وعلى مدار سبعة أيام عشت مع أهلها تحت قصف المدفعية لم أر شعبًا خائفًا أو جبانًا.
رأيت الأشقاء الشوام يواجهون الموت بالحياة، يواجهون القنابل بابتسامة لم تغيرها الأيام. كما رأيت كيف يواجهون غزارة الأمطار وكيف اكتست الجبال بالثلوج، رأيت فرحتهم بكل ماهو مصرى وعشقهم لأبناء النيل. مازالت اللهجة المصرية هى الصوت القريب إلى قلوبهم قبل آذانهم، ومازالت مصر وأخبارها هى الحديث الذى ينسيهم ما يتعرضون له من مصاعب.
لم تتغير دمشق كثيرًا عما تركتها عليه فى آخر زيارة لها قبل أن يصيبنا ما أطلقوا عليه اسم "الربيع العربي"، اللهم إلا زيادة نسبة التضخم التى تجاوزت ال800 بالمائة.
ورغم ضربات الهاون والصواريخ العشوائية التى تتقاذف ليلاً ونهارًا لتدك أقدم عاصمة حية عرفها التاريخ. إلا أن الابتسامة لم تغيّبها الأخطار ولا رائحة الموت التى تتقاذفها الرياح.
دمشق لم تتخل عن عادتها الطيبة التى اكتسبتها على مر التاريخ وعبر سنوات تحدت فيها الغزاة والفاتحين.. فلا تزال شوارعها نظيفة وحواريها تضاهى أعظم ميادين العالم رونقًا وبهاءً ومازالت الحياة تضج فى أرجائها.
اعتدت خلال أيام زيارتى السريعة لأهلنا فى الشام على النزول المبكر فى المناطق القريبة من فندق الشام وحى الشعلان وشارع الحمرا للتمشية، وللتعرف أكثر على المدينة التى تستيقظ مبكرًا رغم أنها تنام متأخرًا؛ حيث اعتاد أهل الشام على الخروج والسهر دونما خوف أو ضجر رغم الحواجز الأمنية التى تنتشر فى الشوارع ليلاً ونهارًا من أجل حماية الشعب والحفاظ على حياته لم أر مواطنًا يضجر، ولم أر جنديًا يتجاوز الكل يؤدى واجبه بحب وبساطة.
أما أكثر ما لفت نظرى خلال جولاتى الصباحية فهو العلم السورى الذى يغطى واجهات المحال والمطاعم بعد أن رسموه على الأبواب فى صورة تذكرنى بالعلم المصرى خلال كأس الأمم 2006 عندما نزل الشباب والفتيات ليشجعوا الفريق المصرى بصورة لم تشهدها ملاعب مصر من قبل.
وفى بواكير الصباح تعج دمشق بالحركة والحياة الطبيعية، بعد أن استفاقت من صدمتها من جراء سقوط بعض القذائف الصاروخية على أحيائها السكنية، لتسفر عن بعض القتلى وجرح العشرات بينهم.
فيتوجه أصحاب المحلات التجارية وطلاب المدارس والجامعات والموظفون كلهم إلى أماكنهم، دون خوف أو وجل من تكرار المشهد الساخن، كما تشهدت الشوارع التى سقطت فيها القذائف الصاروخية حركة نشطة بالسيارات والمارة.
الحركة فى حى الشعلان الملاصق لمنطقة أو رمانة لا تتوقف رغم دوى القنابل وسقوط القذائف الصاروخية وانقطاع الكهرباء يشغى حركة البيع والشراء فى محلات البذور الفستق الحلى والجوز واللوز والعطارة والملابس والمفارش المطرزة التى اشتهرت بها دمشق والتى تاهى بها العالم.
عجلة الحياة تدور، والناس لا تخيفها تلك التهديدات التى يطلقها الإرهابيون، فأهل الشام يحبون الحياة ويتمسكون بها ولا يجلسون فى منازلهم.
لا تتوقف الحياة ولا تتوقف "عين فيجا" عن مد دمشق أساس الحياة فلا تبخل إرسال مياه الثلوج التى تتجمع فوق الجبال لتسقط عزبة رقراقة فى العين التى تحملها إلى نهر خلّده أمير الشعراء أحمد شوقى فى أشعاره عندما قال فى قصيدته "نكبة دمشق نكبة دمشق
سلام من صبا بردى أرقُّ
ودمعٌ لا يكفكف يا دمشقُ
ما أشبه الليلة بالبارحة وما أقسى ما تعانيه الشام فى عصرنا الحديث ومازال بردى يحمل الخير لتخضر الأرض وتخصب الزروع. الحياة فى حي "المرجة"؛ حيث تنتشر محال الحلويات الشامية لا تتوقف ليلاً ولا نهارًا ورغم الزحام وقفت أسرة مسلسل تليفزيونى تصور مشهد سوق وسط واحد من أكبر أسواق دمشق وأكثرها ازدحامًا دون أية مضايقة من الجمهور الذى اصطف ليشاهد عملية التصوير فى مشهد حضارى لا يتكرر فى مكان آخر.
دمشق القديمة
هو اسم الجزء القديم من مدينة دمشق والتى تعد أقدم مدينة مأهولة فى العالم وأقدم عاصمة فى التاريخ، وتقع داخل أسوار مدينة دمشق التاريخية، وتمتاز بأبنيتها وأوابدها التى تعود لعدة عصور وأماكنها المقدسة من جوامع وكنائس تعد رمزًا للديانات، وبشوارعها وطرقاتها التى مشى عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والقديسون والملوك والقادة والعلماء والعظماء من صناع التاريخ. وفى عام 1979م سجلت مدينة دمشق القديمة على لائحة التراث العالمى لمنظمة اليونيسكو
تتميز دمشق القديمة بأسلوب العمارة الدمشقية الشهيرة بطرازها الفريد، ويسمى السكان المحليون بيوت دمشق المبنية على الطراز الدمشقى القديم "بيوت عربية"، والتى تمتاز بفناء داخلى واسع تحيطه الغرف وتتوسطه بحرة جميلة ويتكون من طابق أو طابقين فيه الكثير من الفنون المعمارية، وتطل على الفناء المليء بأحواض النباتات والأزهار وتتوسطه البحرة الشامية الدمشقية الشهيرة، وتحتوى المدينة الكثير من مساجد وجوامع وكنائس ومدارس تاريخية ومقامات وأضرحة وقصور وشوارع مرصوفة بالحجارة وحارات مسحورة مسكونة بعبق التاريخ.
تضم دمشق القديمة العديد من الأحياء العريقة والأسواق والخانات والمساجد والكنائس والمدارس والشوارع المرصوفة والقلعة والسور الرومانى، وهى لا تشكل سوى حوالى 5 % من مساحة مدينة دمشق الحالية وتمتاز الآثار التاريخية فى المدينة بأنها تعود لعدة فترات وحقب زمنية من الحضارات التى تعاقبت على المدينة العريقة التى يعود تاريخ بنائها إلى قبل آلاف السنين.
تقع دمشق القديمة قرب مركز مدينة دمشق المتمثل بمنطقة المرجة.
ولا يمكن أن تزور دمشق إلا إذا قمت بزيارة دمشق القديمة، حيث سوق الحميدية الشهير ولا تنس الصلاة بالمسجد الأموى وزيارة ضريح رأس النبى يحيى وضريح صلاح الدين الأيوبي.
التكية السليمانية
ولابد لزائر دمشق أن يمر بالتكية السليمانية (بالتركية: Tekkiye Camii)، وهى بناء متكامل فى دمشق بسوريا، يعد من أهم الآثار العثمانية فى مدينة دمشق، يضم مسجدًا ومتحفًا وسوقًا للمهن اليدوية والتراث ومدرسة.
سميت نسبة إلى السلطان سليمان القانونى الذى أمر ببنائها عام 1554م فى الموضع الذى كان يقوم عليه قصر الظاهر بيبرس المعروف باسم قصر الأبلق فى مدينة دمشق.
التكية من تصميم المعمارى التركى معمار سنان، أشهر معمارى عثماني. وأشرف على بنائها المهندس ملا آغا. بدأ بناءها سنة 1553م وانتهى سنة 1559م فى عهد الوالى خضر باشا، أما المدرسة الملحقة بها فتم بناؤها سنة 1566م فى عهد الوالى لالا مصطفى باشا.
وأبرز ما يميز طراز التكية السليمانية مئذنتاها النحيلتان اللتان تشبّهان بالمسلّتين أو قلمى الرصاص لشدة نحولهما، وهو طراز لم يكن مألوفًا فى دمشق حتى تلك الحقبة. تضم التكية قسمين: التكية الكبرى التى تتألف من مسجد ومدرسة.
التكية الصغرى التى تتألف من حرم للصلاة وباحة واسعة تحيط بها أروقة وغرف تغطيها قباب متعددة. كانت التكية الصغرى مأوى للغرباء وطلبة العلم، وتضم اليوم المتحف الحربى السورى وسوق الصناعات الشعبية.
ذكريات مؤلمة
يتحاكى الأصدقاء فى الشام عن حالها قبل عامين لم تكن دمشق التى عرفتها وأعرفها اليوم كانت تنام باكرًا؛ لأن شيئًا يهدد أهلها. كان الخطف ليلاً هو سيد الحياة والاغتيالات ليلاً هى حديث الناس فى الصباح التالي.
فقد شهدت دمشق خلال الأعوام الأربعة الماضية سلسلة تهديدات ومخاطر ومحاولات هجوم على أحيائها، لا تنقطع أصوات القنال عن مسامع الأهالي. اليوم دمشق التى ترفض أن تموت كما يموت الجبناء، تعرف أنها لن تعيش جميلة إلا إن قامت، ولن تعيش كبيرة إلا إن بقيت، تحسنت أحوالها واقتربت دمشق من نفسها أكثر لتشبه نفسها أكثر.
فالمعروف عند الدمشقيين بأنهم يقومون بالتجوال بين المقاهى والأسواق إلى ما بعد منتصف الليل، مع أن الشائعات لم تنقطع ولكن أبناء العاصمة كسروا هذا الهاجس ومارسوا حياتهم دونما خوف، وأصبحت شوارع العاصمة تعج بالمارة والسيارات، مؤكدين أن الحياة يجب أن تستمر وأنهم يجب ألا يستسلموا.
السكينة تغمر المكان وتنعكس اطمئنانًا على النفوس والوجوه. الأطفال يمرحون وينشغلون بطفولتهم عن أحاديث السياسة التى تشغل الكبار عادة والجو هنا كما تشاهد لا ينبئ أبدًا عن وجود حرب .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.